بعد ختامه.. لماذا انعقد مؤتمر وارسو؟ وماذا حقق من أهدافه؟

آخر تحديث: الجمعة 15 فبراير 2019 - 1:03 م بتوقيت القاهرة

إنجي عبدالوهاب

اختمم أمس الخميس، ممثلو 60 دولة في العاصمة البولندية، مؤتمر وارسو، بعد أن وجهت أمريكا لهم دعوة لما يعرف بـ"مؤتمر السلام" الذي يتناول رؤية أمريكا لمنطقة الشرق الأوسط، ويطمح المؤتمر في تشكيل "ناتو عربي" مناهض لأنشطة إيران التي تعتبرها أمريكا "مزعزعة للسلام في المنطقة"، بحسب وكالة سكاي نيوز.

الـشروق، تستعرض أهداف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المؤتمر، وتقدم للقاريء كل ما يحتاج معرفته عن "وارسو" في السطور التالية

ما هو مؤتمر وارسو؟

هو اجتماع على المستوى الوزاري عقد يومي 13 و14 فبراير، في العاصمة البولندية، وارسو؛ للبحث في "قضايا السلام"، و"محاربة الإرهاب"، و"مواجهة النفوذ الإيراني" الذي يزعزع السلام في منطقة الشرق الأوسط، بحسبما أورده بيان البيت الأبيض.

لمن وجهت الدعوة؟

وجهت الولايات المتحدة الأمريكية الدعوة إلى نحو70 دولة، حضر منها نحو 60، بينهم دولُ عربية، وإسرائيل.
لكن روسيا وممثلي المفوضية الأوروبية وفلسطين، أعربت عن رفضها المشاركة، على اختلاف الأسباب؛ فبينما روسيا الوقوف ضد حليفها الاستراتيجي"إيران"، ترى فلسطين أن الهدف وراء المؤتمر هو تدعيم إسرائيل حليف أمريكا الاستراتيجي في المنطقة.

ما هي أهداف واشنطن من انعقاد وارسو؟

تسعى الولايات المتحدة للضغط على إيران، من خلال على أصدقائها العرب السُنة؛ كي تتمكن من تأسيس تحالف إقليمي عسكري يعرف باسم "تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي"، أو ما يطلق عليه رمزيًا الناتو العربي"ميسا"(MESA).

ما هو الناتو العربي الذي يسعى المؤتمر لتأسيسه؟ وما هي أهدافه؟

ترغب إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تأسيس الـ"ناتو العربي" أو الـ"ميسا MESA " لمواجهة الخطر الإيراني، حسب تعبير دونالد ترامب.
وتسعي واشنطن بحسب بيان البيت الأبيض، تسعى واشنطن للعمل على استقرار أقليم الشرق الأوسط، لمستقبل يعمه السلام والأمن"
ويضم الناتو العربي، ثمان دول عربية على رأسها مصر والأردن، ودول مجلس التعاون الخليجي الست(السعودية، عمان، الإمارات، الكويت، قطر، البحرين)

إلى أي مدى تهتم أمريكا بـ"وارسو"؟

يعير الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، مؤتمر وارسو اهتامامًا بالغًا؛ إذ يحضره نائبه مايك بينس، فضلًا عن فريق إدارة ما يطلق عليه"صفقة القرن".

لماذا يُعقد المؤتمر في وارسو؟

يطمح، آندجي دودا، الرئيس البولندي في تأهيل بلاده -كدولة متوسطة الحجم بين البلدان الأوربية- لنيل دور بارز على الساحة العالمية والأوربية؛ إذ تتمتع بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن لعامي 2018 و2019، ويأمل في أن يعيرها استضافة مثل هذا المؤتمر، مكانة دولية، تمكنها من نيل عضوية دائمة.

كما تسعى حكومته اليمينية، التي يتهمها معارضوها بتتضيع مكانة بولندا بين دول الاتحاد الأوروبي، لاستعارة مكانة لها، ويطمح أن يُقرب هذا المؤتمر بلاده من الولايات المتحدة ومن دول عربية تعادي إيران، مثل السعودية والإمارا

لماذا تطوعت بولندا لاستقبال" وارسو"؟

تتمتع بولندا تحت رئاسة أندريا دادا بحكومة يمينية شعبوية يتشابه خطابها مع الخطاب السياسي للرئيس الامريكي دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بالموقف من المهاجرين و"بولندا أولا"، وتسعى للتقرب من الغدارة الامريكية.

هل يحقق "وارسو" أهدافه؟

يبدو أن سقف طموحات ترامب تشكيل قوة عسكرية مناهضة لإيران لتحقيق رؤيته في منطقة الشرق الأوسط غير قابلة للتحقق عل أرض الواقع؛ في ظل الانقسامات التي يشهدها الجانبين الأوروبي والعربي.

فعلى الصعيد الأوروبي رفضت موسكو على لسان وزير خارجيتها، سيرجي لافروف، الحضور.

كما شكك لافروف في جدوى المؤتمر، واعتبر أجندته سُخرّت بشكلٍ أساسيٍ لخدمة السياسة الأمريكية الهادفة لتحجيم النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، ولدعم المصالح الأمريكية، مشيرًا غلى أن الوثيقة التي نصت عليها الدعوة أعدتها الولاياتا المتحدة وبولندا، من دون مشاركة الدول الأخرى.

وسبق الاتحاد الأوروبي روسيا في تلك الخطوة، إذ أعلنت فيدريكا موجيريني، مسؤولة العلاقات الخارجية بالتكتل الأوروبي، عدم مشاركتها في المؤتمر

وإلي جانب الانقسام الأوروبي تنقسم الدول العربية أيضًا حول الموقف من إيران، ومن جانبها أكدت حركة "فتح"، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط هدفه تصفية القضية الفلسطينية، واصفةً إياه بأنه محاولة أمريكية إسرائيلية للترويج لأفكار لا يقبلها أو يتعاطى معها الفلسطينيون.

ما أهم أفكار إدارة ترامب في هذا المؤتمر؟

إعادة تأكيد ما ردده ترامب خلال قمة الرياض في مايو/أيار 2017 من مطالبة الدول العربية والإسلامية بصورة مباشرة -وإن كانت شديدة العمومية- بضرورة مواجهة تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة والتهديدات الإيرانية.

ما هي دوافع ترامب؟

يداعب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تخوفات بعض الدول الخليجية، من "التهديدات الإيرانية"، مطالبًا الدول العربية بضروروة التصدي لإيران، في محاولة منه لدعم إسرائيل حليفه الإستراتيجي في المنطقة من جانب، وتحجيم عدو بلاده الاستراتيجي_إيران_ الذي يخطو خطوات متسارعة في الملف النووي من جانب آخر، بحسب محللين.

ما هي مواقف البلدان العربية من "وارسو"؟

يجمع قطر والكويت وعُمان علاقات جيدة بالنظام الإيراني، أما مصر والأردن فهما دولتان محايدتان يشتركان في عدم الإيمان بالعداء الإيراني وما يسمى بـ"الخطر الإيراني"، وربما يساعدهما على ذلك البعد الجغرافي عن إيران، وهما تهتمان أكثر بإسرائيل وبالصراع العربي الإسرائيلي، لكن النظام السعودي يكن العداء لنظيره الإيراني، ويشاركها هذا الموقف بعض دول الخليج؛ ترى السعودية والإمارات والبحرين أن إيران خطر كبير يجب مواجهته بكل السبل .

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved