«المتحف الرقمي للنساء».. بداية حلم ياسمين لتوثيق حكايات «نون النسوة»

آخر تحديث: الإثنين 15 يونيو 2015 - 2:09 م بتوقيت القاهرة

كتبت - مي زيادي

أن تصدق حلمك، ربما يكون ذلك هو الدافع الأساسي لأن تبحث عن شغفك بالحياة، أن تزيح كل ماهو بعيد عن هذا الحلم، ليتسع الطريق أمامه حتى لو ضاق في بعض الأوقات.. ذلك ما فعلته ياسمين إبراهيم التي يتلخص شغفها في قضايا النساء، فهي التي أمضت سنوات عملها الأولى في منظمات حقوقية نسائية تدافع عن حقوق النساء وتحلم معهن بعالم أفضل، قررت أن تكمل الطريق معهن حتى بعد أن تركت العمل الحقوقي تماما، لتنتصر لهن من خلال المتحف الرقمي للنساء الذي أسسته وتعمل عليه بنفسها.

لم تأت لها فكرة المتحف من فراغ، فهي تحب اقتناء الأشياء القديمة والاحتفاظ بكل ما هو ذو قيمة لتوثيقه، قررت أن تبحث عن من لم يذكرهن التاريخ، لتذكرهم هي ولتوثق حياة تلك "العاديات الجميلات الملهمات" كما تحب أن تسميهم. فتقول ياسمين إبراهيم "كنت أعمل بمنظمة حقوقية نسائية، وبعد خلافات معهم فصلت من عملي، فصار لدي وقت أكبر لأبحث عن نفسي وأبدأ في تنفيذ ما أحلم به، إلا أن الفكرة لم تكن متبلورة، كل ما كنت أفكر به أن أقوم بمشروع حول النساء وحياتهن وأحلامهن وقضاياهن".

ياسمين إبراهيم

في البدء كانت الصدفة
في الفترة التي تركت فيها ياسمين عملها، أصبح هناك وقتا أكثر لاكتشاف العالم، فبدأت تبحث عن مساحات جديدة بالحياة لتذهب إليها، في ذلك الوقت كان هناك مؤتمرا مقرر عقده بجامعة بالسويد لمناقشة أدوار النساء في الحياة السياسية في الفترة ما بين 1800 إلى 1900. تقدمت ياسمين بورقة بحثية في هذا المؤتمر في 2008، وخلال عملها على تلك الورقة، اكتشفت أنه تقريبا لم يكن هناك توثيقا عن السيدات في تلك المرحلة، إلا أنها بعد بحث عميق وجدت فقط معلومات قليلة عن "نازلي فاضل" التي كان لها صالون ثقافي يجتمع فيه أهم مثقفي تلك الحقبة ومنهم قاسم أمين، ومن هنا قررت ياسمين أن تبحث عن سيدات أخريات مثل نازلي فاضل، سيدات فعلن أشياء كثيرة لخدمة مجتعهم، إلا أن التاريخ لم يعط لهم حقهن بما يكفي.

الثورة كانت السبب
تحكي ياسمين عن يوم 28 يناير2011؛ أكثر الأيام المهمة في تاريخ الثورة، فتقول "نزلنا جميعا لنشارك في مسيرات لنطالب بالحرية والعيش والعدالة الاجتماعية، ولم يتوقع أحد نهاية اليوم التي كانت فوق كل التوقعات، فبعد أن اقترب المساء واستحال عودة أغلبنا لبيوته، رأيت النساء وإصرارهن على البقاء في الشوارع بكل شجاعة"، ربما مشاهد النساء في الثورة أعادت إلى ياسمين الشغف بأن تبدأ في صنع شئ من أجل نفسها ومن أجل النساء اللاتي عشات حياتها مهتمة بهن.

"مع الثورة، بدأت فكرة المتحف تتبلور وقررت أن يكون هناك متحفا على الانترنت ليجمع قصص الكثيرات من النساء، وأطلقت على مشروعي الذي كان في طور الولادة اسم «متحف»"، هكذا تحكي ياسمين عن بداية فكرة "المتحف الرقمي للنساء" الذي أصبح فيما بعد حقيقة. بدأت تبحث عن سبل ليروى مشروعها النور، وبالصدفة عرفت عن منحة بالولايات المتحدة الأمركية لمدة 6 شهور، تساعد المتقدمين لها على العمل على مشروع يرغبون في تنفيذه، وبالفعل تقدمت ياسمين للمنحة بمشروع "المتحف" وسافرت وتم اختيار مشروعها كأفضل الأفكار المعبرة عن قضايا النساء من بين أكثر من 60 مشروع.

المتحف أصبح حقيقة
عادت ياسمين إلى القاهرة وهي تحلم بإطلاق "المتحف" والذي تم تدشينه عبر الانترنت، ليكون "المتحف الرقمي للنساء" الذي يجمع العديد من الصور لعدد كبير من مصوري الفوتوغرافيا لتوثق حياة النساء. وتحلم ياسمين بأن تلف محافظات مصر كلها لتجمع قصص النساء من كل مكان وأن يكون للمتحف شق آخر يهتم بتوثيق دور النساء في حفظ التراث المصري، على أن يتم تصوير منتجاتهن وعرضها بالمتحف ليتم تسويقها وبيعها فيما بعد.

لم يتوقف حلم ياسمين بإطلاق المتحف الرقمي، وإنما هي تحلم بأن يكون هناك متحفا على أرض الواقع؛ صالة عرض كبيرة تضم صور فوتوغرافية عن حيوات النساء، ومساحة لعرض منتجات النساء من كل محافظات مصر، وأن يلحق بالمتحف صالون ثقافي يجتمع فيه النساء ويتبادلن حكاياتهن، ليبقى حلم ياسمين الكبير بأن يكون للمتحف فروع في المنطقة العربية بأكلمها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved