زيت الزيتون السيناوي.. صيت وجودة وعقبات تسويق

آخر تحديث: الإثنين 15 سبتمبر 2014 - 8:40 م بتوقيت القاهرة

شمال سيناء – مصطفى سنجر

• الإرهاب والإغراق بالمستورد أهم المعوقات أمام المنتجين

• زيتون منطقة القسيمة هو الأجود لاعتمادها في الري على الأمطار

مئات الآلاف من أشجار الزيتون زادت مساحتها عامًا بعد عام على أراضي شمال سيناء، وشكلت محصولا قوميًّا للمحافظة الصحراوية، أملا في تحقيق عوائد مادية لآلاف السكان الذين توسعوا في الزراعة رغم قلة الموارد المائية وانعدام الرعاية الرسمية للمزارعين.

ونتيجة لغزارة الإنتاج فقد زادت معاصر الزيتون لاستخراج الزيت، وبيعه في الأسواق، واستورد أصحاب الأعمال ماكينات حديثة من إيطاليا، كلفت ملايين الدولارات لتكون من الخدمات المعاونة لقطاع زراعة الزيتون، حيث يصف الأهالي زيت الزيتون السيناوي بأنه يفوق نقاوة من الزيوت الإسبانية والإيطالية المستوردة، التي تُباع بأثمان باهظة في أرقى المتاجر القاهرية.

وتنوعت أصناف الزيتون المزروعة في شمال سيناء، ما بين الزيتون المخصص للعصر، والزيتون المخصص للتخليل بأصنافه وأحجامه المختلفة، بينما لا تزال شهرة وصيت زيت زيتون منطقة القسيمة بوسط سيناء هي الأكثر تداولا، نظرًا لأن عملية ري الزيتون في تلك المنطقة تعتمد على موسم سقوط الأمطار فقط، بينما يتم ري مزارع الزيتون في المناطق الشمالية من خلال مياه الآبار الجوفية، التي تحتوي على نسب مرتفعة من الأملاح.

ويقول محمد ربيع، أحد زارعى الزيتون بمنطقة «الطويل» شرق العريش غزيزة الزراعات: إن الوقت الأمثل لجني الزيتون الصالح للعصر والتخليل يبدأ من 15 سبتمبر مع «مطرة الصليبة»، ورغم ذلك فإن الأهالي يقومون بجنيه ابتداء من أول سبتمبر أملا في اللحاق بأفضل الأسعار.

وحول الوضعية المثلى لعصر الزيتون يتداول الأهالي مثلا شعبيًّا متوارثًا يقول «من الشجر للحجر» ويعني أن يتم جني الزيتون وإرساله للمعاصر التي كانت قديمًا تستخدم فيها الأسطوانات الصخرية لعصر الزيتون، وذلك ردًّا على من يقومون بجني الزيتون ونشره في الشمس لعدة أيام قبل إرساله للعصر، وانقرضت المعاصر الحجرية مع تطور آلات العصر التي تتم بطريقة آلية متكاملة حتى استخراج الزيت، وملء العبوات البلاستيكية، وتسلميها للمزارعين خلال نفس اليوم بدلا من مدة الانتظار التي تصل لعدة أيام في فترات عمل المعاصر الحجرية، وتبلغ كلفة عصر الكيلو الواحد من الزيتون 30 قرشًا يراها أصحاب المعاصر ثمنًا زهيدًا مقابل تكلفة الكهرباء والمياه والعمال وارتفاع أسعار ماكينات العصر الحديثة.

يقول حسن سالمان، من تجار زيت الزيتون: الآن سعر كيلو الزيتون قبل العصر أو التخليل يبلغ 110 قروش فقط، مع انعدام منافذ تصدير لزيت الزيتون للخارج أدى لانهيار الأسعار وعدم تحقيق العائد المرجو من زراعة الزيتون مما يهدد بتقلص المساحات المنزرعة الأعوام المقبلة في حال عدم إيجاد آلية لتسويق الزيتون بشكل علمي.

كما أن الحرب على الإرهاب أدت إلى حدوث أزمات في عمالة الجني، نظرًا لوقوع المزارع قرب المناطق التي تتم فيها العمليات الأمنية وما يصاحب ذلك من اشتباكات، كما أن أعمال التجريف التي طالت مساحات شاسعة من أشجار الزيتون على جانبي الطريق الدولي دون تقديم تعويضات لأصحابها تسبب في انعدام الرغبة في التوسع، حيث قالت الأجهزة الأمنية: إن قواتها جرفت الزراعات التي كانت تنطلق منها قذائف الـ«آر بي جي»، ضد مدرعات الأمن على الطريق الدولي.

يحكي سعيد سليمان، مزارع، أن حركة حماس في قطاع غزة قلصت المسموح باستقباله من الزيتون مع المسافرين بدعوى أنها تقوم بحماية المنتج المحلي رغم الطلب المتزايد لسكان قطاع غزة على الزيت السيناوي نظرًا لجودته، ويستطرد أن ثمن صفيحة الزيت السيناوي المهرب عبر الأنفاق زنة 16 كيلو تُباع في قطاع غزة بألف جنيه كاملا، وأن ثمنها في سيناء يتراوح ما بين 300 و350 جنيهًا فقط، لافتًا إلى أن السنوات الماضية شهدت إغراقًا بزيت الزيتون السوري للأسواق المحلية بأسعار أقل دون أي حماية من الدولة للمنتج المحلي.

عاطف مطر، وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، يقول: إن المديرية تدعم التوسع في زراعة الزيتون وتقدم التوجيهات الزراعية للمزارعين، وتسعى من خلال التواصل مع الوزارات المختلفة والمؤتمرات العلمية على نقل عينات الزيت السيناوي أملا في فتح أسواق جديدة له، لافتًا إلى أن السوق المصري قادر على استيعاب كميات طائلة من الزيت في حال توعية المواطنين بفوائده الصحية والغذائية؛ لأنه يدخل في الصناعات الدوائية والكيماوية والغذائية.

كما يسعى مركز بحوث الصحراء بالشيخ زويد لتزويد المزارعين بشتلات الزيتون غزيرة الإنتاج وأكثر مقاومة لأمراض النباتات الزراعية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved