فيديو والصور: يوم «احتلت» مصر ليبيا.. قصة حرب الأربعة أيام بين «السادات» و«القذافي»

آخر تحديث: الإثنين 16 فبراير 2015 - 9:57 م بتوقيت القاهرة

نجلاء سليمان – نسمة مصطفى

ليست المرة الأولى التي تدخل فيها مصر إلى الأراضي الليبية، ولكن مع اختلاف أسباب وسياق كل مرة، حيث أرسل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في عام 1977، قوات من الجيش المصري إلى ليبيا فيما عرف بـ«حرب الأربعة أيام»، بعد دخول الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي إلى مدينة السلوم المصرية الحدودية.

«تدخل الرئيس الراحل معمر القذافي، في الشأن المصري، كان سببًا لتدخل القوات المصرية في ليبيا، في حربا استمرت أربع أيام.

في يوليو عام 1977، وصف الرئيس الراحل أنور السادات موقف ليبيا من توقيع مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل بـ«التدخل في شئونها الداخلية».
حيث اعترض الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، على خطوات مصر نحو إتمام معاهدة السلام، وطرد عشرات الآلاف من المصريين العاملين هناك، ودعا إلى مظاهرات حاشدة من طرابس إلى مدينة السلوم الحدودية ومحاولة الوصول إلى القاهرة.
في ذلك التوقيت، كان لدى «القذافي» رغبة في إزالة الحدود بين مصر وليبيا، من أجل إقامة وحدة عربية بين البلدين. فتصدت قوات حرس الحدود المصرية للقادمين من ليبيا، فوجه «القذافي» ضربات بالمدافع على مدينة السلوم المصرية.

21 يوليو، وقعت اشتباكات بين قوات الطرفين على الحدود، وأمر «السادات» بعدها بتحرك قوات من الجيش المصري إلى داخل ليبيا، وهاجمت القوات الجوية مطارات وقواعد عسكرية تابعة لمعمر القذافى، ولم تستمر الحرب بين الطرفين إلا أربع أيام لتنتهي في 24 يوليو، لذا سميت بحرب الأيام الأربعة، بعد تدخل من جانب الرئيس الجزائري هواري بومدين، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وعقدت هدنة انسحبت على أثرها القوات المصرية من الأراضي الليبية.

من وجهة نظر الصحف المصرية كان «القذافي» هو صاحب السبق في استفزاز القوات المصرية للرد على تجاوزاته على الحدود الغربية.

ماذا نشرت صحيفة «الجمهورية» في يوليو 1977؟

«مؤامرة ليبية وراء عصابة التكفير لقلب نظام الحكم في مصر».. كان ذلك المانشيت الرئيسي في الصفحة الأولى لجريدة الجمهورية صباح أول أيام حرب الأربعة أيام 21 يوليو.

ذكرت الصحيفة: «كشفت تحقيات النيابة العسكرية عن وقوف المخابرات الليبية وراء مخطط إرهابي لجماعة التكفير والهجرة يتضمن عمليات خطف عدد من الشخصيات وإرهاب للمواطنين بالمتفجرات، وعمل انقلاب على السلطة في مصر».


في اليوم الثاني، قالت الصحيفة «قواتنا ترد على القذافي»، تحدثت الجهمورية في هذا اليوم، بلسان القوات المسلحة، والشعب المصري معا، لشرح تفاصيل رد مصر على «مكائد ليبيا»، بحسب وصفها.
«أسقطنا طائرتين ودمرنا 40 دبابة.. أسرنا 12 عسكريًا وقبضنا على 30 مخربًا.. وحرصت قواتنا على عدم المساس بالمدنيين الليبيين .. النظام الليبي مسئول عن التوتر».
ونسبت «الجمهورية»، في عددها بيانا إلى المتحدث العسكري، قال فيه: «شهد شهر يوليو الحالي 1977 أعمالًا استفزازية ومحاولات تخريبية عديدة قام بها النظام الليبي في الصحراء الغربية وعلى الحدود الغربية، معلنًا عن تفاصيل العملية العسكرية التي تمت في 3 خطوات، هي: «معركة 4 ساعات – مطاردة قوات القذافي – قوات الدفاع الجوي المصري».

الأزمة بين مصر وليبيا تزامنت مع الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو، وخرج «السادات» بخطاب يصف فيه «القذافي» بأنه «شاذ معتوه مجنون»، بحسب صحيفة الجمهورية، متحدثا عن تفاصيل العمليات العسكرية في ليبيا ، متوعدا «سنضرب القذافي إذا عاد».

وأضاف: «فعلا احنا قعدنا 24 ساعة محتلينه جوا بلده لغاية ما خلصنا شغلنا والنهاردة الصبح رجعوا.. ومافيش على أرضه عسكري مصري النهاردة.. بس ده مش معناها انه يرجع يلعب تاني.. والله وإن عدتم عدنا»، في إشارة إلى الراحل معمر القذافي.

ظلت أخبار الصراع بين مصر وليبيا تتصدر مانشيتات وعناوين الصفحة الأولى من جريدة الجمهورية خلال الأيام التالية، وانتهت يوم 29 يوليو من خلال مانشيت يوضح ضعف موقف القذافي ووقوعه في مأزق "لا أحد يتطوع لينقذ القذافي".