صباح الصحة والسعادة 57357 حتى لا تختفى وجوهٌ مؤمنة

آخر تحديث: السبت 16 يونيو 2018 - 10:11 ص بتوقيت القاهرة

طالعتنا صحيفة المصرى اليوم بمقال هذا الأسبوع إذا صح ما فيه لكان بمثابة قنبلة تنسف جسورا فى كيان الوطن وتشبع وحا من انهزام الحق أمام باطل يطغى ويستشرى. المقال يبدأ بمقدمة لوصف ابن خلدون لزمن فى مقدمته الشهيرة حيث «يضيع التقدير ويسوء التدبير ويختلط الصدق بالكذب.. ويعلو صوت الباطل وتظهر على السطح وجوه مريبة وتختفى وجوه مؤنسة وتجف الأحلام ويموت الأمل وتزداد غربة العاقل. يشير وحيد حامد إلى أن هذا هو حالنا اليوم وأن ما دعاه للكتابة هو رغبته فى محاربة الفساد، ويسأل إذا ما كان هناك من يعترض قبل أن يبدأ فى الحديث عن مستشفى ٥٧٣٥٧ لعلاج سرطان الأطفال.

الدافع الأساسى للكتابة من واقع كلمات الأستاذ وحيد حامد كان الاستياء من استخدام الأطفال وذويهم فى الإعلان عن المستشفى لحث الناس على التبرع «وكأن المهمة الأساسية هى جمع المال بغض النظر عن كل ما هو أخلاقى أو إنسانى أو حتى دينى»، ثم ينتقل وحيد حامد لسرد مجموعة من المعلومات التى ترقى فى حديثه إلى حد الوقائع: أن المستشفى يحكمها عائلة من المنتفعين هم أقارب فيما بينهم هم المنتفعون بما تجنيه المستشفى من تبرعات سواء فى مصر أو أمريكا أطلق عليهم اسم آل أبوالنجا نسبة إلى الدكتور شريف أبوالنجا.

ما يصيب الإنسان فى مقتل ــ إذا صح الحديث ــ أن إجمالى التبرعات يفوق المليار، صرف منها ما بين ١٦٠ مليونا إلى ٢٠٠ مليون، أما ما صرف منها عام ٢٠١٦، ٢٨١ مليونا للأجور والرواتب!!

وأن المستشفى قد تبرعت لهيئة الصرف الصحى بمبلغ ٣٥٠ مليونا من الجنيهات!
لا أود أن يتحول مقالى اليوم للترويج لمقال الأستاذ وحيد حامد ،فأنا إن كنت قد قرأته أو كتبت عنه اليوم فأنا فى الواقع لا أعلن عن موقف لأننى تحديدا فى حالة صدمة ولا أملك من التوازن بعدها ما يمكننى من الحكم أو حتى التعليق؛ حيث يبقى أمر أهم هو أننى لا أملك أى معلومات واقعية عن طبيعة إدارة المستشفى أو سياساتها وإن كنت قد عقدت العزم على أن أبدأ فى التحقق فالأمر بلا شك يمس قضية بالغة الخطورة وما يحدث اليوم إنما هو شرخ غائر فى جدار الثقة الذى بناه بجد واجتهاد المجتمع المدنى فى السنوات القليلة الماضية، واستطاع أن يرفع به عن كاهل الدولة بعضا من العبء الذى ناءت به.

ما أعتقده حقا أن واجب الدولة الآن أن تحترم حيرة المواطن المصرى الكريم الذى ذهب طائعا لأداء واجب إنسانى مختارا لا مكرها وكله أمل فى أن يكون سببا فى شفاء روح بريئة من شراسة مرض أقل ما يقال عنه الخبيث.

أن تحترم حيرة كل المصريين بالكشف عن حقيقة ما يحدث بأرقام موثقة وميزانية معلنة حتى لا يدفعنا الشك فى كل شىء إلى الشك فى قيمة الخير ذاته.. فتختفى بذلك كل الوجوه المؤنسة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved