إيناس عبد الدايم: وجود الفرق العالمية بالأوبرا يؤكد عودة مصر للفن الراقي

آخر تحديث: الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 - 10:53 ص بتوقيت القاهرة

حوار ــ مصطفى يحيى

الاهتمام بالفنون الرفيعة جزء أصيل من ثقافة شعبنا، ينظر الكثير من رواد دار الأوبرا على أنها تمثل الكيان الذي يهتم بتقديم الفنون الجادة بجميع أنواعها من «موسيقى كلاسيك وموسيقى عربية وإنشاد ديني وباليه وأوبرات عالمية وفرق عالمية ونجوم من داخل وخارج مصر»، لذلك بمجرد أن يبدأ الموسم الفني في سبتمبر من كل عام، تتجه الأنظار إليها لمعرفة الجديد الذي ستقدمه على مدى الموسم، في المقابل نجد المسؤولين عن إدارة هذا الكيان الكبير حريصين على أن يكون لديهم ما تتطلع إليه هذه الجماهير خاصة أنهم يعون أنهم الممثل الحقيقى والداعم لكل الفنون الرفيعة ليس فى مصر فقط، ولكن فى العالم العربى.سألت الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس الأوبرا عما أعدته لرواد الأوبرا على مدى عام كامل مقبل؟

تؤكد الدكتورة إيناس أن الأوبرا دائما تضع أمامها عدة اعتبارات عند وضع برنامجها. أولا دعم الفنون الجادة وتقديمها للجماهير المتعطشة لها دائما، وثانيا طموح الجمهور، والذى دائمًا هو بوصلة النجاح بالنسبة لنا. ثالثا التنوع فى الفنون المقدمة حتى نرضى كل الأذواق وحتى نعطى الفرصة لكل الفنانين سواء كانوا من كبار نجوم الغناء أو من شباب المطربين، لأن هذا التنوع يعطينا ثراء، ويعطى الجمهور قدرة على الاختيار.

هذا الموسم يشهد عودة المايسترو أحمد الصعيدي للأوركسترا السيمفوني بعد شد وجذب طوال العامين الماضيين.. كيف كانت عودته؟

ــ أولا دعنا نتفق على أن المايسترو أحمد الصعيدي من أهم القادة الذين أنجبتهم مصر، وعودته جاءت نتيجة مشروع طموح قدمه للوزير السابق محمد صابر عرب، وبدوره عرضه على الأوبرا، ووجدنا أنه يحقق طفرة جيدة للأوركسترا فعرضنا الامر على مجلس الإدارة الذى وافق.

لكن من قبل قيل إن سنه هى العائق أمام عودته؟

ــ هذا صحيح لكننا وجدنا فنانين أيضًا تجاوزوا فى أعمارهم سن المعاش، مثل سليم سحاب وصلاح غباشي وعبد الحميد عبد الغفار وآخرين. وبالمناسبة المايسترو أحمد الصعيدي يعمل دون مقابل، وهو أيضًا أمر مهم فى ظل الفترة التى تعاني منها الدولة اقتصاديًا.

هذا معناه أنه سيعمل مجانا طوال العام؟

ــ هذا صحيح ما عدا الحفلات الإضافية. وأتصور أن عددها قليل لأنه سيقدم طوال العام 15 حفلاً ضمن البرنامج الأساسي للفرقة، وهو ما يعني أن عدد حفلاته الإضافية سيكون قليلاً جدًا.

ما البرنامج الذي وضعه الصعيدي؟

ــ أولا بدأ الموسم بتقديم 9 سيمفونيات لبيتهوفن ستقدم فى الشهر الأول ويختتمها بالسيمفونية التاسعة يوم عيد ميلاد الأوبرا الـ26 فى 11 أكتوبر المقبل. كما أنه أعد على مدى العام سلسلة حفلات للأطفال وأخرى للأسرة، والأجمل أن الصعيدي أعاد النظام مرة أخرى للأوكسترا، وهو معروف عنه منذ بداية عمله بالقيادة إنه منظم جدًا في عمله، وبالتالي وضع نظام والكل يسير عليه. إلى جانب أنه وضع خطة لاستقبال عدد من الفنانين الكبار، منهم عازفة فيولا نمساوية عالمية، اسمها ليديا بيك سوف تظهر في حفل يُقام يوم 27 سبتمبر الحالي، وبالمناسبة هذه الزيارة بدعم من السفارة النمساوية إلى جانب جولة فى يونيو المقبل للعديد من الدول الأوروبية.

وماذا عن القادة الزائرين؟

ــ الصعيدي وضع برنامجًا يضم مجموعة من أهم القادة المصريين، منهم ناير ناجى ونادر عباسى ومحمد سعد باشا وطارق مهران ومجدى بغدادى وهشام جبر.

الموسيقى العربية دائمًا هناك اشتباك وتشابك بين ما يتم تقديمه، وبالتالي أصبحنا وكأننا نسمع برنامجًا واحدًا تقدمه كل الفرق بمعنى آخر أن الفرق لا تلتزم بفلسفة أو الغرض من إنشائها؟

ــ هذا صحيح ولكننى عقدت اجتماعا لفض هذا التشابك الذى تحدثت عنه، ولن نسمح بتكرار أخطاء الماضى سواء بتكرار برنامج أو تغيير برنامج، أي حفل سوف يدخل الجمهور، وفي يده مطبوعة بها البرنامج مدون فيها كلمات الأغنية واسم المؤلف والملحن.

وهذا العام سنواصل تقديم أفكار جديدة، منها حفلات لدعم تحيا مصر، وأخرى بعنوان كوكب الشرق، وبالنسبة للإنشاد سنقدم حفلاً لروائع المنشدين وكورالا للأطفال للإنشاد الديني لأول مرة. سنعطى دفعة كبيرة للموسيقى الآلية وكبار العازفين سواء من الداخل أو الخارج. أيضًا سنهتم بالدويتوهات، وإعادة توزيع بعض الأعمال القديمة، وكذلك سوف أدعم فكرة عودة المسرح الغنائي مثل عوف الأصيل وغيرها.

لكن إعادة التوزيع ربما يسئ للعمل الأصلي؟

ــ هذا ما أخشاه أيضًا لذلك لن يقدم العمل إلا بعد العرض على لجنة متخصصة.

البعض يأخذ على فرق الموسيقى العربية عدم البحث في التراث والاستسهال في تقديم الأعمال؟

ــ لن يتكرر هذا أيضًا، لأننى طالبت كل الفرق بإعادة البحث فى التراث والبحث عن كنوزه الغنائية التي لا تُقدم.

الأوبرا كانت تعاني بعد الثورة من عدم القدرة على استقطاب الفرق العالمية الكبيرة؟

ــ وما زلنا نعاني لكن الحمد لله بعض السفارات الأجنبية ساعدتنا كثيرًا في هذا، الأمر بدعم حضور هذه الفرق لمصر، ولذلك هذا العام سوف يشهد حضور فرق كبيرة مهمة منها فى عيد ميلاد الأوبرا في أكتوبر المقبل، سوف تحضر لمصر فرقة الباليه الأرجنتيني «انياكي»، وفي يناير فرقة تانجو من الأرجنتين أيضًا، وفي فبراير فلامنكو دي مدريد، والتي سوف تقدم باليه «كارمن»، وفي مارس موسكو على الجليد. إلى جانب فرقة بوليوود الهندية في إبريل. كل هذه الفرق عادت لتؤكد أن مصر مستقرة وحالمة لمستقبل أفضل في ظل الحالة الجميلة، التي يعيشها الشعب مع قيادته الجديدة ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي.

هل ترى أن وجود الفرق العالمية يعطي رسالة ما؟

ــ أكيد يقول للعالم مصر عادت من جديد، وأن الاهتمام بالفنون الراقية جزء أصيل من ثقافة هذا الشعب المصري العظيم.

ماذا عن خروج الأوبرا للأماكن السياحية؟

ــ هناك مشروع ضخم لتنظيم أوبرا عايدة في الهرم تتبناه دولتا لاتفيا وإيطاليا في ديسمبر المقبل، والأوبرا ستشارك فيه فقط بالكورال والمجاميع والتجهيزات، أما النجوم فجميعهم من الخارج.

فرقة الأوبرا هل جددت دماءها؟

ــ تجديد الدماء بدأ منذ ثلاث سنوات قدمت أصواتا أوبرالية جيدة، وكلما أتيحت الفرصة سوف ندعم. والفرقة تقدم هذا العام عددا من العروض المهمة التى اعتدنا تقديمها مع أفكار أخرى جديدة.

ماذا عن الباليه؟

ــ هذا العام نقدم الباليهات المعروفة مثل الليلة الكبيرة وكسارة البندق، والجديد أن المخرج وليد عونى سوف يقدم معهم عرض رقصات عصفور النار لسترافيسكى.

هل هناك فكرة لإقامة مهرجان جديد؟

ــ الأوبرا هذا العام تقدم مهرجان الجاز بالاشتراك مع الفنان الكبير يحيى خليل، والحقيقة هو صاحب الفكرة والمشروع، وهو يُقام فى الأسبوع الثانى من ديسمبر.

دائما الأجور عائق يواجه الأوبرا عند الاستعانة بالمطربين الكبار مثل كاظم الساهر وماجدة الرومى وغيرهما؟

ــ هذا صحيح أعترف أننى أعانى من حالة عجز فى هذه المنطقة بسبب الميزانية، والمبالغ الضخمة التى يطلبها النجوم. لكن هناك نجوما، مثل أصالة وأنغام، وقبل ذلك كاظم جاءوا متبرعين، حصلوا فقط على أجر الفرقة. المشكلة أن لوائح الحكومة تضع بعض العراقيل التى لا تتناسب مع الرعاة لذلك أغلبهم يهرب. كما أننى جهة غير ربحية، لذلك لا يمكن أن أرفع من قيمة التذاكر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved