«الأفراح» لا تعرف الفتن الطائفية.. منتقبات يصنعن البهجة في خطبة فتاة مسيحية

آخر تحديث: السبت 16 سبتمبر 2017 - 4:41 م بتوقيت القاهرة

كتبت: بسمة علي

وسط ظروف مضطربة وفتنة خلقتها بعض العقول المتطرفة، وإساءة استغلال الدين الإسلامي وإقحامه في عمليات القتل والإرهاب، ظهر بعض الفتيات المنتقبات ليغيرن تلك الصورة عنهن بقوة "المحبة"، نافيات ما يتردد عنهن بالعنصرية وكرههن لمن ينتمي لديانة دون الإسلام.

في ظُهر أحد الأيام بـ"حديقة الأزهر"، كان يحتفل عروسان مسيحيان بخطبتهما، لكن فاجئهن مجموعة من الفتيات المنتقبات بالزغاريد والتهليل والأحضان المليئة بالحب، غير آبهين بالدين أو الملبس أو الاسم حتى، فكانت الفرحة عنوان الصورة.

تواصلت "الشروق" مع" كريستين"، إحدى أقارب العروس، والتي تحدثت بنبرة مليئة بالانبهار عن سلوك الفتيات، قائلة: "منذ شهر ونصف، كنا نقوم بجلسة تصوير بحديقة الأزهر الخاصة ببنت خالتي (مارينا)، وخطيبها (كيرلس)، وفوجئنا بالمنتقبات يحاوطوننا بالتهليل والتصفيق، وسألت أحدهم العروس ما اسمك وعندما قالت لها (مارينا)، وتبين لها أنها مسيحية، احتضنتها وقالت لها (زي القمر يا حبيبتى)، وكنا منبهرين بكمية المحبة والذوق ولم يُشعروننا بأننا من ديانة أخرى، بالعكس أردن أن يوصلن لنا شعور الوحدة والإخوة، المنظر كان حقًا رائع".

وتحدثت "كريستين" عن معتقداتها فيما يخص المنتقبات، مؤكدة أن هذا اليوم غيّر تمامًا فكرتها عنهن، قائلة: "كنت مهتمة جدًا بأن أنشر هذا الموقف على السوشيال ميديا، لأن هذا غيّر فكرتي تمامًا عن المنتقبات، كنت معتقدة بأنهم متشددات وعنصريات يكرهن الدين المسيحي ويكرهن المتبرجات عمومًا، لكن أثبتوا عكس ذلك تمامًا في هذا اليوم وقبلونا واحتضنونا بكل حب».

وأوضحت أن ما فعلوه كان بمنتهى التلقائية، لتوصيل رسائل أو شيء من هذا القبيل فقط رسالة حب نشروها دون قصد منهن، موضحة: «كان الناس من حولنا يضحكون وينظرون باستغراب وشعرت منهن أنهن يفعلن ذلك بمحبة صادقة ومن قلوبهن وليس تصنعًا إطلاقًا»، متابعة: «أعتقد بأنهن كن سيفعلن ذلك بغض النظر كنا مسلمين أم مسيحيين».

وناشدت "كرستين"، المجتمع بالتمييز بين المسلم والإرهابي، ومن يتخفى وراء عباءة الإسلام لارتكاب الجرائم.

ومن الجهة الأخرى تواصلنا مع إحداى المنتقبات المشاركات في الموقف المذكور، وتدعى رغدة علي، قالت: "كنا في رحلة وجئنا من مركز بدر بالبحيرة، ولاحظنا وجود أكثر من عُرس وكانت تلك العروس الأقرب لدينا، فدفعنا ذلك للاقتراب منها أكثر؛ لنشاركها فرحتها، وباركنا لها والتقطنا الصور معًا دون أن نعلم بديانتها".

وتابعت: "لم نهتم بديانتها، فقط رأينا عروس تريد أن تفرح وهيصنا لها"، معربة عن اندهاشها بفرحة العروسين بهم، قائلة: "إحنا اتفاجئنا بالفرحة اللى كانو فيها".

وأشارت "رغدة"، إلى استيائها من معاملة المجتمع السيئة لهن كمنتقبات، وحقوقهن المهدرة بسبب قطعة من القماش على الوجه وكأنه دليل إدانة لاتهامهن بالإرهاب، قائلة: "ليس كل المنتقبات إرهابيين، ونُعامل مُعملة سيئة جدًا بسبب النقاب، وأبسط حقوقنا نحرم منها، وأبرز ما نُعاني منه عندما نتقدم لوظيفة نُرفض لأننا منتقبات"، وفقًا لقولها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved