واشنطن بوست: أزمتا الإغلاق الحكومي و«البريكست» علاقة خاصة تجمع واشنطن ولندن

آخر تحديث: الجمعة 18 يناير 2019 - 6:13 م بتوقيت القاهرة

أ ش أ

قارنت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الجمعة، بين وضع واشنطن ولندن، التي تشهد كل منهما أزمة الإغلاق الحكومي في واشنطن، و"البريكست" في لندن، قائلة إن شعور الأزمة في البلدين يمثل "علاقة خاصة" تجمعهما الآن.

ورأت الصحيفة في مقال تحليلي نشرته اليوم، أن حكومتي الدولتين، أصابهما الفوضى والشلل، ففي واشنطن تسبب مسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحصول على تمويل؛ لجداره الحدودي مع المكسيك في أطول إغلاق حكومي في التاريخ الأمريكي، وفي لندن، تحاول رئيسة الوزراء تيريزا ماي، التشبث بالسلطة حتى بعد أن رأت هذا الأسبوع هزيمة تاريخية في البرلمان كانت؛ لتسقط على إثرها حكومات سابقة.

ويتصاعد الشعور بالأزمة، بحسب "واشنطن بوست"، فقوات الأمن التي تسير دورياتها في المياه الأمريكية، وتحمي موانئ الدخول في البلاد تعمل الآن دون رواتب وأفرادها في أشد حالات الغضب، وتحسبًا لبريكست كارثي "دون اتفاق" في غضون 10 أسابيع، قالت حكومة ماي، إنها ستقوم بتعبئة قوات الاحتياط في الجيش؛ للمساعدة في متاعب لا توصف سيجلبها الخروج العنيف من الاتحاد الأوروبي.

وفي أمريكا ، تقع الإجراءات الطبيعية للديمقراطية تحت الضغط، فرئيسة مجلس النواب سعت لتأجيل خطاب "حالة الاتحاد" السنوي الذي يلقيه ترامب، ورد الرئيس بإلغاء رحلتها البرلمانية إلى أفغانستان، والتي كان من المقرر أن تزور تقوم خلالها على رأس وفد من الحزبين بزيارة إلى القوات الأمريكية هناك.. ودخل الديمقراطيون والجمهوريون في الجدل حول قراره، فيما تتعمق بين الحزبين حالة انعدام الثقة.

وفي بريطانيا، تهدد جميع سبل المضي قدما بالمزيد من انعدام اليقين والضغينة، فحتمية الالتزام بالنتائج المتقاربة لاستفتاء "البريكست" عام 2016، دفعت بأزمة دستورية تقترب ببطء نحو عامها الثالث وما زال من شأنها أن تؤدي إلى انهيار حزب ماي.

ولدى الأغلبية في البلدين مشاعر واضحة: فأغلب الأمريكيون يعارضون الإغلاق الحكومي، وأغلب البريطانيين لا يريدون مغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، لكن النزعة القومية المتصلبة لدى بعض الناخبين دفعت بالبلدين إلى حافة الهاوية.

وتابعت الصحيفة أن قرار ترامب لإرضاء قاعدته المتشددة، دفعه إلى تبني استراتيجية حافة الهاوية السياسية ، وفي الجانب الآخر، لا تبحث ماي ولا أكبر معارضيها زعيم العمال جيرمي كوربين، إلى الخيار الذين يراه الكثيرون الأكثر جدوى، خيار إجراء استفتاء ثاني؛ خوفًا من رد الفعل الحانق من جانب الداعين إلى البريكست.

ودعمت واشنطن بوست مقارنتها، بمقتطفات من مقال لزميلتها "نيويورك تايمز" وجاءت فيها: "نادرًا ما بدت السياسة البريطانية والأمريكية متزامنتين للغاية مثلما هما في مطلع 2019 البارد بعد 3 سنوات من انتصار البريكست ودونالد ترامب الذي قلب المؤسسات السياسية في البلدين رأسا على عقب" وأضاف الجريدة: "وتبدو الدولتان خاضعتين لنظام أيديولوجي واحد - يضع النخبة المؤيدة للعولمة في مواجهة المناطق النائية المنسية".

ووفقًا لـ"واشنطن بوست"، فإن هذا المقال أشار إلى أن القصة التي أصبحت معروفة الآن: آثار الأزمة المالية العالمية التي شهدها عام 2008، زادت من حدة الانقسامات بين من هم في المراكز الحضرية والقرى المحبطة بعد الثورة الصناعية، وغضب الفئة الأخيرة هو ما يدفع ترامب والبريكست، لكنها أصبحت حقيقة وضوحها مؤلم، وهي أن لا ترامب ولا البريكست سيعملان على تدارك تلك المخاوف الاقتصادية، حروب ترامب التجارية وخفض الضرائب أضرت في العديد من الحالات بأولئك الذين وعدهم بالتحسن، وبدلا من ذلك شن حربًا ثقافية باستحضار أزمة على الحدود لا يريدها الواقع بشكل كبير.

وأوضحت أن البريكست كذلك، أثارته رؤية سياسيين موهمة، وأثبتت السنوات منذ إجراء الاستفتاء أنه لا يمكن أن يكون هناك انفصال سهل عن الاتحاد الأوروبي، وأن الحياة خارج التكتل القاري ربما تكون موحشة، ووحيدة أكثر كثيرًا مما هو متخيل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved