يوميات طفل يخشى نظرات المجتمع

آخر تحديث: الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 - 9:50 ص بتوقيت القاهرة
كتبت ــ دينا درويش:

تبدو عينا إسلام (10سنوات) زائغتين بين العرض المسرحى الذى يتابعه وبين وجوه العالم الجديد الذى يقتحمه لأول مرة. «لا أريد أن أخطئ حتى لا أصبح فرجة لمن حولى». هذه الحالة تصاحب أغلب أطفال الشوارع حين يقتحمون عالما جديدا بصحبة من يكفلهم، فبين حياته فى مجتمع الشارع وذلك المجتمع الجديد مسافات طويلة. ترك إسلام بيته وانخرط فى الشارع منذ عامين لأن والده الذى يعمل كصانع أحذية لم يلحقه بالمدرسة بل زج به للعمل كبائع مناديل.

 

مئات الأسئلة تطارده وتفرض نفسها على خبرته الصغيرة «كيف ستكون صورتى لو أكلت بطريقة مختلفة؟ هل سيتندر هؤلاء الناس على ملابسى وهيئتى وتصرفاتى؟ وماذا سيقولون عنى من وراء ظهرى؟».

 

تساؤلات عديدة تصنع نوعا من الاضطراب يبدو جليا على وجه الصغير. يقول شريف عبدالعزيز أخصائى نفسى بالجمعية المصرية لبناء المجتمع «حين اصطحبت إسلام فى تلك المرة لحضور عرض مسرحى، شاهد هناك بعض أقرانه ممن حققوا تعديلا واضحا فى السلوك عبر التقويم بالدراما كى يتشجع ويحذو حذوهم، لكنه شعر بنوع من الغربة، والتصق بى بشكل ملحوظ وكأننى ظله». يتفق محمد عبدالتواب أخصائى اجتماعى بجمعية نور الحياة مع هذا الرأى ويضيف: «يعانى كثير من أطفال الشوارع مما نطلق عليه فى علم النفس: الرعب الاجتماعى، لأنه بطبيعة الحال طفل تربى على الاستبعاد الاجتماعى والتوبيخ. فكثيرا ما كنت ألاحظ عندما اقوم بإيقاظ طفل من النوم داخل الجمعية أنه ينتفض فى رعب خوفا من الشرطة التى لا تكف عن مطاردته، فقد اعتادوا على أن يكونوا متفرجين على هامش المجتمع، وعندما تتبدل الأدوار فإن الوضع يختلف».

 

فى هذه الحالة تعتبر نصائحه لأى طفل أمرا خانقا لأنها تفرض عليه نوعا من القيود لم يتعود عليها فى مجتمع الشارع. 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved