مناظرة أخيرة حاسمة بين كلينتون وترامب
آخر تحديث: الأربعاء 19 أكتوبر 2016 - 9:58 م بتوقيت القاهرة
لاس فيجاس - الفرنسية
تتواجه هيلاري كلينتون مع دونالد ترامب، مساء الأربعاء، في مناظرتهما الثالثة والأخيرة، حيث سيلعب المرشح الجمهوري كل أوراقه قبل عشرين يوما من الانتخابات الرئاسية، فيما تمكنت المرشحة الديمقراطية من تقليص الفارق مع منافسها في استطلاعات الرأي.
ويخوض ترامب المناظرة من موقع دفاعي بعد الاتهامات التي وجهتها إليه أكثر من ست نساء بالتحرش الجنسي وهو ما يصر على نفيه. لكنها تأتي بعد نشر تسجيل كان له وقع كارثة على حملته، وهو يتباهى فيه عام 2005 بكلام بذيء ومهين باسلوبه في التحرش بالنساء اللواتي يريدهن ولو بدون موافقتهن مستفيدا من نجوميته.
في المقابل، تخوض هيلاري كلينتون المناظرة من موقع قوة بحسب ما أظهرت استطلاعات الرأي. وأصبحت تنال الآن 46.3% من نوايا الأصوات مقابل 39% لترامب بحسب معدل آخر استطلاعات رأي على المستوى الوطني. كما أنها تتقدم في غالبية الولايات الأساسية التي تعتبر حاسمة لنتيجة الانتخابات.
واستعدت المرشحة الديمقراطية على مدى أيام لهذه المناظرة، التي تستمر 90 دقيقة وتنظم في جامعة نيفادا في لاس فيجاس، والتي سيتابعها عشرات ملايين الأمريكيين. ويرى خبراء استراتيجية حملتها أن أول مناظرتين كان وقعهما كبيرا جدا.
في هذه الأجواء المشحونة، أورد موقع الأخبار «برايتبارت» الذي يتولى مديره ستيف بانون حاليا منصب مدير عام حملة ترامب، الأربعاء، إفادة عبر الفيديو لصحفية سابقة في أركنساو تدعى ليسلي ميلوي تؤكد فيها أنها تعرضت لمحاولات ملامستها من قبل بيل كلينتون في العام 1980 حين كان حاكما لهذه الولاية الجنوبية.
وبدون الإشارة إلى هذه "المزاعم"، قال الناطق باسم هيلاري كلينتون بريان فالون إنه "لن يكون مفاجئا" أن يسعى ترامب إلى الحديث عن ذلك خلال المناظرة أو في الأيام المقبلة.
وندد "باستراتيجية الأرض المحروقة"، قائلا "إذا عمد إلى هذه الاستراتيجية مساء خلال المناظرة، فسيشكل ذلك خسارته".
وبعد المناظرة الأولى في 26 سبتمبر، بدأ ترامب يتراجع في استطلاعات الرأي بعدما جاء سلوكه ليثبت أطباعه التي لا يمكن توقعها وعدم إلمامه بالملفات. ويؤكد ترامب الآن أنه لم يعد يصدق هذه الاستطلاعات.
ونصحته مديرة حملته كيلاين كونواي، الأربعاء، بأن "يبقى مركزا" وجددت هجماتها ضد هيلاري كلينتون متهمة إياها "بالكذب". وقالت لشبكة «إم إس إن بي سي»: "لقد كذبت في الكونجرس وكذبت على مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) وكذبت على عائلات ضحايا هجوم بنغازي. إنها تكذب وعلى الدوام من أجل منفعة سياسية".
ونددت كذلك بما وصفته بـ"التواطؤ" بين حملة كلينتون وقسم من الصحافة الأمريكية.
لا مصافحة بين العائلتين
وفي ما يعكس التوتر بين الجانبين، أفادت بعض وسائل الإعلام بان كلينتون طلبت تعديل طريقة دخول العائلات إلى القاعة لكي لا يلتقيا. وهكذا يتم تجنب مصافحة مساء الأربعاء بين بيل كلينتون وميلانيا ترامب.
وقال الخبير في معهد بروكينجز جون هوداك: "عليها أن تتفادى مهاجمته، وأن تتصرف بالأحرى مثلما فعلت في المناظرتين السابقتين، أي أن تبقى هادئة وتتفادى الهجمات وتدع دونالد ترامب يدمر نفسه".
وأوضح: "إنها متقدمة إلى حد أن مهمتها الرئيسية تقضي بعدم القيام بأي شيء يمكن أن يعيدها إلى الخلف. وأفضل وسيلة لذلك هي اعتماد موقف هادئ بعيدا عن الصخب".
وقبل هذه المناظرة عقد ترامب تجمعين انتخابيين الثلاثاء في كولورادو، حيث هاجم هيلاري كلينتون "الشخص الأكثر فسادا الذي يترشح للرئاسة". وواصل التنديد بانتخابات ستكون بحسب قوله مزورة ما استدعى ردا عنيفا من الرئيس الاميركي باراك اوباما الذين نصحه بالكف عن "التباكي" والتركيز على حملته الانتخابية.
وتبدأ المناظرة عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (01.00 ت ج الخميس) وسيديرها الصحفي في شبكة «فوكس نيوز» كريس والاس، وتنظم على ستة مقاطع مدة كل منها 15 دقيقة مخصصة لمواضيع الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية.
ويبقى الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012 موضوعا ساخنا بنظر أنصار الجمهوريين، وهم يعتبرون كلينتون التي كانت في ذلك الحين وزيرة للخارجية، مسؤولة جزئيا عن مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير.
ودعا دونالد ترامب باتريسيا سميث، وهي والدة خبير معلوماتي قتل في الهجوم وتعارض كلينتون بشدة، الى حضور المناظرة، بحسب ما أكدت كونواي الأربعاء، وكذلك الأخ غير الشقيق لباراك أوباما، مالك.
وكان ترامب دعا في المناظرة الثانية نساء يتهمن الرئيس الأسبق بيل كلينتون بالتعدي عليهن جنسيا، سعيا لإرباك منافسته.
ومع نشر موقع ويكيليكس رسائل إلكترونية مقرصنة من بريد رئيس حملة كلينتون جون بوديستا، من المتوقع أن تواجه المرشحة الديموقراطية أسئلة عدة حول موقفها من التبادل الحر ووول ستريت.
لكن السناتور الجمهوري ماركو روبيو توجه بنصيحة الاربعاء الى معسكره قائلا: "لا تتحدثوا عن ذلك". وقال في بيان "كما قالت أجهزة استخباراتنا، هذه التسريبات هي عمل تقوم به حكومة أجنبية للتدخل في عمليتنا الانتخابية ولن أقدم لهم هذه الخدمة. اليوم، قد يكون الديمقراطيون مستهدفين، وغدا قد نكون نحن".