الشارقة تحتفي بالفائزين بجائزتها الدولية للتراث الثقافي في دورتها الأولى

آخر تحديث: الخميس 20 أبريل 2017 - 6:47 م بتوقيت القاهرة

الشارقة - إيهاب الملاح

بحضور الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، وفي اليوم الذي يوافق الاحتفال بـ "يوم التراث العالمي" (18 أبريل من كل عام)، تم الإعلان عن الفائزين بجائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، في نسختها الأولى، حيث تسلم تسعة فائزين من خمس دول عربية وأجنبية جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي في دورتها الأولى والتي قدمها معهد الشارقة للتراث بدولة الإمارات، وهي الجائزة التي استحدثت العام الماضي بتوجيه من حاكم الشارقة بهدف تكريم الجهود الناجحة ودعم المبادرات الملهمة محليا وإقليميا ودوليا في مجال حماية عناصر التراث الثقافي.


وأصدر الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المرسوم الأميري رقم (19) لسنة 2017م بشأن إنشاء وتنظيم جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي. ونص المرسوم على أن تُنشأ بموجبه جائزة دولية في الإمارة تسمى: "جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي"، تكون لها الشخصية الاعتبارية وتتمتع بالأهلية اللازمة للتصرف في حدود أهدافها وفقا لأحكام هذا المرسوم، ويكون مقر الجائزة الرئيس في إمارة الشارقة، ويجوز أن تَنشأ فروعٌ ومكاتبٌ لها داخل الإمارة وخارجها بقرارٍ من مجلس أمناء الجائزة.


بدأ حفل التكريم الذي أقيم بالتزامن مع اليوم العالمي للتراث بكلمة الدكتور عبدالعزيز عبدالرحمن المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا للجائزة قال فيها: إن جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، التي أطلقها المعهد قبل نحو عام من اليوم، للمرة الأولى، تأتي في إطار رؤى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتنفيذًا لتوجيهاته الرامية إلى الحفاظ على التراث الثقافي العربي، ونشر قيم حفظه وأساليب صونه، وتوعية جميع شرائح المجتمع بأهميته وضرورة استمراريته"، وذلك "إيماناً من المعهد بأهمية التراث، بوصفه أحد أبرز عناصر الهوية الوطنية، وأحد الوسائل الناجعة للتواصل بين الحضارات والأمم، ودعماً لدور المعهد في توسيع دائرة الاهتمام بالتراث الثقافي، وتمكينه من تحقيق أهدافه التي تتضمن صون عناصر التراث الثقافي، وتكريم الرواة وحملة التراث (الكنوز البشرية الحية)، وحماية مخزونهم الثقافي، وفق المعايير المعمول بها دوليًّا، وعلى وجه الخصوص مختلف الاتفاقيات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

وهنأ الدكتور المسلم الفائزين بالجائزة واصفا المشاركين في الجائزة بالفائزين "بجدارة وامتياز"، فهم حماة التراث والحريصون على صونه ونقله للأجيال. وعرض خلال الحفل فيلم حول "التراث الثقافي وحمايته" والجهود التي تبذلها إمارة الشارقة في الحفاظ عليه وصونه.

كما شاهد حضور الحفل لوحة تعبيرية من خلال الرسم بالرمل شكلت اهتمامات إمارة الشارقة، بقيادة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في المجالات الثقافية والفنون والتي ساهمت في تحقيق تنمية شاملة في مختلف المجالات.

الحفل البهيج الذي نُظم بمسرح معهد الشارقة للتراث، في المدينة الجامعية، حضره نخبة مختارة من كبار المثقفين والمتخصصين والمعنيين بالتراث الثقافي، من العالم العربي ومن أوروبا وأمريكا، وتم خلاله توزيع الجوائز على الفائزين، وتفضل حاكم الشارقة والدكتور عبد العزيز المسلّم رئيس المعهد، بتكريم الفائزين؛ والذين جاءت أسماؤهم على النحو التالي:

- الفئة الأولى: في مجال (أفضل الممارسات صونا للتراث الثقافي) فاز كل من: عبيد بن صندل من الإمارات (جائزة الممارسات المحلية)، والوزيرة المغربية السابقة نجيمة طايطاي من المغرب (جائزة الممارسات العربية)، وخوسيه كالفو من إسبانيا (جائزة الممارسات الدولية).
                                                             


- الفئة الثانية: في مجال (الرواة وحملة التراث ـ الكنوز البشرية الحية) فاز كل من: علي القصير من الإمارات (جائزة الراوي المحلي)، مصطفى عثمان "عم صابر" من مصر (جائزة الراوي العربي)، وجوليا موراندي من فرنسا (بجائزة الراوي الدولي).


- الفئة الثالثة: في مجال (الباحثون في مجال التراث الثقافي) فاز كل من: إيمان حميد غانم من الإمارات (جائزة البحث المحلي)، والدكتور سيد محمد علي فارس من مصر (جائزة البحث العربي)، وجيوفاني جورياني من إيطاليا (جائزة البحث الدولي).


وتبلغ قيمة الجائزة عن فئة المشاركة المحلية أربعة آلاف دولار، ولفئة المشاركة العربية ستة آلاف دولار، بينما فئة المشاركة الدولية ثمانية آلاف دولار.

وفي السياق، تم تكريم أعضاء اللجنة الشرفية للجائزة في دورتها الأولى، وهم: السيدة مينة المغاري الأستاذة بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط، والدكتور مصطفى جاد أستاذ الفلكلور والثقافة الشعبية بأكاديمية الفنون في مصر.

كما حظيت لجنة تحكيم الجائزة في نسختها الأولى بتكريم كبير، برئاسة د. عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وعضوية كل من: أسماء سيف السويدي مدير معهد الشارقة للتراث بالإنابة، الباحث المصري المرموق الدكتور محمد حسن عبد الحافظ، المدير الأكاديمي للمعهد، والناقد والأكاديمي العراقي الدكتور صالح هويدي مدير تحرير دورية "الموروث"، والدكتور مِنّي بونعامة، المحاضر بالمعهد ومدير تحرير دورية "مراود"، والسيد عزيز رزنارة المستشار الثقافي بالمعهد.

"جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي".. الفكرة والغايات

الانطلاقة الأولى لجائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، والتي تحظى بدعم وتشجيع الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، لاقت اهتماما إعلاميا لافتا في وسائل الإعلام الإماراتية والعربية، وعلى نطاق واسع، خاصة أنها الأولى من نوعها التي تخصص للباحثين والمعنيين بالشأن التراثي (بشقيه المادي وغير المادي). أيضا عدد كبير من الأساتذة والأكاديميين أبدوا ترحيبهم الكبير بانطلاقة الجائزة منوهين بالدور الضخم الذي تلعبه الشارقة في دعم الفنون والآداب والعلوم ما جعلها عن حق "عاصمة ثقافية عالمية" بكل ما تعنيه الكلمة، تشع نورا وثقافة وأدبا وفنا في محيطها الإقليمي والعربي وتتجاوزهما إلى العالم أجمع.

الهدف الرئيس الذي تغيته جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي في دورتها الأولى، هو توعية جميع شرائح المجتمع بأهمية وضرورة المحافظة على التراث وتنمية الوعي به وإشاعة حس المحافظة عليه، فالتراث هو أحد أبرز عناصر الهوية الوطنية، وقد أعلن معهد الشارقة للتراث في يوم الاثنين 30 مايو 2016 عن إطلاق الجائزة التي تتضمن "صون عناصر التراث الثقافي وتكريم الرواة وحملة التراث؛ الكنوز البشرية الحية، وحماية مخزونهم الثقافي وفق المعايير المعمول بها دوليا". وتشمل الجائزة 3 فئات وتتضمن 9 جوائز، وتأتي في إطار رؤى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتنفيذًا لتوجيهاته الرامية إلى الحفاظ على التراث الثقافي العربي، ونشر قيم حفظه وأساليب صونه.

وقد تم تشكيل لجنة تحكيم تتكون من عدة أعضاء برئاسة أسماء سيف السويدي مدير معهد الشارقة للتراث بالإنابة، إضافة إلى نخبة من المختصين والأكاديميين والباحثين في مجال التراث الثقافي، وهم كفاءات وخبرات لهم بصمات على المستوى المحلي والخليجي والدولي، أضافة الى وجود اللجنة الاستشارية للجائزة.


رئيس اللجنة العليا للجائزة، الدكتور عبد العزيز المسلم لفت إلى أن رؤية الجائزة تتطلع لإيجاد بيئة حاضنة لاستدامة التراث الثقافي العربي، وضمان انتقاله إلى الأجيال القادمة، والتعريف بالتراث الإنساني، ودعم التعاون في هذا المجال، ووفقاً لرسالتها.

مشيرا إلى أن الجائزة تعمل على تقدير مختلف الجهود المتقنة المبذولة على الصعيد المحلي والعربي والدولي في مجال صون التراث وتوثيقه، والتجارب الناجحة في سبيل ضمان استمراريتها، وبث روح التنافس العلمي، النظري والتطبيقي، بين المهتمين والعاملين في مجال البحث العلمي والميداني في حفظ التراث وتدوينه، كما تكرم الجائزة "الكنوز البشرية الحية"، وتؤكد على الدور الفعال للرواة الحاملين للروائع الأدبية الشفهية، والمعارف التراثية، والمهارات الحرفية، في الحفاظ على التراث الثقافي للإنسان، وضمان ديمومته.

اليوم العالمي للتراث

اختارت إدارة فعاليات أيام الشارقة التراثية، هذا اليوم (18 أبريل) للإعلان عن جوائز الشارقة الدولية للتراث الثقافي في دورتها الأولى تزامنا مع اليوم العالمي للتراث. إذ تحتفل منظمة اليونسكو في الثامن عشر من أبريل كل عام باليوم العالمي للتراث، وفقًا لاقتراح المجلس الدولي للمعالم والمواقع الثقافية، وقد تقرر هذا الاحتفال منذ العام 1982، بهدف تعزيز الوعي للمحافظة على التراث الثقافي العالمي ومضاعفة الجهود اللازمة لحمايته.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved