صحف غربية تحلل خطاب الرئيس الجديد

ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فى افتتاحيتها اليوم، خطاب الرئيس دونالد ترامب بأنه أعطى للناس «صورة خيالية» عن الولايات المتحدة التى تفقد هيمنتها العسكرية وتخسر ثروتها من الطبقة المتوسطة.

وأضافت الصحيفة فى تقرير لها أنه «على الرغم من إعطاء الرئيس ترامب وعود كثيرة تتعلق بتقليل معدل الجريمة فى البلاد إلا أن هذه الوعود فى الغالب لن تتحقق بسبب سهولة شراء الأسلحة النارية فى الولايات المتحدة». كما انتقدت الصحيفة عدم تطرق ترامب إلى ملف «الحقوق المدنية» و«الإصلاحات الشرطية».

من جانبه، قال كيج شيرلى، الذى يعمل مستشارا سياسيا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن «خطاب ترامب كان خطاب رجل أعمال تحكمه النفعية أكثر من كونه خطاب رئيس».

بدورها، قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إن «ترامب فاز بالانتخابات الرئاسية بتصويره الولايات المتحدة على أنها مهددة من الخارج ومن الداخل». وقارنت الصحيفة بين خطاب ترامب وريجان، حيث وصفت خطاب الأخير بأنه كان به «تفاؤلا» لم تجده فى خطاب الرئيس الـ45 للبلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هى المرة الثانية خلال 20 عاما، التى يتولى فيها رئيس الحكم وشعبيته فى نقصان، حيث إن الأمريكيين مختلفون بشأن جميع القضايا الأساسية، من الهجرة إلى الإرهاب، مرورا بتغير المناخ، حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى».

بدورها، ركزت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، اليوم، على الجوانب الاقتصادية فى خطاب التنصيب، إذ رأت أن هدية الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترمب الأولى إلى العالم ستكون «أزمة مالية جديدة».

ونقلت الصحيفة عن رئيس فريق «بيتر ماركتس» للبحوث دينيس كيليهر، قوله إذا «نفذت إدارة ترامب نصف ما تقول فسيكون هناك «أزمة مالية جديدة ستكون أكيدة الوقوع سريعا جدا».

من جانبها، رأت صحيفة «جارديان» البريطانية أن خطاب ترامب إعلان «حرب على جميع القيم المدنية التى تمثلها مراسم تنصيب الرئيس الجديد فى الولايات المتحدة»، مضيفة أن «ترامب جعل العالم يخاف فى 2017».

ووصفت الصحيفة خطاب ترامب بأنه «ملىء بالعداء والكراهية للسياسة، وللنظام الأمريكى المبنى على التوازن والرقابة».

وفيما يتعلق بالدور الأمريكى على المستوى العالمى، رأت الصحفية الألمانية إنيس بول إن الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب «يتخلى عن دور الولايات المتحدة كقوة عالمية»، وهو أمر واضح بالنسبة لرجل يضع مصلحة بلاده فوق كل اعتبار.

وأشارت بول إلى أن ترامب لا يؤمن بسلطة «التصالح»، وإنما بسلطة الرجل القاسى حيث إنه سيتبع قواعد لعبة «الديماجوجيين» الذين يصنفون كل «غريب» كتهديد.

إلى ذلك، رأت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية أن الخطاب الأول للرئيس ترامب اتسم «بالعنف والتعصب»، مشيرة إلى أن ترامب كان يتحدث كأنه جندى فى معركة وليس رئيسا يتحدث لشعبه».

وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها أن حدة خطابه المتطرف حفزت على حشد الحركات الاحتجاجية فى شوارع العاصمة من نشطاء مدافعين عن الحقوق المدنية والمرأة.

من جانبها، نقلت صحيفة «لوموند» الفرنسية عن كارل روف، مستشار الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش، قوله إن «تصور الأوروبييون بشأن القدرة على إقالة ترامب هو تخريف»، مضيفا: «عليهم أن يتقبلوا الأمر الواقع». غير أن روف أكد فى الوقت ذاته أن أسلوب إدارة ترامب سوف يتسبب فى أخطارا جسيمة للبلاد.

من جانبها، نقلت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية عن المحلل السياسى جان لوب بونامى، أستاذ العلوم والأداب بجامعة باريس قوله إن «خطاب ترامب كان موجها للطبقة المتوسطة فقط من الشعب الأمريكى».