«هاتف الخلافة».. مراجعة إسلامية جديدة

آخر تحديث: الإثنين 21 سبتمبر 2015 - 10:47 ص بتوقيت القاهرة

• عضو فى «تنظيم الفنية العسكرية» يروى قصة أول انقلاب «جهادى» ضد الدولة
• كمال حبيب: الكتاب يضم وثائق مهمة عن دور الإخوان فى العملية

تحت عنوان «هاتف الخلافة» أصدر عضو تنظيم «الفنية العسكرية»، أحمد الرجال كتابه الجديد والذى يتناول فكرة الخلافة التى تراود خيال «الإسلاميين» جيلا بعد جيل، وهو الكتاب الذى تولى تقديمه الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية.

وبحسب حبيب، فإن مؤلف الكتاب ــ والذى كان أحد العناصر التى شاركت فى أول محاولة انقلاب «جهادية» ضد السلطة فى مصر أثناء حكم الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، فى سبعينيات القرن الماضى ــ وقف على أبواب الفنية العسكرية، فى الثامن عشر من أبريل عام 1974، مكلفا بقتل أحد حراسها باستخدام مطواة وحبل، لكنه اكتشف أن أحد الحراس كان ابنا لمدربه فى أحد نوادى كفر الدوار، ويعلق حبيب قائلا: وهنا تتبدى المأساة وهى أنك قد تذهب لتقتل شخصا فى سبيل سعيك لإقامة الدولة الإسلامية، وهذا الشخص يؤدى واجبه ثم تكتشف أنك تعرفه فيما بعد، تلك أحد وجوه مأساة السعى للقتل البدائى للجنود على أبواب المؤسسات التى يتصور من يسعى لإقامة الخلافة الإسلامية أنهم هم من يقف دون سعيه لتحقيق وهم لن يأتى وهو وهم «الخلافة الإسلامية».
استخدم مؤلف الكتاب الدكتور أحمد الرجال تعبير «هاتف الخلافة» ليكون عنوانا لما عايشه وهو فى التنظيم تداعب أحلامه استعادة الخلافة الإسلامية حين كان طالبا صغيرا فى مطالع حياته فى كلية الطب بجامعة الاسكندرية ولم يجاوز بعد سن العشرين من عمره.

ويقول حبيب فى مقدمته للكتاب: «الهاتف فى الحقيقة هو فعل نفسى ذو طبيعة حشدية تنادى فى الإنسان عوامل الإقدام والشجاعة والنخوة لاستعادة ما فقد، ومن ثم تثير قلقه وتدفعه للتحرك بلا خطة ولا سؤال عن المستقبل ولا بحث عن الكيفيات ولكنها صيحة غامضة مجهولة تحيط بالنفس والروح تدفعها إلى أقدارها حتى لو كان فى ذلك حتفها أو موتها ».
حين سأل مؤلف الكتاب أحمد الرجال، وهو عضو فى التنظيم، عن أمير التنظيم قالوا إنه رجل مهم وله علاقة بكبار المسئولين ويخالط المتنفذين فى الدولة، وأنه عقلية فذة وكبيرة، وأن التنظيم فيه عسكريون وهم من سيقومون بالعمليات الرئيسية بينما المدنيون سيعاونون فى هذه القصة.

وحين جد الجد فإن التنظيم لم يكن فيه عسكريون، بل إن عملية الفنية العسكرية ذاتها التى تم إقحامها على خطط التنظيم جاءت بعد أن تعجل أعضاء التنظيم من الشباب تنفيذ انقلابهم ضد الدولة المصرية ونظام السادات وهنا وجد صالح نفسه مكرها على تنفيذ خطة وضعها كارم الأناضولى انتقاما من قادته الذى كان بينه وبينهم خلافات قاسية، أشار إلى بعضها فى خطبته أمام المحكمة. بحسب حبيب، تعد الفنية العسكرية أول محاولة انقلابية ذات طابع عسكرى ضد الدولة المصرية، كما يعد شبابها فى ذلك الوقت من وضع بذرة الفكر السلفى الجهادى القائم على اعتبار أن القوة هى وحدها سبيل التغيير، وأن الحكام كفار ولابد من مواجهتهم، وهنا أقحم فكر التكفير فى مواجهة الحاكم، لكنه سيتسع من بعد ليشمل دوائر أوسع استطالت حتى نال رذاذها المسلمين جميعا.
ويأتى كتاب «هاتف الخلافة».. شهادة جديدة على أحداث الفنية العسكرية، ليسمعنا صوتا جديدا مختلفا عن صوت طلال الانصاري، وإذا كان طلال يتحدث عن التنظيم فإن الرجال يتحدث عن نفسه ومحاولة تبرئتها وأنه لم يكن كما قيل عنه هو من أبلغ عن التنظيم، بل كان ضميره الداخلى ووازعه الإسلامى هو الذى دفعه إلى بيت رئيس الجمهورية لمنع وقوع المذبحة كما أطلق عليها خوفا على زملائه وخوفاعلى من سيتم قتلهم، لقد ذهب ضحية الهجوم على الفنية العسكرية 13 قتيلا من المهاجمين والحراس، وكلهم من أبناء بلد واحد ومسلمين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved