كاتب سورى لـ«الشروق»: مصر الأم الحنون الباقية بعد ضياع أوطاننا

آخر تحديث: الخميس 22 فبراير 2018 - 10:32 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ إسماعيل الأشول:

• أنس الحلاق: الأمم المتحدة خذلتنا وتتاجر بقضية اللاجئين.. واستمرار الحرب «عجز للعالم»

قال الكاتب السورى أنس الحلاق، إن عجز العالم سبب استمرار الحرب فى سورية، مضيفا: «أصبحنا نعتبر مصر الأم الحنون الباقية بعد ضياع أوطاننا».

 

وأضاف على هامش مهرجان القاهرة الأدبى الرابع، الذى اختتم أعماله، مساء أمس، تحت شعار «الوطن من بعيد»: «السودان تفكك، وسوريا أصبحت لعبة بأيدى الساسة اللاهين دون تقدير أو وضع خطوط حمراء لانتهاكات حقوق الإنسان».

 

وتابع الحلاق، الذى يستعد لاصطحاب أبنائه من لبنان، قبل أن يطير بهم إلى كندا: «أنا أكره السياسة، لكن اليوم كل شىء فى حياتنا أصبح مسيسا.. أبواب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أصبحت تمارس سياسة لتمرر سياسة دولية فينا، ولتسخيرنا لمصالح إغاثية وسياسية لحصد مزيد من أموال المتعاطفين لتسخيرها فى برامج خارج استفادة اللاجئ الحقيقى، أو لخدمة شعارات جوفاء، لم تؤد لأى نتيجة فى تغيير الواقع».

 

وردا على سؤال حول تأثير ما جرى فى سوريا على طفله الذى يبلغ تسعة أعوام، واضطر لمغادرة وطنه قبل سبع سنوات، وهو فى عمر العامين، قال: «شىء محزن، ما حصل من تغيير نفسى للإنسان السورى، أصبح السوريون مسخرين لبناء مجتمعات ليست مجتمعاتهم، وقد بلغت نسبة إصابة شباب السوريين بالجلطة الدماغية فى ألمانيا 30% ممن يصابون بها».

 

وتابع الحلاق، الذى كان عضوا باللجنة الإعلامية لمهرجان القاهرة الأدبى: «اليوم يتم شحن الأطفال بالضغينة، ويواجهون ممارسات هى سرقة وفساد علنى من قبل منظمات تضع لافتات إغاثية، بصمت ورضا دولى، بحيث أصبح الاستحمار بديلا للاستعمار، وكأنه أصبح من الحرام على الطفل العربى أن يعيش نشوة إنسانيته وطفولته، وللأسف فإن الأمم المتحدة تحولت إلى دار نخاسة عالمية، ودار إتجار بالبشر».

 

وأضاف الكاتب السورى: «أنا مثلا بشكل شخصى تعرضت بتزوير وثائق من قبل معتمدية اللاجئين بفساد مأجور وباستهتار فى أكثر من بلد عربى، وأنا واحد من قلة تمكنوا من الصمود فى مثل هذا الواقع، واليوم مضت على الحرب سبع سنوات لم يظهر نداء للسلام، ما السبب الذى يسمح بإبادة مليون سورى؟ أنا لا مؤيد ولا معارض، لكن استمرار الحرب السورية يعنى عجز العالم، ونحن نأسف على ما كان عندنا من حسن ظن بالأمم المتحدة، فقد أصبحت إحدى معوقات حقوق الإنسان على الأرض».

 

مهرجان القاهرة الأدبى الرابع، أقامته دار صفصافة للنشر، طيلة الأسبوع الجارى، بمشاركة لأدباء وكتاب من بلدان شتى، منها: مصر وكندا وأمريكا وسويسرا، وأنجولا، والدنمارك، والتشيك، وإقليم كتالونيا بإسبانيا، وفنلندا، وسوريا، وألمانيا، وفلسطين.