فورين أفيرز: تيار العنف فرض كلمته على جماعة الإخوان

آخر تحديث: الجمعة 22 مايو 2015 - 11:29 ص بتوقيت القاهرة

• شباب الجماعة يصر على خوض معركة خاسرة.. وأغلبية المصريين يعتبرونها تنظيما إرهابيا


اعتبر الباحثان إيريك تريجر وماريانا شلبى، فى مقال منشور بمجلة فورين أفيرز الأمريكية، أن تيار الشباب المؤمن بالعنف فرض سيطرته على جماعة الإخوان المسلمين منذ الإطاحة بنظام حكم الجماعة، ممثلا فى الرئيس الأسبق محمد مرسى، فى أعقاب مظاهرات شعبية حاشدة.
وقال الباحثان، فى تقرير بعنوان «جماعة الإخوان تتجمل»، إن المئات من عناصر الجماعة وقياداتها تمكنت من الفرار إلى تركيا وغيرها من الدول المؤيدة لها خلال الأسابيع التى أعقبت الإطاحة بمرسى، حيث شكلت «لجنة إسطنبول» لإعادة توطين هؤلاء الأعضاء أملا فى الحفاظ على التنظيم إلى أن يتمكن من «العودة إلى حكم مصر عما قريب»، بحسب ما روج له التنظيم بين أعضائه، فى أعقاب الإطاحة بمرسى يوم 3 يوليو 2013.

وقال التقرير: «لكن الشهور مرت وفقد قادة الإخوان المسلمين السيطرة على الأعضاء الشباب داخل مصر، حيث انطلق هؤلاء الشباب يمارسون عمليات العنف على نطاق صغير بهدف تدمير الاقتصاد المصرى».
ونقلت «فورين أفيرز» عن عمرو فراج، القيادى الإخوانى الشاب الهارب إلى تركيا، مؤسس حركة رصد، القول: «هناك أشياء غير مسموح لنا الكلام فيها منها الأعمال المجهولة التى يتحدث عنها الإعلام المصرى، مثل قطع الطرق وتفجير أبراج الكهرباء».
وأشارت المجلة إلى أن القبضة الأمنية الصارمة ضد عناصر الإخوان فى مصر والتى أسفرت عن مقتل نحو 2500 شخص وسجن نحو 16 ألفا آخرين بحسب تقديرات المجلة، أدى إلى تزايد حدة الانقسام بين شباب الجماعة وقيادتها العتيقة، حيث يتهم الشباب هذه القيادة بالفشل فى تحليل الموقف السياسى مما أدى إلى الإطاحة بمرسى وكذلك الفشل فى إدارة المرحلة التى أعقبت الإطاحة بهم. كما رفض الشباب دعوات القيادات الكبيرة بالتحلى بالصبر وتبنى استراتيجية «الكفاح طويل المدى» ضد نظام الحكم فى مصر، حيث أصبحت الكلمة العليا للعنف بهدف إثارة الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية فى البلاد.
وأضاف التقرير أن الجناح الثورى الشاب من الإخوان المسلمين الذى يمثله فراج فاز بأحدث انتخابات داخلية للتنظيم التى أجريت فى فبراير الماضى. وطبقا لما ذكره القيادى بالإخوان المسلمين أحمد عبدالرحمن، فقد استُبدل 65 من القادة السابقين، وأصبح الجيل الأصغر يشكل 90% من هيكل القيادة الجديدة.

وأشار التقرير الأمريكى إلى أن الوضع الجديد للإخوان أوجد حقائق جديدة أهمها أن التنظيم أصبح يتبنى العنف صراحة فى مواجهته مع نظام حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وكتب رفيق حبيب، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنحل التابع للإخوان المسلمين، فى ورقة أخيرا، أن هذا العنف الإخوانى يستهدف «أدوات القمع» وليس حياة الأشخاص، وأشار إلى أن التنظيم دخل مرحلة جديدة ويعتزم التصعيد فى اتجاه أشكال جديدة من العنف.
وعلى الرغم من شهرة الإخوان بعدم ثقتهم فى الغرباء، فإن دعوتها المفاجئة للتعاون على نطاق واسع ضد نظام السيسى يعكس تدهور وجودها داخل مصر بسبب تضاؤل شعبيتها فى ظل إخفاقاتها فى الحكم إلى جانب الإجراءات الأمنية الصارمة.
كما يحاول تنظيم الإخون استعادة السيطرة على كوادره على الأرض الذين فقد الكثير منهم الصلة مع القيادة المسجونة وتحولوا إلى حركات معارضة من خارج الإخوان. وتروج صفحات التواصل الاجتماعى التابعة للإخوان لجماعات مثل المقاومة الشعبية وطلاب ضد الانقلاب التى يتراوح أعضاؤها بين الفوضويين اليساريين والإسلاميين من غير الإخوان وكثيرا ما تشتبك مع قوات الأمن.
القيادة الشابة للإخوان بتبنيها لأساليب العنف يمكن أن تنجح فى إعادة تجميع كوادرها الشابة التى تنظر إلى العنف «المضاد للانقلاب» على أنه مشروع وتعتقد أنه ينبغى على الإخوان العمل مع الحركات المعارضة الأخرى فى هذه الجهود. لكنه لن يساعد الإخوان على تحقيق هدفهم النهائى الخاص بالعودة إلى السلطة فى مصر.
وأكد التقرير أن الكثير من المصريين ينظرون إلى الإخوان على أنهم تنظيم إرهابى بسبب هجماتهم العنيفة ضد المحتجين وتهديداتهم للشخصيات الإعلامية أثناء فترة حكم مرسى. وسوف يؤدى إقرار الإخوان للعنف والشراكة مع الحركات المتشددة الأخرى إلى إبعاد جمهور مصرى أعرض وتعزيز الدعم الشعبى للسيسى. ويعنى هذا أن فراج وزملاءه الشباب سوف يصعِّدون مواجهة من غير المحتمل أن يفوزوا فيها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved