سيراليون: هناك تقدم في مكافحة «إيبولا» بعد عزل السكان ثلاثة أيام

آخر تحديث: الإثنين 22 سبتمبر 2014 - 6:33 م بتوقيت القاهرة

فريتاون – الفرنسية

عبرت سلطات سيراليون، اليوم الاثنين، عن ارتياحها “لنجاح” العملية المثيرة للجدل لعزل السكان من أجل مكافحة فيروس إيبولا، مع اكتشاف سبعين جثة و150 إصابة محتملة جديدة.

وفي ليبيريا، البلد الأكثر تأثرًا وحيث البنى التحتية تعاني من الضغط، استقبل مركز معالجة فتح، الأحد، قرب العاصمة منروفيا على الفور 105 مرضى، بينهم 56 أظهرت الفحوصات التي خضعوا لها أنهم إيجابيون للفيروس، بحسب نائب وزير الصحة تولبرت نينسواه.

إلى ذلك أصيب بالعدوى مرسل كاثوليكي إسباني في التاسعة والستين من عمره في سيراليون، ليصبح ثاني مواطن إسباني يصاب بالفيروس، وقد نقل ليلاً إلى مدريد حيث أدخل المستشفى “في حالة خطرة”، بحسب الأجهزة الطبية.

وقد تسبب وباء إيبولا في إفريقيا الغربية، الأخطر في تاريخ هذه الحمى النزفية التي اكتشفت في 1976، وتفشت في مطلع السنة في غينيا، بوفاة 2630 شخصًا على الأقل من أصل 5357 حالة بحسب آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية حتى 14 سبتمبر.

وفي سيراليون، أتاح العزل الذي فرض على ستة ملايين شخص من الجمعة إلى الأحد، للقيام بحملة ضخمة من بيت إلى بيت، باكتشاف أكثر من 150 إصابة جديدة وحوالى 70 جثة في منطقة العاصمة فريتاون وحدها، بحسب السلطات.

وأكدت المسؤولة الثانية في الأجهزة الصحية ساريان كامارا، “أن الأمر بالبقاء في المنزل تقيد به السكان بشكل جيد ما سمح لفرق الحملة بتوعية العوائل بشأن إيبولا في منازلها”.

وقال وزير الصحة أبو بكر فوفاناه، لوكالة فرانس برس، إن المتطوعين البالغ عددهم حوالى 30 ألفًا والذين شاركوا في الحملة، تمكنوا من زيارة 80% من منازل البلاد، معتبرًا أن العملية تكللت بـ”النجاح”.

وسمحت الحملة خصوصًا كما قال بوقف، “عمليات الدفن الليلية” لمرضى إيبولا من قبل عائلاتهم، ما يزيد بشكل كبير مخاطر تفشيه باعتبار أن الجثث ناقلة للعدوى.

وأكد مسؤولون في القطاع الصحي في ليبيريا لفرانس برس، أن ممارسات الدفن ليلاً التي تنطوي على مخاطر مع غسيل الجثث، مستمرة لدى المجموعات السكانية التقليدية رغم رسائل التنبيه والوقاية.

وأوضح غابرييل غوربي لوغان، الذي يعمل في القطاع الصحي في منطقة بومي بشمال غرب مونروفيا، “أن بعض الأشخاص هم في حالة إنكار دائم، لهذا السبب لا يصغون للقواعد”.

وأعلنت ليبيريا، الأحد، أنها سترفع عدد الأسرة من 250 إلى ألف سرير لمعالجة المرضى في منروفيا بمساعدة المجتمع الدولي.

وفي اليوم نفسه، وصلت دفعة ثانية من أصل ثلاثة آلاف عسكري أميركي وعد بإرسالهم للمشاركة في مكافحة الوباء في المنطقة إلى ليبيريا.

ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأسبوع الماضي، إلى “التحرك بسرعة” لتجنب انتقال العدوى إلى عشرات أو حتى “مئات آلاف” الأشخاص. وأعلن إنشاء مركز قيادة عسكرية في ليبيريا وتوفير ألف سرير في المنطقة.

وفي نيجيريا، التي تعد ثماني وفيات من أصل 20 حالة، أبقي على موعد بدء العام الدراسي، اليوم الاثنين، باستثناء لاغوس كبرى مدن البلاد والأكثر إصابة؛ حيث أرجئ إلى الثامن من أكتوبر المقبل.

ووصف مجلس الأمن الدولي في 18 سبتمبر هذا الوباء بأنه “تهديد للسلم والأمن الدوليين”، وهي سابقة بالنسبة لحالة طوارئ صحية.

والقلق الذي تثيره هذه الحمى النزفية في سائر أرجاء العالم برز مجددًا في عطلة نهاية الأسبوع مع إعلان الهند تأجيل القمة الهندية الإفريقية الثالثة المقرر عقدها في نيودلهي في ديسمبر المقبل، وكان يفترض أن يشارك فيها مندوبون عن خمسين دولة إفريقية.

إلى ذلك كررت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، معارضتها للقيود المفروضة على السفر إلى بلدان إفريقيا الغربية بسبب وباء إيبولا الذي يبقى “حالة طوارىء صحية عامة عالمية”.

وفي بيان نشر في ختام اجتماع للجنة الطوارئ التابعة لها، أكد الخبراء في هذا الوباء، “مجددًا وبشكل حازم أنه لا ينبغي فرض حظر عام على السفر أو التجارة مع البلدان المصابة”، وأضافوا محذرين “أن إلغاءات الرحلات والقيود الأخرى على السفر ما زال يعزل البلدان المصابة وهذا يتسبب بعواقب اقتصادية وخيمة ويعوق جهود الإغاثة والمساعدة ما يزيد من خطر الانتشار الدولي”.

وطالبت منظمة الصحة العالمية أيضًا بتنسيق أفضل بين السلطات في البلدان المصابة بالفيروس وقطاع النقل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved