أفلام «ليال عربية» بمهرجان دبى السينمائى تصور قضايا مثيرة للجدل عن العالم العربى

آخر تحديث: الأحد 23 أكتوبر 2016 - 8:01 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ خالد محمود:

«محبس» لبنان يلقى بظلال الحرب الأهلية والعراق تطل بـ«منزل بلا سقف» وسوريا فى «استعراض حرب»
يكشف برنامج «ليالٍ عربية»، خلال الدورة الـ13 من مهرجان دبى السينمائى الدولى، عن المجموعة الأولى من الأفلام المشاركة من مختلف أنحاء العالم، والتى تظهر الهوة بين الثقافتين العربية والغربية مع تصويرها للواقع الحالى فى العالم العربى، وتأخذ الجمهور فى رحلة بين الفكر والخيال.

من بين هذه الأفلام اللبنانى «محبس» للمخرجة اللبنانية صوفى بطرس، فى عرضه العالمى الأول، وتدور أحداثه فى قرية جبليّة لبنانية، مصورا انشغال تيريز بالتحضير لزيارة الخطيب المُرتقب لابنتها الوحيدة، بصحبة عائلته، وتنقل تيريز الخبر السعيد لشقيقها المتوفى خلال الحرب الأهلية، منذ أكثر من عشرين عاما، والذى يُطلُّ عبر صور معلقة فى المنزل، وتذكّرها بالكراهية التى تختزنها ضد قتلته. تظل تيريز غارقة بالفرح حتى يصل الضيوف، وحينها تتلقى صدمة كبيرة وغير متوقعة. الفيلم بطولة جوليا قصار، وعلى الخليل، وبسام كوسا ونادين خورى وبيتى توتل.

وتشارك المخرجة صولين يوسف بفيلمها «منزل بلا سقف»، المُستوحى من الشجن العراقى. يتناول الفيلم قصة الأشقاء الثلاثة؛ آلان، ويان، وليا، الذين وُلدوا فى كردستان العراق، وترعرعوا فى ألمانيا. يضطر الأشقاء للعودة إلى العراق لدفن والدتهم، إلى جانب والدهم، وهناك يكتشفون مدى ابتعادهم عن أصولهم، وأهمية استكشاف وطنهم وهويتهم، خاصة مع اختلاطهم بعائلتهم الكبيرة. الفيلم من تمثيل: وداد صبرى، ومينا أوزلم ساجديتش، وساسون سايان، ومراد شيفان.

وينضم المخرج والكاتب هادى غندور بفيلم «المسافر»، الذى يجمع بين الكوميديا والدراما. يروى الفيلم قصة عدنان المتزوج ولديه ولد واحد، ويعمل وكيل سياحة وسفر فى قرية لبنانية صغيرة. يحلم عدنان بالسفر حول العالم، طوال حياته، لكنه لم يحظ بفرصة مغادرة بلده، حتى يرسله مديره فى رحلة عمل إلى باريس. يتعرّف هناك على ليلى، قريبته الشابة والجميلة، التى تقيم مع والدتها إنصاف، ويُعجب بها، ويعيش أجواء باريس، ما يجعله فى حالة اضطراب ويدفعه لمحاولة تفسير معنى حياته، ناسيا خلال تلك المرحلة مبادئه وهويته وعائلته، فهل سيستيقظ عدنان فى الوقت المناسب، أم سيخاطر بخسارة كل شىء؟ الفيلم بطولة رودريجو سليمان، ودنيا إدن، وعايدة صبرا، ورومى ملحم.

ويقدم الفنان التشكيلى الإيطالى يورى أنكارانى، فيلم «التحدّى». وفيه يصور أنكارانى أحد ممارسى رياضة الصيد بالطيور الجارحة، وتحضيراته لمسابقة هامة خلال عطلة أسبوعية مجهدة فى قلب صحراء قطر. من خلال الفيلم نتعرف على تاريخ هذه الرياضة التى تعود إلى نحو أربعين قرنا، وكيفية محافظة هذه الرياضة على مكانتها المرموقة فى الثقافة العربية المعاصرة.

ويشهد مهرجان دبى السينمائى العرض العالمى الأول لفيلم «ورقة بيضا»، للمخرج الفرنسى هنرى برجيس، وشارك فى بطولته: دارين حمزة، وجابريال يمين، وحسان مراد، وألكساندرا قهوجى. وهوكوميديا سوداء يستعرض قصة صديقتين حميمتين لبنانيتين، جينى ولانا، تقعان فى حبّ لعبة القمار، المحرّمة فى المجتمع خاصة بين النساء، سعيا للهروب من حياتهما الزوجية المملة. يسقط الثنائى فى حلقة مفرغة من إدمان اللعبة، مع مواجهة الكثير من العقبات، فى ظل السعى وراء استعادة حريتهما.

وبعد مشاركته فى الدورة الـ11 من المهرجان، بفيلم «الخط البنى»، يُشارك المخرج الجزائرى الفرنسى رشيد جعيدانى بفيلمه الجديد «جولة فرنسية»، من بطولة: جيرارد ديبارديو، وصادق، ولويز جرينبيرج، ونيكولا ماريثيو. يقدم الفيلم للجماهير منظورا فريدا عن المصالحة بين الأجيال والثقافات المتناقضة، من خلال قصة اضطرار مغنى الراب فاروق (20 عاما) للهروب من باريس، إثر مشادة عنيفة مع خصم له، حيث يقترح عليه منتجه العمل سائقا لدى سيرج (جيرارد ديبارديو). تنشأ صداقة غير مُنتظرة بين المغنى وسيرج، رغم الفارق الكبير فى السن، واتساع الاختلافات الثقافية، وذلك خلال رحلة مميزة تنتهى فى مرسيليا.

ويتعاون المخرج الدنماركى أندرياس دالسجارد، والمنتجة والمذيعة السورية عبيدة زيتون، فى الفيلم غير الروائى المؤثر «استعراض الحرب». يصوّر الفيلم انضمام عبيدة زيتون، وأصدقائها إلى المظاهرات التى خرجت فى مارس 2011، لتبدأ بذلك رحلة تصوير أحداث حياتهم، وهم على قناعة بأن حقبة «الربيع العربى» ستشمل بلدهم. تغادر عبيدة دمشق، وتجول فى مختلف أنحاء البلد، موثقة الأحداث الأخيرة فى سوريا، عبر عدسة حميمية لمجموعة صغيرة من الأصدقاء.

من ألمانيا، يشارك المخرجان فيليب غاندت وميكى يمين لتقديم الفيلم غير الروائى «نادى غزة للتزلج»، حيث تعانى غزة من الحصار، والعزلة عن العالم الخارجى، ويعيش شبابها حال البطالة. فى هذه الأجواء تتنامى حركة لمجموعة متنامية من الشباب تهوى التزلج على الماء، ويتمكّنون من استجلاب أكثر من 40 لوح تزلّج، وإدخالها إلى غزة على رغم الحصار، ما يمنح المتزلجين هامشا صغيرا من الحرية.

وقال المدير الفنى لـ«مهرجان دبى السينمائى» مسعود أمرالله آل على: «ليال عربية» برنامجا أساسيا مهما للاحتفاء بالسينما العربية التى تصلنا بالعالم، وتصل بالعالم بهذه المنطقة الثرية بالقصص الإنسانية، إضافة إلى كون البرنامج نقطة التقاء مهمة لحوار الثقافات. تعالج تشكيلة الأفلام الجديدة وجهات نظر متابينة فى العالم العربى وخارجه، وتقدّم واقعه بمنظور مختلف».

وقالت دلفين جارد مروة، مبرمجة «ليالٍ عربية»: «يُعد البرنامج واحدا من أكثر برامج المهرجان شعبية، وأقدمها زمنيا، مجسدا بذلك جوهر رؤية المهرجان، من خلال توفير منصة للمخرجين العرب والعالميين، لنقل تصوّرات ووقائع وقصص العالم العربى، معالجة ومصورة نزاعاته المثيرة للجدل، وقضاياه ومشاكله، مثل الحب والحروب والهوية وصراع الأجيال والثقافات».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved