«الطيران» تنتفض ضد «نظرية انتحار الطيار»

آخر تحديث: الثلاثاء 24 مايو 2016 - 9:30 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ زياد حسن:

- وزير الطيران لـ«الشروق»: الإيحاء بانتحار قائد الطائرة «عمل دنىء» وغير مقبول

- رئيس مصر للطيران: نثق فى قدراتنا.. وطيارونا الأعلى كفاءة.. والطائرة لم يكن بها عيب فنى

- رئيس لجنة التحقيقات: نعتمد على المعلومات والحقائق فقط.. ولا مكان لدينا للتخمينات والادعاءات

- شاكر قلادة: نواجه حربًا نفسية لغض الطرف عن مسئولية طرف آخر عن الحادث

بعد حادث طائرة المصرية فى نيويورك عام 1990، والتى حاول بعض الإعلام الغربى إلصاقه بانتحار قائدها « البطوطى»، مرة أخرى يحاول نفس الإعلام تكرار السيناريو نفسه مع طائرة مصر للطيران التى سقط فى البحر المتوسط الخميس الماضى، والإدعاءات، بأن كابتن طائرة باريس محمد شقير ربما إنتحر هو الآخر، وهى فرضية قوبلت باستنكار ورفض من قبل مسئولى وزارة الطيران والعاملين بالشركة الوطنية، الذين شددوا على أنه لا مكان للتخمينات والادعاءات فى قضية لا تحسمها إلا التحقيقات الفنية، «فليس لدينا ما نخفية».

وزير الطيران المدنى شريف فتحى أكد فى تصريحات لـ«الشروق» أمس أن بعض الإعلام الغربى يبنى ما يقوم بنشره حول سقوط الطائرة على «افتراضات»، موضحا أنه لا ينفى أى فرضية، وأنه يتم التعامل بمنتهى الشفافية.

واستنكر فتحى «الإيحاءات» التى روجت لها بعض وسائل الإعلام الأجنبية بانتحار قائد الطائرة، قائلا: «هذا الكلام ليس له أى أساس من الصحة وكلام غير مقبول وعمل دنىء »، مضيفا: «إذا كنا قد أخطأنا سنعترف بذلك، وسنقول: إننا أخطأنا ولكننا لن نترك حقنا إن تبين عكس هذا».

وأشاد وزير الطيران بالطيار محمد شقير، مؤكدا أن لديه سجلا حافلا ومشرفا من القيادة، رافضا أى اتهام له بالتقصير ووصفه بـ«الرجل المحترم الخلوق، الذى لا نقبل الهجوم عليه، وتجريحه غير مقبول».

وأشار الوزير إلى أن هناك فريق تحقيقات متخصص يعمل بصورة مستمرة لكشف ملابسات الحادث، وأن العمل فى التحقيقات سيتم بشكل صحيح وبشفافية كاملة، وباحترافية».

وأبدى وزير الطيران، تعجبه من تعامل بعض الإعلام الغربى، وقال: إن غالبية من تحدثوا عن حادث الطائرة المصرية غير متخصصين فى هذا المجال، مؤكدا أن هناك أجهزة عالية الدقة متخصصة فى رصد الإشعاعات، التى تخرج من الصندوقين الأسودين، الذين يتم البحث عنهما.

ومن جانبه قال الطيار جاد الكريم نصر رئيس الشركة المصرية للمطارات السابق: إن بعض الإعلام الغربى يقوم بتقديم بيانات وتحليلات تسعى لوضع مصر فى محل الاتهام ومن بينها محاولة الإيحاء بعملية الانتحار لطيار، مشيرا إلى أن «هناك حربا إعلامية ونفسية ضد مصر أبداها الغرب، ويبدو أنه مصمم عليها، مثلما جرى فى حادث الطائرة الروسية».

وأوضح جاد الكريم أن تحليل المعلومات والبيانات والتسجيلات، وسجل الطائرة، هو ما يمكن أن يكون مؤشرا فعليا عن حقيقة ماحدث، وهو ما سيوضحه الصندوقان الأسودان للطائرة عقب الحصول عليهما، وكذلك شكل الحطام، ومساحة انتشاره وتحليل محتواه.

بدوره قال الطيار شاكر قلادة، رئيس لجنة الحوادث السابق بوزارة الطيران المدنى: يجب ألا يصل احد إلى نتيجة إلا بعد التأكد من العناصرالسابقة والتعامل مع الأمر على أن كل السيناريوهات مفتوحة، سواء عطلا فنيا، أوعملا إرهابيا، أو خطأ بشريا، أو لسوء الأحوال الجوية، مشيرا إلى أن «الإيحاء من الإعلام الغربى بوجود دور لقائد الطائرة فى الأمر يعد جزءا من حرب نفسية بدأ العمل بها ضد مصر لغض الطرف عن مسئولية أى طرف آخر فى الحادث».

وقال الطيار أيمن المقدم رئيس لجنة التحقيق فى حادث الطائرة المصرية: «إننا لا نستطيع أن نتحدث إلا عبر معلومات وبيانات موثقة إزاء أسباب الحادث، وبعد أن تمارس اللجنة الفنية عملها»، وحول استباق وسائل الإعلام الغربية عمل لجنة التحقيق الرسمية فى الحادث، أكد أن هذا الأمر يتنافى مع قواعد التحقيق الدولى.

وبشأن مانشر من تصريحات من جانب هيئة السلامة الفرنسية حول انبعاث دخان من الطائرة المصرية قبيل سقوطها فى البحر المتوسط اومااذاعته شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية من أن قائد الطائرة ربما انتحر، رفض المقدم التعليق، مؤكدا أن لجنة التحقيق فى الحادث تعتمد فقط على المعلومات والحقائق التى تتوصل إليها اللجنة أو التى تصل إليها بصورة رسمية من الجهات التى تعاملت مع الطائرة وليس على ماينشر فى وسائل الاعلام ».

وأوضح المقدم أن النيابة العامة سواء فى مصر أو فرنسا ستقوم بالتحقيق يتعلق فى تفريغ كاميرات المراقبة داخل مطار شارل ديجول أو فحص السجل الخاص بركاب الطائرة أو كل من تعامل معها فى مطار شارل ديجول من رجال أمن أومن تعاملوا مع الحقائب التى تحميلها على الطائرة، فضلا عن التعامل مع معلومات الصندوقين الأسودين، وتحليل حطام الطائرة عبرعمل «خريطة» لهيكلها.

الطيار هشام النحاس، رئيس شركة مصر للطيران، تحدث عن طيارى مصر للطيران قائلا: إنه يتشرف بهم، «فهم مدربون وعلى كفاءة عالية»، مشددا على أن الشركة من أعلى شركات السلامة بشهادة تقارير من شركتى «إيرباص وبوينج» العالميتين.

وعن وجود عيوب بالطائرة المنكوبة، أكد الكابتن النحاس، أنه لم يكن بها أى عيوب تمنعها من الطيران، و«أية عيوب فنية تظهر داخل الطائرة يكشفها قائدها، منتقدا وسائل الإعلام الغربية، واصفا ما تداوله بـ«المغرض» مؤكدا أن «مصر للطيران تثق فى نفسها أكثر مما يتصور أصحاب هذه الأصوات الغربية».

الكابتن إيهاب محيى الدين عزمى، رئيس الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية يؤكد لـ«الشروق» رفض الطرف المصرى «الحرب النفسية» التى «تجرى على الساحة الإعلامية وربما السياسية ضدنا»، وقال: «لن تكون من اليوم فى حالة رد فعل»، مشيرا إلى ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن وجود اتصال بين قائد الطائرة بوحدات المراقبة الجوية المصرية، أمر ليس له أى اساس، فالطائرة لم تجرِ أى اتصال بالمراقبة الجوية المصرية، وما تم هو رصد الطائرة فقط على شاشات الردار على النقطة الحدودية بين المجال الجوى المصرى واليونانى المعروفة باسم كومبى، والتى تبعد عن القاهرة بنحو 260 ميلا بحريا.

من جانبه قال الطيارعاطف خضر الكابتن بشركة مصر للطيران «إكسبريس»، وهو فى الوقت ذاته صديق الشهيد محمد شقير، إن انتحار قائد الطائرة على متنها لا يكون قرارا فرديا، ولا يمكن أن يتخذه قائد الطائرة وحده، بل يشارك فيه أيضا مساعده وإلا سيبلغ مساعده عنه، لذا فإن «المزاعم» التى «تريد النيل من شقير، تريد أن تنال من سمعة مصر، ومصر للطيران»، مؤكدا أن «الخبير الحقيقى فى تحليل حوادث الطيران، هو الذى ينتظر الصندوقين الأسودين للتعرف على ما جرى بشكل دقيق».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved