استشارات طبية.. الصفراء والرضاعة الطبيعية

آخر تحديث: السبت 24 سبتمبر 2016 - 1:00 م بتوقيت القاهرة

رزقت بطفلى الثالث منذ أسابيع بعد ولادة طبيعية (كذلك كانت المرات السابقة) منذ الأيام الأولى والمولود يعانى من اصفرار العينين والجلد أحيانا (أو هكذا أراه) وقد تشخصت الحالة بعد الأبحاث على أنها صفراء مصاحبة للرضاعة الطبيعية وقد نصحنى الطبيب بالتوقف عن الرضاعة الطبيعية واستبدالها باللبن الصناعى لفترة. ما السبب فى ذلك وهل يرجع هذا لمرض أو ميكروب فى اللبن. لم يحدث هذا إطلاقا فى المرتين الأوليين الأمر الذى يحيرنى فعلا.
أم حائرة

ليس هناك ما يدعو للحيرة؛ لأن الأمر فى حدود الأمر الفسيولوجى الطبيعى.. وأن يحدث فى هذه المرة دون المرتين السابقتين فلا تنزعجى.. هناك نوعان من الصفراء التى قد تصاحب الرضاعة الطبيعية. الأول نتيجة لنقص فى كمية لبن الأم أو تأخره فى البداية. أما نقص الكمية فيرجع لنقص كمية السوائل التى تتناولها الأم. ظهور الصفراء على الطفل فى هذا النوع راجع لنقص إفراز مادة تعرف بالبليروين يتخلص منها الجسم عن طريق البراز. إذا لم يفرز الجسم هذه المادة بقيت لتتراكم فى الدم مسببة هذا الاصفرار. مع قلة كمية لبن الأم تظل الأمعاء محتفظة بما فيها من البليروين الذى يعاد امتصاصه لتزيد نسبته فى الدم. النوع الثانى لا يعرف له سبب لكنه يظهر متأخرا فى موعده إذ يبدأ فى الظهور بعد الأسبوع الأول لتتأكد معالمه فى الأسبوع الثالث ويرجح أنه يسبب كسل بعض إنزيمات الكبد المسئولة عن تمثيل البليروين ليتخذ مساره العادى حتى يغادر الجسم مع الفضلات.
تراكم البليروين يؤدى لظهور ذلك الاصفرار المصاحب للرضاعة الطبيعية وينحسر بدون مقدمات فى أعقاب الشهر الرابع.
سواء كانت الصفراء المصاحبة للرضاعة الطبيعية من النوع الأول أو الثانى فلا خطر منها مهما ارتفعت نسبة البليروين فى الدم فإن ذلك الارتفاع يظل فى الحدود الآمنة التى لا تترك أثرا على الأعضاء الأخرى.
قد يكون من المفيد بالفعل استبدال الرضاعة الطبيعية بالصناعية لمدة قصيرة لكن ليس من الحكمة إطلاقا الاستمرار فى ذلك إذ قد يتسبب ذلك فى جفاف لبن الأم النعمة الحقيقية التى يتلقاها الطفل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved