جمال زكي.. تاجر المخدارات الذي تحول إلى إرهابي

آخر تحديث: الأربعاء 25 فبراير 2015 - 11:52 ص بتوقيت القاهرة

كتب: أحمد الشرقاوى وأحمد الجمل

المتهم لفظته دار الأيتام فأصبح سائق توك توك ثم تكفيرياً وقائداً لخلية فرعية بالجماعة

اعترافات تفصيلية: زرعت عبوة ناسفة في معسكر القوات الخاصة بطريق اسكندرية.. وفجرنا "البحوث" بعد فشل استهداف قسم الطالبية

مرور رجل وزوجته مع القوات منعنا من تفجير العبوة في شارع الهرم.. وأصبنا النقيب الصواف في قدمه

قال جمال زكي، المتهم الرابع في القضية، والذي يحمل اسماً حركياً هو "عبدالرحمن" إنه "نشأ في دار أيتام الفسطاط بمنطقة العمرانية بالجيزة ثم تم نقله إلى دار الرواد بأكتوبر، وأنه كان بطلاً للجمهورية في تنس الطاولة وهو بالصف الثالث الإعدادي، ثم انتقل إلى دار الرواد، وبعد أن حصل على دبلوم صناعي "ألقاه الدار في الشارع" على حد قوله، حيث كان يقيم في الشارع وينام فى المقاهي وأدمن شرب المواد المخدرة.

إلى أن تعرف على شخص اسمه محمد بالحي الثامن بأكتوبر، والذي ساعده فى إيجاد عمل عن طريق والده، حيث عمل مراقب جودة بشركة جنرال موتورز، كما ساعده فى تأجير شقة ولكنه ترك العمل والشقة بعد ذلك، لأنه لم يكن يحب العمل، وبعد فترة عجز عن دفع إيجار الشقة، فتركها، ثم عاد إلى دار الأيتام وكان يمكث ليله بها سراً دون علم القائمين عليها.

وأكمل قائلاً إنه في يوم 25 يناير 2011 شاهد مظاهرة كانت تهتف "سلمية سلمية" ومتجهة إلى قسم شرطة أول أكتوبر، فتوجه معهم لأنه كان به أحد الضباط قد حرر له محضر حيازة سلاح أبيض، رغم أنه لم يكن يحمله من قبل، وأنه ألقي بالحجارة تجاه القسم، وبعد نزول الجيش للشارع التزم منزله حتى انتهاء أيام الثورة.

وأضاف أنه استغل حالة الفوضى مطلع 2011، وجمع زملاءه من الأيتام في الدار وتوجه بهم إلى مدير الدار، وطالب بحقوقهم، فحصلوا على مبلغ مالي، واشترى بنصيبه توك توك بمبلغ 20 ألف جنيه وكان يكسب 100 جنيه في اليوم، لكنه سلك طريق الإدمان فأجبره ذلك على بيع التوك توك، فاضطر إلى العمل في الإتجار بالهيروين الذي كان يحصل عليه من منطقة جبلية بالفيوم وقرية الجعافرة بالقليوبية، لكنه شعر بعد فترة بالملل، فغادر دار الأيتام، وحط به الرحال على أحد المقاهي.

وهناك تعرف على شخص اسمه أحمد، صاحب محل أدوات منزلية، وملتزم دينياً، كان يغلق المحل وقت الصلاة، فداوم عليها معه، ومنعته مداومته على الصلاة من تعاطي الحشيش والهيروين، واعتكف خلال شهر رمضان 2012 بالمسجد، وخلال فترة الاعتكاف تعرف على شخص يدعى أحمد حسن، كان مالك محل للمأكولات الإيطالية، زالذي عرض عليه مشاركته في مباراة كرة قدم بعد انتهاء الاعتكاف.

ثم عرض جمال على حسن أن يشاركه في المطعم، فقال له إن لديه بالفعل شريكان كل منهما دفع 7 آلاف جنيه، فتوجه إلى دار الأيتام وحصل منه على 10 آلاف جنيه بعد أن أقنعهم أنه سيتزوج، ودفع منها 3 آلاف لحسن وشاركه، واشترى دراجة نارية من وكلة البلح بخمسة آلاف جنيه، غير أن المحل أغلق بعد 3 أسابيع.

وقبل قيام ثورة 30 يونيو بشهر ونصف تقريباً، تعرف على المتهم في جماعة أجناد مصر سمير إبراهيم، والذي كان يطلق على نفسه اسم "سيف" خلال أحد دروس الداعية محمد حسان بمسجد الحصري، ولعب جمال وسمير معاً كرة القدم، وتعرف جمال على عدد من أصدقاء سمير، منهم شخص اسمه معاذ، كان دائم الهجوم على الشيخين السلفيين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب.

ثم أعطاه سمير "فلاشة" تحوي مقاطع فيديو؛ الأول اسمه "فتنة المشايخ " يعرض فيديوهات لمشاهد قتل المدنيين في سوريا، ويظهر الشيخ محمد حسان وهو يدعو لبناء كنيسة فى جنوب مصر، وفيديو آخر يهاجم حكم العائلة السعودية وتعاونهم مع الولايات المتحدة ومع بريطانيا.

وبعد 30 يونيو سافر معاذ إلى سوريا، فى الوقت الذي بقي فيه سمير مع جمال، الذي ذكر أنه شاهد أحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية وهو في دار الرواد، وعقب خروجه شاهد مواطنين فى مظاهرة يحملون أسلحة وأشعلوا النار في سيارة شرطة، فتناول منهم فرد خرطوش وتوجه به إلى قسم شرطة أول أكتوبر وظل يطلق الرصاص على القسم.

وبعد المظاهرة، أشيع في المنطقة أنه كان يطلق الخرطوش على قسم الشرطة، فظل مختبئاً بالدار لمدة أسبوع، وبعدها اتصل بصديق له واختبأ في منزله بالشرقية، ثم أخفاه هذا الصديق فى مزرعة دواجن، وعاد بعدها إلى الدار، وظل مقيماً هناك لمدة شهرين بصحبة زميله سمير، حيث اعتنق في هذه الفترة تحديداً الفكر الجهادي القائم على تكفير كل من يعمل بالشريعة الاسلامية وقتال الجيش والشرطة.

ثم عرض عليه سمير الانضمام لجماعة أجناد مصر، ومقابلة رئيسها همام عطية المسمى حركيا "خليل"، فقابله بالفعل، وسأله همام عن مهاراته فقال له إنه يجيد استخدام الأسلحة وقيادة الدراجات البخارية، فاشترى له خط تليفون وطلب منه ألا يتصل بأحد من خلاله، وعرفه أيضاً بالمتهم الثاني بلال صبحي، القائد الفعلي للجماعة، وقال له إنه سكون مسئولاً عنه خلال فترة تواجده في التنظيم.

كما عرفه بمحمد صابر وقال له أنه سيكون المسئول الأمني، وطلب منه تغيير محل سكنه، ثم عرفه بلال على المسئول الشرعي للتنظيم، وطالبه بالرجوع إليه في المسائل الشرعية.

وبعد يومين اتصل به بلال وطلب مقابلته فتقابلا عند سوبر ماركت بالجيزة ووتوجها سيراً على الأقدام حتى قسم شرطة الطالبية، ووقفا أمام محطة الاتوبيس المواجهة للقسم، وسأله بلال عن رأيه في أفضل مكان توضع به المتفجرات لاستهداف القسم.

وفي اليوم التالي اتصل به بلال وطلب منه مقابلته بميدان الجيزة، ثم توجها لمعاينة كمين المرج أعلى الطريق الدائري، وسأله نفس السؤال، وكان مكان الكمين عبارة عن حجرتين؛ الأولى يجلس فيها الضباط والثانية أسفل الأرض، واقترح وضع القنبلة فى الحجرة الموجودة تحت الأرض، فأيده جمال في ذلك.

ثم توجه الاثنان –والكلام لجمال- لمعاينة قسم شرطة الطالبية، وقررا وضع المتفجرات داخل لوحة إعلانات تحت سور المدرسة القريبة من القسم، وفي يوم تنفيذ الواقعة توجه 7 منهم وهم بلال وهمام وسمير وحسام ومحمد صابر وعبدالله وجمال، إلى الموقع لوضع القنبلة، إلاّ أن بلال شعر بأن مكان وضعها غير جيد، وأنه من الممكن رؤيتها، فتم وضعها فى الحديقة المتوسطة للشارع في مواجهة القسم، على أن تنفجر فور مرور القوات الخاصة التي تتولى حراسة القسم.

لكن القوات الخاصة لم تحضر لمدة 3 أيام، ثم تصادف مرورالقوات مع مرور شخص وزوجته، فلم يفجر أفراد الجماعة العبوة التي كانت معدة للانفجار عن بعد باستخدام التليفون المحمول.

واستطرد جمال: كان هذا يوم 24 يناير 2014، وطلب بلال أن نتوجه معه إلى مترو البحوث لاستهداف القوات الخاصة التي تقف بجانب "موقف الميكروباص" وتم زرع العبوة في شجرة على الرصيف، ثم أمرنا بالتواجد صباح اليوم التالي 25 يناير، ولدى وصولهم أجرة بلال اتصالاً بالتليفون المحمول المربوط بالعبوة بانفجرت، وسمعنا صوت الانفجار، ثم غادرنا المحيط والتقينا في ميدان الجيزة.

وفي الميدان، طلب بلال منا إغلاق الهواتف المحمولة حتى صلاة العصر، فنمت، وبعدما استيقظت علمت أن الانفجار خلف قتيلاً و5 مصابين.

ثم تقابلت معه في اليوم التالي أمام سوبر ماركت بميدان لبنان، وقال لي إن هناك هدفاً تم رصده، وسنفجره، وهو معسكر القوات الخاصة بطريق مصر إسكندرية الصحراوي، وفي اليوم التالي تقابلت مع سمير وهمام وأخذت منهما عبوتين ناسفتين، ثم توجهت مع بلال وسمير إلى المعسكر، ووضعت العبوتين أعلى السور، وفي اليوم التالي قام زميلي المكنى بحسام بالتنفيذ.

وبعدها بيومين اتصل بلال وقال إن هناك قوات تتمركز عند كوبري الجيزة، وطلب منا وضع عبوات ناسفة هناك، وبالفعل توجهت ومعي محمد صابر إلى مكان القوات، وسرنا أعلى الكوبري عكس الاتجاه، وزرعناهما فوق مكان تواجد القوات، وفي الثامنة من صباح اليوم التالي قام عبدالله بتنفيذ التفجير باستخدام الهاتف المحمول، وتسبب فى قتل ضابط شرطة.

وبعدها تم القبض على محمد صابر لأنه كان متواجداً في شقة مرصودة أمنياً يقيم بها أحد عناصر تنظيم بيت المقدس.

وأوضح جمال أنه ترك بعد ذلك شقته وأقام في عزبة الصعايدة، ثم اتصل به المتهم الأول الهارب همام وطلب منه أن يقوم بإيواء 3 من عناصر التنظيم وهم ياسر وعبدالله ومحمد توفيق، بعدها قسم المتهم الثاني بلال صبحي التنظيم إلى مجموعتين، وأعطى جمال طبنجة إيطالي وسلمه همام مبلغ 5 آلاف جنيه اشترى بها دراجة نارية، ثم تعقب جمال أمين شرطة يدعى مصطفى عرفة من قوة قسم شرطة الشيخ زايد، وأطلق عليه 5 رصاصات لكنها لم تصبه.

وبعدها انتقل للإقامة في أرض عزيز عزت بإمبابة، بعدها بفترة اتصل به بلال، وطلب منه أن يقابل عنصراً جديداً في التنظيم واسمه "حمادة" وبعدها اتصل به بلال وسلمه عبوة ناسفة وطلب منه استخدامها، وترك له حرية اختيار المكان.

فتوجه إلى ميدان الحصري فوجد سيارة برتقالية اللون تقف في منتصف الشارع، وعرف أنها تخص ضابط شرطة (النقيب أحمد الصواف) حيث كان يحرسها 4 أمناء شرطة وضابط، واثناء وقوفهم حدثت مشاجرة تدخلوا لفضها، فاستغل جمال ومجموعته الفوضى ووضعوا عبوة ناسفة أسفل السيارة، ثم فجروها والضابط متكئ على السيارة، فأصابته في قدمه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved