رئيس «أمناء الجامعة الألمانية» لـ«الشروق»: أطلقنا مبادرة «تدريب ألف معلم» للإسهام فى محاولة تطوير التعليم المصرى

آخر تحديث: الأحد 25 فبراير 2018 - 10:50 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ هانى النقراشى:

• استهدفنا المدارس الحكومية فى منطقة مصر الجديدة.. والمتدربون أثبتوا أن الشعب المصرى يتطلع إلى التعلم والتطور
أكد رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية فى القاهرة الدكتور أشرف منصور، أن الجامعة تستهدف ١٠ مبادئ من عملها، منها جامعة عالية الجودة وقادرة على إحداث التأثير والتنمية وعدم التمييز، بجانب مبدأ «الإتاحة»، بمعنى أن الجامعة تعطى منح لأوائل الجمهورية والمحافظات وغير القادرين؛ موضحا أن الجامعة تضم المتفوقين ومن يمتلكون العلم والنبوغ.
فى حواره لـ«الشروق»، سلط منصور الضوء على المبادرة التى أطلقتها الجامعة الألمانية، ومن خلالها تم تدريب ألف معلم تدريبا تطبيقيا وعمليا على النموذج الألمانى فى التدريس، موضحا أنه تم تحقيق الهدف من وراء التدريب كاملا، وهو ما اتضح من نتائج التقييم والتأثير الذى أحدثوه فى مدارسهم بمنطقة القاهرة الجديدة، موضحا أنه يتطلع إلى تعميم تلك التجربة على مستوى الجمهورية من أجل النهوض بالمستوى التعليمى فى مصر ، لكنها تجربة فى حاجة إلى دعم من الدولة والمجتمع المدنى، خاصة أنها مكلفة للغاية، لكنها منتجة ومؤثرة فى النهاية. 

وإلى نص الحوار:

● ماذا عن تجربة الجامعة الألمانية لتدريب معلمين مصريين؟

ــ إن الجامعة فى إطار مبدأ الإتاحة، أطلقت مبادرة لتعليم ألف معلم فى المدارس الحكومية والتجريبية؛ بهدف الإسهام فى محاولة تطوير وتحديث التعليم المصرى من خلال الاحتكاك بنظام تعليمى فى بلد متطور مثل ألمانيا؟.

● وكيف نفذتم هذه المبادرة؟

ــ رأينا أن بعض المدارس الحكومية فى منطقة القاهرة الجديدة، كانت فى حاجة إلى تدريب وتأهيل، وتواصلت الجامعة الألمانية مع الإدارة التعليمية ووافقوا على ذلك، المذهل فى الأمر أن هؤلاء المدرسين أثبتوا أن المواطن المصرى يريد أن يتعلم؛ لأنهم تدربوا فى أيام إجازاتهم وعدد ساعات تدريب عنيفة تصل إلى 80 ساعة، لمدة عامين، من خلال 35 مدربا، الفكرة أن المدرسين صبروا على التدريب وبعد ذلك قيمناهم وأكد 93% منهم أنهم استفادوا.

● ما الأهداف التى استهدفتم تدريب المدرسين عليها؟

ــ تم تدريبهم على 40 هدفا منها: كيفية التخطيط للمنهج وتقسيمه ووضع الأهداف التعليمية والجدول الزمنى لتحقيقها، وكيفية تقليل اعتماد الطلاب على الحفظ، وكيفية وضع أسئلة الامتحان وكيفية استبعاد الأسئلة الخاطئة، وكيفية التقييم، وكيف يجعل تلاميذه متفاعلين معه، وكيف يسيطر على فصل مكتظ بالطلاب، وكيفية تشجيعهم خاصة أن ظروفهم الاجتماعية صعبة، بجانب كيفية تبسيط المادة والتعامل معها.

كما طبقنا عليهم خبرتنا فى الجامعة الألمانية التى نعتمد عليها ولدينا مدربون متدربون على أيدى خبراء لمدة سنوات طويلة ومنحنا هذه الخبرة للمدرسين من منطلق تطبيقى ميدانى، فنظام التعليم الألمانى يعتمد على التطبيق، العملى، عوضا عن الاكتفاء بالدراسة النظرية.

● وهل حققتم المرجو من هذا التدريب؟

ــ بعد ما قامت الجامعة بتدريب المعلمين تابعناهم لمدة عامين، وخلال فترة المتابعة قدمنا الدعم لمن يحتاجه منهم، ثم أجرينا تقييما آخر شارك فيه 844 مدرسا، وهو رقم أذهلنا، وسألناهم 20 سؤالا عن الأهداف التى وضعت لهم، وأجمعوا بمعدلات تصل إلى 97% أنهم استفادوا والنتيجة كانت مذهلة. قلنا ربما يجاملوننا لأنهم تدربوا معنا، فأجرينا استبيانا لموجهى المواد والوكلاء فى 49 مدرسة فرد علينا 82 ناظرا ووكيلا وموجه مادة، وأكد أكثر من 97% منهم أنهم شهدوا تحسنا ملحوظا فى أداء المعلمين الذين حصلوا على التدريب، والجميل أن الإدارة التعليمية قبل إلغاء شهادة الصف السادس الابتدائى حصدت المركز الأول على القاهرة الكبرى فى الابتدائية والإعدادية والثانوية والتعليم الفنى؛ لأننا دربنا ثلث قوة المدارس الحكومية والتجريبية فى القاهرة الجديدة، بما يعادل ألف مدرس.

● هل يمكن تعميم الفكرة على مستوى الجمهورية؟

ــ الموضوع بالنسبة لنا مجهود ذاتى، والجامعة تكفلت به، ولم نحصل على تمويل خارجى، ونحن على استعداد لتدريب أضعافهم، فالمتدربون أثبتوا أنهم أبطال، خاصة بعد ظروف التدريب الصعبة، كما أنهم يستحقون التقدير والاحترام؛ لأنهم ضحوا بإجازاتهم، واحتسبت الإدارة التعليمية أيام تدريبهم كنوع من أنواع الأنشطة، ونفس الأمر للمدربين فى الجامعة الذين ضحوا بإجازاتهم، إجازة نصف العام فى أيام الخميس والجمعة والسبت.

ونطمح لتدريب عدد آخر من المدرسين، على كيف يصيروا مدربين مثل مدربى الجامعة الألمانية، ومن الممكن خلال 5 أو 10 سنوات إنشاء «المركز الوطنى لتدريب المعلمين»، ومن الممكن أن نتبناه لكنه يحتاج مجهودا طويلا.

● وماذا عن تجارب الدول الأخرى والاستفادة منها فى تطوير المعلمين والطلاب؟

ــ لا أملك معلومات كافية بشأن النماذج والتجارب الأخرى، لكنها بالتأكيد تجارب جيدة، لكن الأهم هو كيفية تطبيق التجربة وليست التجربة نفسها، وما حققناه من خلال التدريب التطبيقى فى الجامعة الألمانية يؤكد ذلك.

● هل لصعيد مصر نصيب فى تلك التجربة؟

ــ أتمنى تشجيع الكثير من مؤسسات المجتمع المدنى لخدمة أهل الصعيد، وأتمنى تكرار تجربة مبادرة تدريب الألف معلم فى صعيد مصر «مش عارف إزاى؟ المشكلة إن دا ليه تكلفة تانية إضافية، هنشوف ممكن نعملهم حاجة مكثفة بس لازم خلال أيام العمل الرسمية».

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved