مصطفى كامل السيد لـ«الشروق»: صباحي الأقرب للجماهير.. والسيسي يتفوق بـ«التصدي للإخوان»

آخر تحديث: الجمعة 25 أبريل 2014 - 11:12 ص بتوقيت القاهرة
كتب ــ إسماعيل الأشول:

• المواطنون يؤجلون احتجاجاتهم لما بعد الانتخابات.. والشباب انسحب من العملية السياسية

• استعادة أصوات 2012 تحدٍ هائل أمام حمدين.. و«الأمن» أهم أولويات الرئيس المنتخب

قال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن اتجاه حكومة محلب لاتخاذ بعض القرارات الاقتصادية الصعبة، سببه أنها «ليست حكومة منتخبة، وليس لوزرائها مطامح فى الانتخابات النيابية المقبلة». وشدد السيد على ضرورة تجاوز الأزمة بين الجهاز الأمنى والقوى الشبابية، باتخاذ إجراءات من قبيل الإفراج عن بعض المحبوسين، وتعديل قانون التظاهر.

وعن المنافسة الانتخابية بين المرشحين الرئاسيين عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى، قال أستاذ العلوم السياسية فى تصريحات لـ«الشروق» إن صباحى أقرب إلى الجماهير، لكن السيسى يتفوق بإنجازه فى التصدى للإخوان، مشيرا إلى أن «الأمن» أهم أولويات الرئيس القادم.

ردا على سؤال حول تقييمه لاتجاه حكومة إبراهيم محلب، لرفع أسعار الطاقة فى إطار «هيكلة الدعم»، ومدى تأثير ذلك على الانتخابات المقبلة، قال: أعتقد أن حكومة محلب تتخذ بعض القرارات الاقتصادية الصعبة، التى لا يود أى مرشح للرئاسة، أن يبدأ بها عهده، نظرا لأنها ليست حكومة منتخبة ولا تمثل حزبا سياسيا فى البرلمان، وربما لا تستمر لفترة طويلة خصوصا بعد الانتخابات البرلمانية، وأرى أن بعض رجال الأعمال يرون أنه من الأفضل أن تتخذ الحكومة غير المنتخبة هذه القرارات الاقتصادية، لأنها لن تدفع ثمنا لها، فأعضاؤها من الوزراء لا يعولون كثيرا على أصوات الناخبين، ولا ينتمون لأحزاب سياسية وبالتالى ليس من مطامحهم الانتخابات.

وأضاف: من ناحية ثانية فالحكومة تمهد للرئيس الجديد، فبعدما يتولى تكون هذه القرارات، قد أحدثت الآثار المطلوبة من تخفيض لعجز الموازنة، وخفض تكلفة الدعم بالنسبة للبنزين وبعض السلع الغذائية، سيكون الأمر أسهل كثيرا، كما يمكن اتخاذ قرارات للتخفيف من حدة هذه القرارات ليكسب الرئيس الجديد شعبية.

وأكمل: مثل هذه القرارات لن تؤثر كثيرا على جو الانتخابات الرئاسية، فالمواطنون يتطلعون لما سيفعله الرئيس القادم، ويؤجلون احتجاجاتهم إلى ما بعد الانتخابات.

وعن وجود طرق أخرى لخفض عجز الموازنة تختلف عن تصوّر حكومة محلب وقراراتها، أكد السيد: الحكومة تلجأ بهذه القرارات إلى زيادة الإيرادات، وهذا من الممكن أن يتحقق من خلال رفع الضريبة عن أصحاب الدخول المرتفعة، فهناك مقترحات بفرض ضريبة إضافية بنسبة 5 % على من يحصلون على أكثر من مليون جنيه، ومن وسائل زيادة الإيرادات، خفض نفقات الحكومة، ولا أعتقد أن هناك سبيلا آخر أمام الحكومة فى هذا الصدد، والمطلوب هو أن يتحمل أصحاب الدخول المرتفعة أعباء هذه القرارات، فارتفاع أسعار الطاقة مثلا ينسحب على جميع الأنشطة.

وعن تقييمه للأزمة القائمة حاليا بين قطاع واسع من القوى الشبابية، المحسوبة على ثورة 25 يناير والجهاز الأمنى، وحجم تأثيرها على الانتخابات الرئاسية المقبلة، أضاف السيد: هذه الأزمة ستؤدى إلى انخفاض نسبة مشاركة الشباب فى الانتخابات الرئاسية، أو أن يتحول قسم منهم لتأييد حمدين صباحى، لكن على الأرجح فإن الشباب سينسحب من العملية الانتخابية.

وأوضح السيسى يحاول استمالة الشباب، من خلال التعويل على العناصر الشابة فى حملته الانتخابية، وما لم يقترن ذلك بخطوات تخفف من حدة التوتر بين الشباب والحكومة، مثل إطلاق سراح بعض المسجونين السياسيين وتعديل قانون التظاهر، فستظل الأزمة مستمرة.

وبشأن تأثير انخفاض المشاركة الشبابية فى الانتخابات المقبلة، على مستقبل الرئيس القادم، قال السيد: الشباب انسحب من العملية السياسية برمتها، فالتنظيمات التى تتميز بعضوية سياسية مرتفعة، منغلقة على ذاتها، وقدرتها على الحشد باتت أضعف، وفى الفترة الأولى للرئيس الجديد لن يكون الشباب عنصرا فاعلا، باستثناء شباب الإخوان.

وأضاف أن الشباب لن يشاركوا فى الانتخابات لكنهم قد يشاركوا فى الاحتجاجات الطلابية، وهى مرحلة تتسم بابتعاد الشباب عموما عن العملية السياسية، وإذا لم تتحسن أوضاع العمالة ومستويات الدخل وتتوقف انتهاكات حقوق الانسان، فستجدد الاحتجاجات الشبابية على نطاق واسع خلال عام أو عامين من حكم الرئيس القادم.

وعن تقييمه لأداء الحملتين الانتخابيتين للسيسى وصباحى، قال: «لم يبدأ أى منهما حملته رسميا. صباحى يفضل الاحتكاك مباشرة بالمواطنين، وهو كثير التصريحات، لكن السيسى حتى الآن يبتعد عن التواصل المباشر، فلم يظهر فى لقاءات مباشرة سواء مع المواطنين أو مع الإعلام، لذلك تتميز حملة صباحى بأنها أكثر نشاطا من حملة السيسى حتى الآن، ولا نعرف هل سيكون السيسى أكثر ظهورا عندما تبدأ الحملات الانتخابية رسميا، أم أنه سيواصل إدارة حملة انتخابية محدودة.

وأضاف: هناك فارق بين حملة تسعى للتواصل مع الجماهير، وأخرى تبتعد عن اللقاء المباشر مع الجماهير، وهذا ليس فى صالح حملة السيسى، لأن المواطنين شغوفون بمعرفة كل مرشح وأفكاره، وما هى الحلول التى يقدمها المشكلات والاقتراب منه كشخص، وهذا ليس فى مصلحة السيسى، لكن لا يعنى أنه لن يحصل على عدد كبير من الأصوات لأن هناك «هالة» حوله، وربما عدم حديثه مع المواطنين يبقى على هذه «الهالة»، فربما لو اقترب يكتشف المواطنون أن «الهالة» تنطبق أو لا تنطبق عليه.

وعن مدى تحقق «التنافسية» فى الانتخابات الرئاسية، قال: الظروف بالنسبة لصباحى تختلف هذه المرة عن انتخابات 2012، لأنه كان يحظى بتأييد جميع القيادات الناصرية، وكان المرشح الأقرب لجيل الثورة، واستفاد من كثرة عدد المرشحين، لكن هذه المرة، هناك عدد من القيادات الناصرية تؤيد السيسى والشباب منصرف عن العملية الانتخابية، ولا يبدو أن هناك خلافا كبيرا فى البرامج الانتخابية بينه وبين السيسى.

وأضاف: كما أن حملة السيسى تعتمد على إنجاز حققه فى التصدى للإخوان، وفى المقابل لا تقدم حملة صباحى إنجازا مماثلا»، وزاد: «التحدى هائل أمام صباحى فى أن يتمكن من استعادة أصوات 2012، حتى يقترب من التعادل مع السيسى».

وبشأن أبرز الملفات التى تنتظر الرئيس القادم محليا وخارجيا، أكد السيد أن كل الملفات والأزمات المتشابكة تعتمد على إقرار الأمن فى مصر، حيث يترتب على إرساء الأمن، انتعاش الاقتصاد، وزيادة مصداقية الرئيس القادم فى الشرق الأوسط.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved