المفتى: لا إجبار فى الإسلام.. والإرهابيون أخطئوا فهم قاعدة الحاكمية

آخر تحديث: الجمعة 25 مايو 2018 - 7:58 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ أحمد بدراوى:

- علام: من حق الدول دفع الإرهابيين بكل الوسائل الأمنية والفكرية.. وحديث «أقاتل الناس» لأشخاص مخصوصين
قال مفتى الجمهورية شوقى علام، إن الإرهابيين انطلقوا من قاعدة الحاكمية التى فهموها خطأ من بعض الآيات القرآنية، كقوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ}، و{فَأُولئِكَ هُمُ الظَالِمُونَ}، و{فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ}، فكان من لوازم الحاكمية عندهم إطلاق القول بتكفير الأمة والتأسيس للخروج بالسلاح على بَرِّها وفاجرها؛ متمسكين بمفاسد جسيمة؛ بدءا من الانعزال، وترك المشاركة والتعايش مع الأمة فى حياتها الاجتماعية ومسيرتها، مرورا بشَقِ الصف وحدوث الفرقة بين أفراد المجتمع، والعجز عن المساهمة فى استقراره أو دعم وجود الدولة.

وأضاف، خلال الحوار اليومى الرمضانى فى برنامج «مع المفتى» المُذاع على «قناة الناس»، مساء أمس، أن هذه المجموعات الإرهابية انطلقت تعيث فى الأرض فسادا، من خلال فهمهم السقيم لحديث «أُمرت أن أقاتل الناس» بحيث لا تعصم الدماء، بل يظل الأمر بالقتال فى نظر هؤلاء مستمرا.

ونبَه مفتى الجمهورية أن الذى يعتدى على المال والعرض والدم هو مَن يستحق المقاتلة، وما عدا ذلك فهو فى حالة سلام، حيث إن الأصل هو التعايش والسلام، وأن يترك الناس وما يدينون، ولا إجبار على دخول الإسلام.

وتابع: «اقتل هو الأمر بالقتل، أما أقاتل فهو من المقاتلة الحاصلة بين طرفين، فالذى يبدأ منهما هو قاتل والثانى هو المقاتل، وهو الذى يدفع عن نفسه الاعتداء، فالحديث يشير إلى دفع الاعتداء لا إلى الاعتداء بداية، وهذا الفرق ملموس فى استعمالات الناس كأمر المحكمة لمنفذ حكم الإعدام بقتل فلان، وليس قتالا أو مقاتلة فلان، وكذلك الفرق بين القتل والمقاتلة معروف فى استعمالات الجيش المصرى بوصف الجندى بأنه مقاتل وليس قاتلا؛ أى إنه يدفع كل اعتداء على وطنه وحدوده».

وجدد علام تأكيده على ضرورة الرجوع إلى قواعد اللغة العربية وإلى السياق لمعرفة المقصود بالناس الواردة فى الحديث، فقال: نجد أن «الــ» للعهد، يعنى لأناس مخصوصين ومعهودين، ناصبوا النبى العداءَ، وليست لكل الناس و«الـ» هنا لا تفيد العموم أو الاستغراق ولا تفيد الجنس بل تفيد العهد.

واستشهد المفتى بمسيرة الرسول والصحابة التى تؤكد على هذه المعانى والقواعد، منها عتابه لأسامة بن زيد عندما قتل رجلا محاربا نطق بالشهادتين ظنا منه أنه قالها خوفا؛ ما يبرهن على حرص النبى على تجنب إراقة الدماء.

واستكمل: «من حق الدول دفع الاعتداء عليها من الإرهابيين، ومحاربتهم ومكافحتهم بالوسائل الفكرية والأمنية؛ لأن هذه المجموعات الإرهابية افتأتت على حق الدولة واختصاصها فى هذا الأمر، ومنحت هذا الحق لنفسها زورا وبهتانا، ولم يكن فعلها دفاعا بل إجراما يجب أن يُجتث».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved