كندا تؤخر استقبال لاجئين سوريين لأسباب أمنية ولوجستية

آخر تحديث: الأربعاء 25 نوفمبر 2015 - 12:05 م بتوقيت القاهرة

أوتاوا - الفرنسية

أكدت كندا أنها لا تزال ملتزمة باستقبال 25 ألف لاجئ سوري لكنها ستوزع هذه العملية حتى نهاية فبراير لتؤخر بذلك مدة شهرين تنفيذ الوعد الانتخابي، الذي قطعه رئيس الوزراء الجديد جاستن ترودو وذلك لأسباب أمنية ولوجستية.

وستنظم كندا جسرا جويا اعتبارا من الأيام الأولى لشهر ديسمبر مع رحلات تشارتر وطائرات عسكرية بهدف نقل أول عشرة آلاف لاجئ سوري على أراضيها قبل نهاية كانون ديسمبر.

وأعلنت الحكومة الكندية أن هؤلاء اللاجئين متواجدون حاليا في الأردن ولبنان وتركيا.

وأوفدت الحكومة 500 موظف قنصلي إلى هذه الدول الثلاث المجاورة لسوريا للقيام باختيار السوريين بشكل مناسب. وتختار كندا الأشخاص الذين تريد استقبالهم بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين.

وقال رئيس الحكومة "لدينا مسؤولية استقبال أعداد أكبر من ضحايا الحرب"، معبرا عن أمله في أن "يتم الاعتراف مجددا بكندا كدولة سخية كما كانت على الدوام".

وفي أوج الحملة الانتخابية وبعد الجدل الذي أثارته صورة طفل سوري غريق في اليونان، تعهد ترودو باستقبال 25 ألف لاجئ سوري قبل نهاية السنة.

وأكد التزامه هذا بعد انتخابه في 19 أكتوبر، قبل أن يعيد النظر بعد اعتداءات 13 نوفمبر في باريس.

وبحسب المحققين الفرنسيين فإن اثنين من المهاجمين يرجح أنهما يحملان الجنسية السورية، ما دفع بالعديد من النواب الكنديين إلى دعوة ترودو للتروي.

وأفاد وزير الأمن العام، رالف غودال خلال مؤتمر صحفي، أن إرجاء وصول اللاجئين مرده إلى متطلبات صحية وخصوصا أمنية. وقال "إن الأمن والسلامة كانا على الدوام أهم أولوياتنا".

واللاجئون الـ25 ألفا، المزمع استقبالهم سيتم اختيارهم بحلول نهاية السنة على أساس عمليات التحقق الأمنية وتحقيقات أجهزة الاستخبارات، وسيخضعون لفحوصات طبية أيضا.

وتعتزم كندا إعطاء الأفضلية للعائلات والنساء اللواتي يواجهن أوضاعا صعبة. وأوضحت الحكومة أن مثليي الجنس من الرجال والعازبين المرافقين لعائلاتهم سيتم استقبالهم.

وعند وصولهم إلى كندا سيوزعون على كافة الأراضي. وبدأت عدة بلديات وجمعيات خيرية تحصي المساكن الشاغرة وتدعو السكان إلى تقديم هبات من الملابس لمساعدة اللاجئين الواصلين في أوج فصل الشتاء.

وأبدى الجيش الكندي استعداده لإيواء حوالى ستة آلاف شخص في قواعده في أونتاريو وكيبيك، كما أوضح وزير الدفاع هارجيت سجان.

وقال وزير الهجرة جون ماكالوم "لقد خلصنا إلى نتيجة أنه من أجل إنجاز هذه العملية بشكل جيد ومن أجل تأمين استقبال ملائم للاجئين وكل ما يحتاجونه، من المفضل إعطاء أنفسنا بعض الوقت الإضافي".

وتعتزم الحكومة الكندية استقبال المزيد من اللاجئين السوريين خلال سنة 2016، كما وعد لكن بدون إعطاء أرقام.

وبالإجمال تقدر الحكومة الكندية كلفة النقل ثم استيعاب هؤلاء اللاجئين بحوالي 678 مليون دولار كندي (478 مليون يورو).

وقد أوقعت الحرب التي تشهدها سوريا منذ 2011 أكثر من 250 ألف قتيل وتسببت بنزوح حوالي أربعة ملايين شخص. كما تسبب النزاع بأسوأ أزمة إنسانية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية مع وصول أكثر من 670 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر البحر في عام 2015.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved