صاحب «تاكسي المطرية» يقضي الليل بجوار رماد سيارته.. و«محلب» يفاجئه بالتعويض

آخر تحديث: الإثنين 26 يناير 2015 - 2:33 م بتوقيت القاهرة

مي زيادي

صورته التي حملت ملامح للقهر وسوء الحظ بفقد مصدر رزقه الوحيد كانت سببًا لأن يصبح محمود محمد عبدالعال (35 سنة)، صاحب «تاكسي المطرية المشتعل» من أشهر أيقونات الذكرى الرابعة لثورة يناير.

محمود الذي شارك في الثورة عام 2011، تفاجأ صباح اليوم التالي لذكرتها الرابعة، بأن صورته التي يقف فيها مفزوعا حزنا على حريق سيارته التاكسي، يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن العديد من المواطنين الذي لا يعرفونه بشكل شخصي بادروا بتجميع أموال لمساعدته، ولكن مفاجأته الكبرى كانت قرار رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، بتعويض محمود بتاكسي آخر.


الصدفة بألف ميعاد

محمود قرر أن يسمع لرأي زوجته بألا يعمل على التاكسي، يوم الأحد الموافق يوم الذكرى الرابعة للثورة، تحسبا لحدوث أي أعمال عنف أو اشتباكات قد يترتب عليها أن يفقد مصدر دخله الوحيد وهو «التاكسي»، فمحمود الذي يسكن بالمطرية، والذي يعمل على التاكسي لأكثر من 4 سنوات، كان قبلها يعمل بفرن عيش، قرر أن ينزل للشارع فقط ليضع سيارته في مكان آمن بعيدا عن الشارع الرئيسي، وبمجرد نزوله تصادف مرور مسيرة بالشارع واجهتها قوات الأمن باطلاق الغازات المسيلة للدموع، ووقعت اشتباكات ترتب على إثرها اشتعال السيارة التي تعمل بالأساس بالغاز مما أدى إلى سرعة تدميرها.

ويقول محمود: «صليت الظهر ونزلت أركن التاكسي في مكان آمن، كان في مسيرة معدية بشارع الحرية، فجأة لقيت غاز اتضرب ودخلت أجيب حاجة احطها على وشي من الغاز»، ويضيف: «مسافة ما طعلت لقيت العربية كلها مولعة.. أسطوانة الغاز ضربت».

محمود لم يوجه اللوم لأي جهة في فقد مصدر دخله الوحيد، ولم يفعل شيء سوى إنه قال: «فوضت أمري الله».

مشيرًا إلى أنه "لم يستطع الذهاب لبيته حتى لا يسبب أذى لأبنائه وزوجته وطفله حديث الولادة، وقرر أن يذهب لبيت شقيقته حتى يفكر كيف سيدبر أمره، وبعدها ظل طوال الليل جالسًا بجانب التاكسي يفكر ماذا سيفعل.

في انتظار مجلس الوزراء

صباح اليوم الاثنين، اليوم التالي لذكرى الثورة، عرف محمود من أهالي منطقة المطرية وجيرانه أنه صورته منتشرة بمواقع التواصل الاجتماعي، وأن بعض الأشخاص لا يربطهم به أي صلة بادروا بتجميع أموال لمساعدته، إلا أن المفاجأة الأكبر بالنسبة له كانت قرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب، بتعويض محمود بسيارة تاكسي جديدة.

محمود الذي تواصل مع مجلس الوزراء وأبلغوه بالحضور اليوم للمجلس في الساعة الثالثة من عصر اليوم، ثم أجلوها للخامسة مساء اليوم، يقول: «لسه مش عارف هستلم تاكسي جديد ولا هتكون إيه الإجراءات، ربنا يسهل والأمور تمشي كويس».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved