اختياران كلاهما مر: غلق وفتح محال وسط البلد فى ذكرى ثورة يناير الرابعة

آخر تحديث: الإثنين 26 يناير 2015 - 11:38 ص بتوقيت القاهرة

كتبت ــ نيفين كامل:

«مش هناخد أجازة يوم 25 يناير، مش هنخاف، وكمان هنشتغل طول اليوم»، كان هذا رأى محمد سيد، صاحب محل ملابس فى منطقة وسط البلد، لـ«الشروق»، أثناء جولة لها فى منطقة وسط البلد، قبل يومين من ذكرى ثورة 25 يناير. ويضيف سيد «وسنقدم عروضا جيدة كمان للناس، ده يوم احتفال ومش المفروض نخاف ونقعد فى البيت»، مشيرا إلى أن المبيعات ترتفع فى أيام الإجازات الرسمية بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10%.

الأيام الحالية تشهد تخفيضات فى الأسعار كبيرة نتيجة الأوكازيون، يقول سيد، والناس على علم بها، ولذلك لن تضيع فرصة يوم الإجازة «احنا فى عرض يوم مبيعات، فالسوق واقف أصلا ولا نحتمل أى يوم عطلة».

على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، اعتادت بعض المحال إغلاق أبوابها تحسبا لأى أعمال عنف أو شغب تتسبب لهم فى خسائر مادية، ولكن العام الجارى شهد إصرارا من بعض أصحاب المحال على الخروج عن القاعدة وفتح أبوابها للمستهلك، بينما واظب بعضهم على الإغلاق مع اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة.

«مُنينا بخسائر تصل إلى 30% خلال الربع الأخير من العام الماضى مقارنة بالعام السابق له، فغلاء الأسعار وارتفاع تكلفة المعيشة حالا دون إقبال الناس على الشراء ليكتفوا باحتياجاتهم الضرورية، فيما نرزح نحن تحت ضغط إيجارا شهريا لا تغطى المبيعات سوى نصفه»، يشكو جمال بكير، صاحب محل أحذية فى وسط البلد.

وعلى الرغم من انخفاض معدل التضخم خلال الشهرين الأخيرين، إلا أن الخبراء أرجعوا تباطؤه إلى كساد حركة المبيعات، وعدم اقبال الناس على الشراء.

سيد وبكير يمثلان شريحة كبيرة من المحال التجارية، لا سيما فى وسط البلد، التى قررت تحدى تخوفات أحداث يوم 25 يناير، واعتباره يوم عمل عادى، وفتح أبوابها أمام الجمهور.

ولكن هذا لا يمنع أن شريحة من أصحاب المحال قرروا تعطيل العمل فى 25 يناير، «نستغنى عن مكسب يوم أفضل من أن نتحمل خسائر بالألوف، وهذا ما حدث العام الماضى.. لقد تم تدمير زجاج المحل وسرقة بضاعة كلفتنا ما يقرب من 25 ألف جنيه»، يقول كمال زياد، صاحب محل سلع معمرة فى وسط البلد.

ويضيف «الناس تفضل أن المكوث فى منازلها فى هذا اليوم تفاديا لأى اضطرابات، وبالتالى فحجم المبيعات المتوقعة لا يستحق المجازفة»، مشيرا إلى أنه إذا كانت هناك فرصة لتحقيق مبيعات فى بعض القطاعات كالملابس، من المؤكد أن المستهلك لن يقرر اختيار شراء ثلاجة أو غسالة فى هذا اليوم.

ولم يكن بكير الوحيد الذى اختار تأمين نفسه وإغلاق محله بالأمس، بعض المتاجر التى يتنوع نشاطها بين ملابس وأحذية، فضلت «مبدأ السلامة»، بحسب قول عبدالمجيد، صاحب محل ملابس أطفال فى التحرير «العملية مش مستاهلة، الحال واقف كده كده، فلماذا المخاطرة؟».

مكاتب الصرافة أيضا، اختار بعضها الإغلاق، بينما فضل البعض الآخر استمرار العمل «ولكننا قمنا بحفظ جزء كبير من الأموال خارج الفرع تحسبا لأى أعمال شغب، وإذا احتجنا أكثر من المبلغ الموجود، سنتصل بصاحب المكتب لإرسال المطلوب».

«أكل العيش مر»، هذا ما يقوله أحمد سرى، ملخصا انقسام التجار حول قرار فتح المحال أو إغلاقها، «كلا القرارين مر وله سلبياته وإيجابياته، والتوفيق من عند ربنا».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved