أبو الفتوح:مسألة عودة مرسي إنتهت..وأرفض مصطلح الخروج الآمن للإخوان (2-2)

آخر تحديث: الجمعة 26 يوليه 2013 - 10:57 ص بتوقيت القاهرة
عماد الدين حسين وأحمد فتحي:

كشف الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، فى الجزء الثانى من حواره الموسع مع «الشروق» عن كواليس محاولة تشكيل مجلس معاون للرئيس المؤقت عدلى منصور عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسى، يتضمن ممثلى قوى سياسية فاعلة، إضافة لممثل واحد عن الجيش، لكن المحاولة انتهت سريعا ولم يكتب لها الخروج للحياة، قائلا: «تدخلت جهة ما لوقف هذا التشكيل».

وأكد أبو الفتوح أن هناك إدارة ظاهرة وأخرى خفية للبلاد «وهذا خطر على الدولة».

كما كشف عن لقاء جمعه بأحد قيادات الإخوان بعد الإطاحة بالدكتور محمد مرسى.. «لكن العند سيد الموقف، والإخوان لا يريدون التفاوض أو الحديث إلا بعد عودة مرسى»، مستدركا أن «التعامل مع حشد أنصار مرسى الآن بعدم اكتراث، سيكون خطرا على الوطن».

وحول خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال أبوالفتوح إن قرار الترشح يرجع إلى الحزب وأنه يتمنى الدفع بمرشح شاب.. وإلى نص الحوار:

 

● هل التقيت بالرئيس المؤقت عدلى منصور، وماذا جاء فى اللقاء؟

ــ عقب 30 يونيو، اتصل بى المستشار عدلى منصور لدعوتى لحضور اجتماع مع بعض الرموز السياسية، وشاركنا ليس رضا بالانقلاب، أو بخارطة الطريق، ولكنا تعاملنا مع سلطة الأمر الواقع، طالما أنها سلطة مدنية أو مطروح أنها سلطة مدنية حتى إذا كان الذى عينها هو قرار عسكرى، ولكن تعاملنا معها انقاذا للوطن ففى العمل السياسى نحن نتعامل مع كثير من الأطراف التى لا نوافق عليها.

 

● ومن شارك فى هذا الاجتماع، وما هى أجندته؟

ــ كان من اللقاءات العجيبة وكان معى الدكتور محمد البرادعى، وممثل حزب النور، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، والكاتبة سكينة فؤاد، واللواء ممدوح شاهين، ممثلا للجيش، وتم إبلاغى أن مندوبا عن حزب الحرية والعدالة وهو محمد طوسون سيكون موجودا، وذهبت حتى أرى، كيف سيتم التعامل على أرض الواقع، وكنت لا أعرف عدلى منصور ولكن سمعت عنه كل خير.

وأنا سألت المستشار عدلى منصور.. أنت جايبنا ليه؟، فرد عليّ قائلا: سوف أدير العمل الفترة المقبلة بهذه المجموعة؛ وبالتالى فأى شيء ستتم مناقشته هو الذى سأعمل به.. فقلت له اذن فنحن لن نأتى لتسمع رأينا فقط، ثم تقوم بفعل ما تريده، فعقب الرئيس قائلا: لا.

ثم أشار البرادعى إلى أنه: قبل الاجتماع تم إصدار إعلان دستورى بحل مجلس الشورى، وقرارا آخر بتعيين رئيس مخابرات جديد، وإن كان هذا وهذا تم فلما كان الاستعجال؟، فعقب الرئيس بمنتهى الاحترام قائلا: هذا صحيح.

وهذا الموقف للرئيس أكد عندى أنه كان ينوى بالفعل أن نساعده، وقلت له إننا تحت أمرك فى أى وقت، وكل ما نريده أن تسمع رأينا لأن أيدينا فى أرض الواقع «العجين»، والرجل بمنتهى التواضع، قال: أنا قاضٍ طول عمرى ولا أعرف الأوضاع، وما يهمنى وجودكم معى، وبدأنا نتحدث.

كما أكدت على نقطة أخرى مع الرئيس وقلت: نريدك أن تكون الإدارة الحقيقة ولا يوجد إدارة أخرى فى الخلفية.. بمعنى أن مرسى كان وراءه خيرت الشاطر، ونحن لا نريد صورتك وفى الخلف شخص آخر ــ وكنت أقصد بذلك الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، لكنى لم أذكر أسمه ــ وأضفت أننا لا نريد تكرار هذه الصورة، وإذا كانت الأمور كذلك يفضل أن تكون واضحة، لأن الدول لا تدار بهذه الأساليب.

وذهبت فى القول إلى أن رأيى أنه لو أن ما حدث هو إنقلاب عسكرى إنقاذا للوطن، فعلى العسكريين إدارة المسألة لمدة 3 شهور حتى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهذا طريق صريح وواضح.

 

● وما الذى أزعجكم فيما بعد؟

ــ تحدثنا مع الرئيس عن أنه فى خلال ساعات سوف يصدر إعلان دستورى، وقلت له لابد من مناقشة هذا الإعلان، فقال منصور: ولكن نحن مستعجلون، فقلت له «أرسله عبر الأيميل اليوم»، وبالإمكان الجلوس غدا لمناقشته، وبالفعل أرسل الإعلان الدستورى وأرسلنا رأينا فيه، وأضيفت مواد على المسودة الرسمية، وانتظرنا نناقشه لاحقا، لكن لم يحدث وصدر الإعلان، دون أن يتم الأخذ بملاحظاتنا كاملة بل بعض الملاحظات.

وأرسلنا أيضا رأينا على المسودة، ثم توقف كل شىء وكأن هناك جهة ما قررت إلغاء الاجتماع والآلية بدون علمنا، دون أن يتكلف أحد فى الرئاسة الاتصال بنا ليشكرنا، وكأنه كان مطلوبا أن نأتى لالتقاط صورة وإثبات موقف، كما أن ذلك تزامن مع وقوع «مجزرة الحرس الجمهورى».

 

● ما الانطباع الذى خرجت به من هذه التجربة؟

ــ ما حدث جعلنى أشعر أنه نفس الأسلوب الذى كانت تتم به إدارة الدولة فى عهد مرسى.. وأن هناك إدارة خفية وأخرى ظاهرة وهذا خطر على الدولة، فلابد أن تتم إدارة الدولة بشكل علنى، وأن تظهر الدولة الحقيقة وأن تمارس دورها حتى نستطيع محاسبتها.

 

● ألم تلتق مع الفريق السيسى فى الفترة الأخيرة؟

ــ حدث لقاء فى اليوم التالى لمهلة الـ 48 ساعة، وجرى حوارا معه شعرت خلاله أنه حريص على تماسك المؤسسة العسكرية لصالح الوطن وقلق.

 

● هل شعرت بأنهم يريدون البقاء فى الحكم؟

ــ أنا من أشد الناس انزعاجا فى هذه الوطن أن يتم المساس بالجيش، وأكثر ما يجرح الجيش هو أن نزج به فى الحياة السياسية، بل كنت من المشفقين عليه بعد الإعلان عن مهلة 48 ساعة.. لأنى شعرت أن الجيش يزج به فى الحياة السياسية.

فنحن لسنا فى حرب؛ كيف يتحدث القائد العام عن مهلة 48 ساعة.. هذا خطر على الوطن لخطورته على الجيش.

 

● وما هو خطورته؟

ــ الجيش أصبح مستهدفا بانهياره، والقوى الكارهة للجيش تسعى للزج به فى المشهد السياسى، وهذا هو الطريق لإضعافه، أو إشغاله وانهياره مثلما حدث فى العراق، والمحاولة الآن لانهيار الجيش السورى، ولم يبق جيش يدافع عن العروبة فى المنطقة إلا الجيش المصرى فلماذا لا يتم إنهاؤه حتى تبقى القوى العسكرية الوحيدة هى القوى العسكرية الصهيونية؟.

وأنا أقلق من قرب الجيش من الحياة السياسية لا لضعفه، أو عجزه عن إدارة المشهد السياسى ولكن لدوره الأسمى فى حماية البلاد.

 

● ألم تحاول جمع طرفى الصراع؟

ــ بذلنا محاولات فى هذا الصدد، ولابد من جلوس طرفى الصراع؛ ممثل عن الجيش وممثل عن مرسى، أو الرئيس السابق نفسه، وأنا فى خدمة الطرفين للوصول لحل.. أما أخذ المسألة بالعناد لا ينفع.

وعودة مرسى مسألة انتهت، ولا يجوز أن يشترط الطرف الآخر أنه لكى يتم التفاهم فلا بد من رجوع مرسى أولا، المسألة انتهت لست مؤيدا لما حدث لكن لابد من المحافظة على الإرادة الشعبية، وعلى جيشنا الذى زج به فى الحياة السياسية.

 

● الكلام الآن أن هناك آلية طرحها جهاد الحداد المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين، بمشاركة من الأوروبيين.. هل هذا مسار حل مجدٍ أم لا؟

ــ لدى حساسية من التدخل الأجنبى، وأنا أرفض هذه المسألة، وهذا ليس رفضا لخبرة أو رؤية لمن يريد مساندة مصر، ولكن يجب أن يدير قضية التفاوض، أطراف وطنية، وإذا ما تم قبولى لأكون طرف صلح بينهما لن أتردد.

 

● هل التقيت بأى طرف من الإخوان للوصول لحل؟

ــ بالفعل التقيت بأحد منهم ولكن لم نصل لشيء حتى الآن، والعناد موجود فلا يريدون التفاوض أو الحديث إلا بعد عودة مرسى، ثم إذا عاد مرسى نتفاوض.. لابد من الجلوس بدون شروط، والجلوس فى هدوء بعيدا عن الإعلام.

 

● ربما نستطيع الوصول لحل وسط، بمعنى أن تكون هناك صفقة، بحيث إذا لم يعد الرئيس السابق، يكون هناك خروج آمن للإخوان؟

ــ أنا ضد هذا الكلام، هذا كلام مستفز لأى طرف لو فشل كل الموجودين وفشل مرسى أن يقتص لدماء الشهداء ممن حكموا مصر 30 عاما وهو نظام مبارك ثم نظام مرسى فيكون ذلك عبث، لا يوجد شيء اسمه خروج آمن ولكن هناك خروج عادل، وكل من ارتكب جريمة قبل وبعد لابد أن يقدم لمحاكمة عادلة ويعطى للشعب المصرى حقه.. فإذا ما كان هناك أعضاء من الجماعة ارتكبوا أخطاء فلابد من محاكمتهم طبقا للقانون.نعم لابد أن يقدم الجميع للعدالة.

 

● على المستوى السياسى هناك عناد بين الطرفين، فكيف ترى الحشد والحشد المضاد للجماهير؟

ــ أنا لا أرى حشدا إلا حشدا لأنصار مرسى، لأن الحشد المضاد أنجز مهمته، وأعتقد أن التعامل مع حشد أنصار مرسى الآن بعدم اكتراث، سيكون خطرا على الوطن؛ لأن النظر إلى هذا الحشد أنه ينتظر إشارة ليرحل ويذهب لمنازلهم تكون نظرة خطرة على الوطن، كما أنه ليس البديل هو إراقة دماء هؤلاء؛ لأنها جريمة ولا أوافق على استخدام السلاح فى التظاهرات السلمية، كما لا أؤيد قطع الطرق والتعدى على المؤسسات الحكومية.

العمل السلمى لابد أن يأخذ مداه، وهذا حق الجميع؛ لأنه أحد مكتسبات ثورة يناير بداية من التعبير عن الرأى وانتهاء بالعصيان المدنى، لا يمكن أن يقبل الشعب قيام أى شخص أو جهة بالإطاحة بهذه المكتسبات خاصة بعد ثورة يناير، طالما لا يتضمن تعطيل لمرفق.

 

● وحق الجماعة فى تحريك مسيرات أمام وزارة الدفاع أو الحرس الجمهورى؟

ــ من حقهم التظاهر أمام أى منشأة، ولكن بشرط السلمية، فمثلا توفيق عكاشة تظاهر فى العديد من المرات أمام وزارة الدفاع، واعتصم ولا أحد اقترب من أنصاره بسبب سلميتهم، أنا رأيى الشخصى أن هناك مؤسستين لابد من الابتعاد عنهما؛ القضاء والجيش، ولابد من إبعادهما عن الحياة السياسية.

 

● بعد أحداث الحرس الجمهورى أصدر حزب مصر القوية بيانا بألا تزج الجماعة بشبابها حقنا للدماء، بينما أصدرت الجماعة بيانا وقالت إنها لو جلست فقط فى رابعة العدوية فلن تحقق أى هدف فما قولك؟

ــ حينما ذهب البعض للتظاهر أمام المحكمة الدستورية والقضاء العالى كنت ضد ذلك وطالبت أن تكون الاحتجاجات بعيدة تماما عن هذه المؤسسات القضائى والعسكرية، ولكن للأسف دائما ما يتم الزج بهما داخل الحياة السياسية.

 

● هناك اتهامات لحزب مصر القوية بأن مواقفه السياسية غير واضحة أو حاسمة، والإخوان يعتبرونكم ضحيتم بهم لصالح النظام الجديد، والآخير يعتبركم جزءا من الجماعة وحنينكم إليها دائم. فما ردك؟

ــ لا لبس أو غموض فى مواقفنا، ورؤيتنا دائما واضحة، ولكن فى ظل حالة الاستقطاب التى تعمقت، والتى رفضناها والتى كان طرف الأول فيها ــ الإخوان والأحزاب الإسلامية، من جهة وأحزاب الجبهة من جهة اخري ــ يوجهون نقدهم لنا؛ لأن كلا من الطرفين يرون أننا لابد أن نكون معهم، ونحن لسنا أعداء أو مناصرين لأى طرف على حساب طرف آخر، ولا حتى مع السلطة الآن، بالرغم من أن النظام القديم وضع بإرادة شعبية، والنظام الجديد وضع بقرار عسكرى، وجميع مواقفنا معلنة وصادرة فى بيانات واضحة، وفى حزبنا هناك صراع بين الآراء، ونطرح ما نعتقد أنه صحيح.

 

● تظاهر أعضاء الحزب مع جموع الشعب المصرى يوم 30 يونيو، ما موقفكم بعد هذا اليوم، ولما التعاطف من جانبكم مع الإخوان؟

ــ أنا ضد شيطنة الإخوان وضد شيطنة أى فصيل سياسى، وأى شخص من حقه أن يتعاطف مع أى فصيل سياسى، المهم ألا يتعاطف مع الصهاينة.

 

● هل أحداث الحرس الجمهورى جعلت الكفة تميل للإخوان؟

ــ حتما لأن الشعب المصرى يكره الدم، وإراقة الدم فى محمد محمود وماسبيرو، أدت إلى الغضب الشعبى ضد المجلس العسكرى، وقد انتقدت ما حدث أمام الحرس الجمهورى أيا كان من أراق الدماء سواء الإخوان أو العسكر.

 

● هل أخطأ الإخوان بذهابهم إلى هناك؟

ــ أنا ضد المتاجرة بالدم ولا أحب التحدث عن النوايا ولكن هذا الفعل فيه قصور فى إدارة المشهد السياسى من الطرف الآخر.

 

ومن المسئول عن إراقة الماء؟

ــ بالطبع من أطلق النيران على المتظاهرين سلميا. وأعلنت هذا بعد المعلومات التى أتت من أطباء الإغاثة فى صباح يوم الحادث، ورفضت التحدث إلا بعد توافر جميع المعلومات، بأن المسالة بدأت دون استفزاز وأنه ليس هناك أى عدوان على الحرس الجمهورى، ولكن كانت هناك مشاكسة من الشرطة نفسها، ثم اشتبكت الشرطة والمتظاهرين، أعقبها إطلاق نيران ورصاص حى من الحرس الجمهورى.

وأتمنى أن يكون التحقيق نزيها، ولا يتم الاعتماد على تقارير جهاز أمن الدولة المضروبة، وهو الجهاز الذى عاد مرة أخرى، نحن لا نعبث بدماء المصريين، أيا كانت انتماءاتهم.

 

● لماذا قلت فى تغريدة أخيرة لك أن ثورة 25 يناير تتعرض لخطر شديد و«ارتداد مريب» لنظام مبارك؟

ــ شواهد ذلك هى عودة ضباط أمن الدولة الذين أبعدتهم ثورة يناير، فقد عادوا مرة أخرى وهذا يحمل خطرا شديدا، ومنع القنوات الفضائية بدون إذن قضائى، فضلا عن وجود رقابة قوية الآن على القنوات التى تعمل، ومنع بعض الكتاب من الكتابة فى الصحف، والاعتقالات التى يتم تغطيتها بقرارات من النيابة العامة لأعداد كبيرة، وتعرض بعض المعتقلين للتعذيب فى مقار الشرطة واختيار بعض رموز نظام مبارك فى الحكومة الجديدة.

 

● كيف لتنظيم مثل الإخوان وصل إلى سدة الحكم، وبعد أقل من عام تبخر الحلم وأصبح له معارضة شعبية غير مسبوقة؟

ــ هذا بسبب سوء أداء مرسى، وبسبب أنه تم التآمر عليه من النظام القديم ومن الخارج، ولو كان أتى أى رئيس آخر كان سيتم التآمر عليه، لأن الهدف الرئيسى هو حرمان مصر من الديمقراطية وإعاقة مسيرة التحول الديمقراطى.

 

● وهل هذا يرجع لقلة خبرة؟

ــ بالطبع يرجع لقله الخبرة.. ما يتميز به أى رئيس أن يكون لديه قوة، وأى شخص آتى للحكم سيكون لديه قلة خبرة، من منا كان رئيسا قبل ذلك، أو حتى سمح له بهذا، لكن مرسى وقع فى أكبر خطيئة وهى أنه ضحى بالالتفاف الشعبى، واكتفى بالالتفاف التنظيمي؛ لأن أكبر قوة يتمتع بها أى رئيس منتخب هو أن يكون شعبه خلفه دائما حتى يواجه كل هذه المؤامرات، هو واجه هذه المؤامرات بتنظيمه، مثلما فعل فى أحداث الاتحادية.

 

● هل فوجئت بهذا المستوى المتدنى من أداء مرسى؟

ــ لا.. لم أفاجأ وفى 2007 قلت إن الإخوان لا يجب أن يزجوا بأنفسهم فى الحياة السياسية هم أو أى جماعة إسلامية، وعليهم أن يكتفوا بالدعوة والتربية سواء التجمع السلفى أو الجماعة الإسلامية أو الإخوان، هذا على المستوى المؤسسات، أما على مستوى الأفراد فمن حقهم المشاركة فى الحياة السياسية أو الدخول فى أحزاب، لأن وظيفة التربية والدعوة عمل مهم والعمل الحزبى أيضا مهم، وكان لابد من الفصل بين العمل التربوى، أو الدعوى وبين العمل الحزبي؛ لأن الخلط بينهما كارثة حقيقية.

 

● هناك مطالبات بحل جماعة الإخوان وأن تظل جمعية دعوية وأن يكون لديها حزب يتم محاسبته.. ما رأيك؟

ــ هذا ما ناديت به من وقت طويل، فيجب عدم الخلط أو السماح قانونا بالخلط بين الدعوة والحزب، الجماعة منذ أيام حسن البنا اسمها جماعة.

 

● هل الإخوان أساءوا للإسلام خلال وجودهم فى الحكم؟

ــ كل من خلط العمل الدعوى بالحزبى أساء للإسلام؛ لأن العمل الحزبى أو السياسى هو عمل بشرى يستلهم القيم والمبادئ ومقاصد الشريعة الإسلامية فى إدارته للأمور، لكن لا يصدر فى خلفياته وشعاراته الدين لأنه إذا فشل يحسب فشله على الدين، وفى نفس الوقت إذا نجح لن يفيد الدين كثيرا.

 

● هل الصراع، الدائر منذ فترة فى الشارع المصرى، صراع دينى أم سياسى؟

ــ لا.. بالطبع هو صراع سياسى، ليس صراعا دينيا، ومحاولة أدلجته للأسف من بعض الأطراف السياسية، خطر على الوطن، ومن وضع النزعة الطائفية فى 30 يونيو كاد يؤكد على أنه صراع دينى.

 

● وماذا عن الحملة التى شنت ضدك فى الفترة الأخيرة فبرغم أن جميع مواقفك مضادة للإخوان إلا أن البعض يعتبرك ما زالت إخوانيا؟

أنا لا أُبتز، وهناك قذف إعلامى وسياسى من جبهة الإنقاذ بأننى ظهير صحراوى للإخوان، فضلا عن أن الجماعة نفسها تهاجمنا، بأننا أصبحنا فى جبهة الإنقاذ وأننا علمانيون، وأنا أرى ما يرضى ربنا وضميرى وخلاص.. والمؤسف استخدام الانحطاط الأخلاقى فى الاختلاف السياسى لكن أن يرفض أى شخص هذا الرأى فهذا ليس عيبا.

 

● ألا يستدعى ما حدث لجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة طوال فترة مرسى، تقييما حقيقيا؟

ــ أنا أتحدث عن كل الأطراف المؤثرة فى الحياة السياسية؛ من النور أو الإخوان أو الجماعة الإسلامية، التى سعدت بأنها تركت العنف وأصبحت تعمل فى الحياة السياسية، ومعهم أيضا الكنيسة أو الأطراف السياسية الأخرى مثل جبهة الإنقاذ التى ارتكبت خطيئة حين تنادت على الجيش قبل 30 يونيو.. فكيف تفعل هذا وأنت رجل سياسى، فالأولى أن تعمل على أرض الواقع وفى الشارع، لكنهم أرادوا الإطاحة سريعا بالنظام!.

 

● كل الأحزاب ابتعدت عن الشارع، الجبهة لم تحشد ولكن الشباب الغاضب الثورى هو الذى حشد.. ماذا ينبغى على الإخوان أن يفعلوه الآن؟

ــ ما زالت أوجه نصيحتى لهم ولغيرهم أن يراجعوا أنفسهم فى مسألة الخلط بين الدعوى والحزبى.

 

● هل هم مؤهلون لهذا؟

ــ استمرارهم فى هذا سيكون خطرا عليهم وعلى الوطن، ولابد من مراجعة أدائهم الذى كانت تغيب عنه المشاركة؛ وإشراك الآخرين على أساس الكفاءة والوضوح فى إدارة المشهد السياسى سواء وهم داخل أو خارج السلطة، أنا أنظر لأى فصيل سياسى باعتبار أنه مكسب للوطن، وأنه لا يجوز لأى فصيل أن يضحى بالوطن، والجميع لابد أن يراجع أخطاءه ويؤدى أداء مناسبا أفضل من خطاب الكراهية والإقصاء، كل هذا خطر على الوطن.

 

● اتهم مرسى بأنه أقصى المعارضة والآن تتهم هذه المعارضة بإقصاء الإسلاميين.. كيف ترى الأمر؟

ــ لا يجب معالجة الخطأ بالخطأ.

 

● جماعة الإخوان حذرت فى بيان لها من إنجرار مصر إلى حرب أهلية.. هل توافقها؟

ــ البلاد لن تدخل فى حرب أهلية، ولكن إراقة دم مصرى واحد هذا شيء يزعج المصريين.

 

● كانت هناك مخاوف كثيرة من أن الأخوان حاولوا تغيير هوية البلاد وصبغها صبغة دينية فقط.. فما رأيك؟

ــ أعتقد أن هذا من القذف الذى وجه لهم، وأتصور أن قدر الإنحلال زاد فى عهد الإخوان، «فممارسة الأونطة» فى إدارة الأوطان خطأ.. سمعت عن إحصائية عن ان نسبة الحجاب فى المدارس قلت إلى 40%، وبالتالى من الصعوبة أن نتحدث عن تغيير هوية شعب، ولو الأمر بهذه السهولة، لنجح مبارك فى تغيير هوية البلاد.

 

● هناك من يرى أن ما حدث فى مصلحة حزبكم ليجذب شباب الإخوان إليه.. كيف ترى ذلك؟

ــ نحن لا نعمل على مصائب الآخرين ولكن نعرف أننا حزب جدى، وأننا نطرح رؤى وأفكارا تشكل الفكر الرئيسى فى مصر.. نحن إمكانيتنا متواضعة ويشرفنا أن نعكس فى آرائنا مع يتوافق مع توجهات جموع الشعب المصرى.

 

● هل بالغ الإخوان فى الاعتماد على الأمريكان؟

ــ الهيمنة الأمريكية على القرار الإستراتيجى المصرى موجودة حتى هذه اللحظة، ومعناها أننا لن نحقق ما هدفت إليه الثورة، ولم نحقق التحرر من الهيمنة الأمريكية التى جعلت بعض السياسيين يفتخرون بمقابلتهم مع كاترين أشتون ووليام بيرينز.

 

● ما تأثير سقوط الإخوان على مستقبل الإسلام السياسي؟

ــ لا يوجد مايسمى بالإسلام السياسى، هذا تعبير قاله الأستاذ محمد حسنين هيكل، وأنا ارى ان الموجود هو الإسلام الحضارى.. وسوء إدارة تنظيم الإخوان للبلد سيكون له تأثير سلبى على الإخوان.

 

● هل تنوى الترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

ــ أتمنى أن يدفع الحزب بمرشح شاب كما أعلنت من قبل، وفى النهاية القرار يرجع إلى الحزب.

 

أبو الفتوح في حوار موسع مع «الشروق»: مرسي فشل هو وتنظيمه (1-2)

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved