بالصور: «عصابة البهجة».. سلاحها الكتب والورود والبلالين.. وأحد ضحاياها: فاجأتني بكتاب أحبه

آخر تحديث: الأحد 26 يوليه 2015 - 7:15 م بتوقيت القاهرة

أسماء مصطفى

«كمين.. ضحية.. عصابة»، كلمات تقرأها هنا في سياق مختلف تمامًا عما اعتدته في الصحف والمواقع الإخبارية، فالعصابة هنا هي «عصابة البهجة، والكمين "يتسلح بالكتب"، الورود أو البلالين في انتظار ضحيته».

«الشروق» رافقت «عصابة البهجة» في كمين شارع المعز لدين الله الفاطمي بالحسين، مساء الجمعة.

«نورا»، أخصائية اجتماعية بأحد المستشفيات، كانت «ضحية» لعصابة البهجة، فيما قبل، لكن الآن هي عضو فيها، تقول لـ«الشروق»: «حين فاجئتني العصابة بكتاب أحبه شعرت بساعدة بالغة، فقررت أن أنقل السعادة للناس، وبالفعل بدأت في مشاركتهم بمعظم فاعليتهم داخل القاهرة».

وقالت «نورا»، «لم أكن أتوقع كل هذا التفاعل من الناس»، مضيفة «التفاعل في المناطق الشعبية أكثر كثيرًا، ربما يرجع ذلك لتواجد الكثير من الأطفال بالشوارع، والناس عموما تستقبلنا بترحاب شديد، إلا مرة وحيدة في العباسية كان البعض يشعر بالقلق في البداية، بعدها شعروا بالأمان تجاهنا، وأندمجوا في المرح، حتى أن السيدات أمام البيوت تسارعن على التصوير بالبالونات واللعب بها بملامح تكسوها البهجة».

وتضيف أن «المصاعب الوحيدة التي تواجهها هي ضيق وقتها بحكم التزامها بالعمل؛ لأن يوم الفاعلية يحتاج تفرغا كاملا للتجهيزات وإعداد البلالين قبل توزيعها، لكن النتيجة تكون كفيلة بنسيان الجهد المبذول، فـ"أنا ببقى مبسوطة أكتر من الناس».

صاحب إحدى دور النشر، أشرف عويس، وأحد أفراد العصابة قال: «مهنتي تتيح لي الكثير لفعله لإسعاد الناس، لكن دائما الأفكار البسيطة تنتشر أسرع وتدوم، الناس ببساطة عايزة تفرح، والفكرة ليست حكرا لأحد، أي شخص بإمكانه تنفيذ كمائن بهجة بمفرده دون ابلاغنا حتى».

أما شيماء، مُدرسة لغة فرنسية للمرحلة الابتدائية، تشارك العصابة للمرة الأولى، تقول: «تحمست جدا للفكرة عندما أخبرتني إحدى الصديقات المشاركات في الفاعليات من قبل، أعتقد أن فكرة أن أحدهم يفكر في إسعاد غيره دون سابق معرفة فكرة مُلهمة، أنا شخصيا سأشعر بسعادة بالغة لو أن أحدهم قرر مفاجأتي بنفس الطريقة».

«شيماء»، شاركت في التجهيزات، في أحد فنادق وسط البلد، يتجمع حوالي 20 شابا وفتاة مؤديين مهاما محددة ومقسمة بشكل واضح، فريق «ينفخ البلالين»، وآخر يثبتها في عصي رفيعة، وآخرون يحملون غزل البنات.

أما محمد طاهر، صاحب الفكرة، الذي يعمل صحفيًا يقول: إن «العمل في الصحافة يغذي الإحساس بالناس، وأوقات كصحفيين نواجه الكثير من الحالات الإنسانية، ونقف مكتوفي الأيدي أمامها، ففكرت في طرق بسيطة لنشر السعادة ومساعدة الناس على الشعور بأنهم ليسوا وحيدين في هذه الحياة بعيدا عن صفتي الصحفية».

ويحكي «طاهر»، عن بداية الفكرة، فيقول: «كنت أستقل أحد المواصلات العامة وأقرأ كتابا أثناء الطريق ولاحظت أن الفتاة التي تجلس بجواري منتبهة لما أقرأ، فببساطة أعطيتها الكتاب دون كلمة واحدة فابتسمت، ويومها قررت تكرار ذلك كثيرا، وكتبت الموقف على صفحتي الشخصية على "فيس بوك"، وتابعت التعليقات وتواصلت معهم».

ويستكمل: «كانت البداية بالكتب، لكن إحدى المرات كنت أسير في الشارع حاملا بالونات فالأطفال أبدوا رغبتهم فيها، ولما وزعت البلالين ورأيت الفرحة على وجوههم قررت أزود العدد المرة القادمة لإسعاد أكبر عدد ممكن من الأطفال، ونفس التفاصيل تكررت مع فكرة غزل البنات».

أما عن أعظم رد فعل، قال «طاهر»، «كان رد فعل فتاة ضحية كمين اتفاجئت لدرجة أنها نزلت تحت كرسي، ولما تمالكت نفسها وقفت مرة أخرى وهي تضحك وتبكي في الوقت نفسه، وأيضا شاب آخر لا أعرفه، لاحظت من خلال حسابه على "فيس بوك" أنه في حالة نفسية سيئة، فتواصت مع أخيه الكبير وانتظرناه أمام منزله، لكن والدته لم تكن على ثقة كاملة بما سيحدث فقررت النزول معه، وقالت: "هو كان يائس من الحياة، انتوا جيتوا في الوقت المناسب"».

وعن أهداف عصابة البهجة القادمة، يقول: «أفكر في إعلان عصابة البهجة جمعية أهلية موثقة قانونيًا؛ لأن أهدافي القادمة ربما تحتاج قليل من التواصل مع جهات رسمية وتراخيص، مثل جنود الجيش في المناطق الخطرة».

ولفت إلى أنهم يعملون من شهر إبريل الماضي، وأقمنا 12 فاعلية، ولم نضطر لأي تراخيص أو تصريحات، على العكس، مرة صادفتنا سيارة شرطة تحمل عددًا من الضباط فوزعنا بالونات عليهم وأبدوا سعادة بالغة، مضيفا «أنا واثق إن إحنا أدوات ربنا بيحركها عشان تساعد وتسعد ناس تانية».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved