شريف عبد القادر يكتب: ميدالية ريو «لها ألف أب».. والفشل «لقيط مجهول النسب»

آخر تحديث: الجمعة 26 أغسطس 2016 - 8:43 م بتوقيت القاهرة

 

**برونزيتى ايهاب وسارة صدفة حالفها التوفيق... ميدالية هداية تم التخطيط لها... ونتائج منتخب اليد ومحيلبه وبكر والجزيرى فشل ادارى وفنى

**"نتوقع المنافسة على "ميدالية" كلمة "مطاطة" يستخدمها مسئولى الاتحادات للهروب من مسئولية الاخفاق امام جمعيات عمومية مسلوبة الارادة

* من المسئول... الوزير ام اللجنة الاولمبية ام الاتحادات "سؤال ننتظر الاجابة عليه منذ فضية رشوان فى لوس انجلوس 1984 .

** اهدار المال العام اتهام موسمى كل اربع سنوات بلا مستندات تدعمه

**الاعلان عن صرف 13 مليون دولار على اعداد 120 لاعب للوصول الى ريو دى جانيرو زاد من طموح المصريين بالحصول على 20 ميدالية اولمبية

**بريطانيا صرفت 384 مليون جنيه استرلينى لتحصل على المركز الثانى ب 67 ميدالية متنوعه... والكندية اريكا وايبى عادت بذهبيتها الى مونتريال بدون مسئول

** المشاركة باكبر بعثة فى تاريخنا الاولمبى بهدف دعم مصر سياسيا واقتصاديا وسياحيا وامنيا رسالة ايجابية... وعلم حماده وتصرف الشهابى رسالة سلبية

**مشروع البطل الاولمبى حلم جميل... حولته المحسوبية والشلالية والمجاملات ولعبة المصالح الى وهم كبير

**سؤالى فى المؤتمر الصحفى للوزير واللجنة الاولمبية والاتحادات... ماذا عن خطط الاعداد لطوكيو 2020

 

فارق كبير عزيزى المواطن المصرى ، بين من يتأهل للاولمبياد كبطل للعالم او مصنف عالميا وبين من يتأهل كبطل للقارة الافريقية او من حقق رقم التأهل ، او من يسافر ببطاقة دعوة .

فارق كبير ان تذهب الى الاولمبياد ومخطط لك الحصول على عدد محدد من الميداليات ، وان تذهب بوعد "مطاط "، نتوقع المنافسة على ميدالية .

فارق كبير ان تصرف مصر 13 مليون دولار على اعداد 120 لاعب تعلم ان 90 % منهم حضروا بحثا عن تمثيل مشرف ، وان تصرف بريطانيا 384 مليون جنيه استرالينى لتحصل على المركز الثانى ب 67 ميدالية اولمبية متنوعة خطط لها منذ اتلانتا 1996 .

فارق كبير ان ينتظر المسئول حصول لاعب على ميدالية للظهور فى الصورة كأب شرعى للتتويج وبين ان يختفى عن المشهد عقب الفشل وكانه " لقيط مجهول النسب ".

فارق كبير ان يحاسب المسئول عن الاخفاق على صفحات الجرائد وعبر الفضائيات دون محاسبته من لجان فنية محايدة ، وبين ان تطلب الحكومة الصينية من الاعلام عدم التحدث عن الاخفاق فى ريو وان هناك لجان ستحاسب المسئولين عن تراجع النتائج واحتلال المركز الثالث برصيد 70 ميدالية اولمبية .

فارق كبير ان يتم توجيه الصرف المادى على 24 لعبه فتكون المحصلة ثلاث برونزيات فى لعبتين فقط ، وبين جاميكا التى تركز على سباقات العدو للمسافات القصيرة وتحقق 11 ميدالية متنوعة .

 

 

 

  

بالفعل الفارق كبير ، بين من يخطط باسلوب علمى وفنى طويل المدى هدفا للصالح العام والوصول الى منصة التتويج فى العرس الاولمبى ، وبين اتحادات شاخ مسئوليها فى مقاعدهم ، رغم بند الثمانى سنوات الذى افشله " المحلل " ، وبفعل انتخابات هزلية لا تفرز الاصلح دائما ، يصوت فيها جمعيات عمومية عرف اغلبها بعمومية "الكباب والكفته " يبحث اعضائها عن مصلحة شخصية يمنحها المجلس المنتخب ،برئاسة اوعضوية لجنة او منطقة او سفرية .

فحين تسأل رئيس اتحاد او عضو مجلس ادارة قبل الاولمبياد ما هو عدد الميداليات التى ستنافسون عليها ؟ يأتى الرد سريعا ودون تفكير، نتوقع المنافسة على المراكز من 4 الى 8 ولو حالفنا التوفيق سنحصل على ميدالية ، وهو ما يؤكد غياب التخطيط وفق اهداف محدده ومعايير فنية وعلمية مسبقة فى اغلب الاتحادات الرياضية ، والبحث عن مصلحة شخصية وشو اعلامى بالظهور مع لاعب حقق بطولة او لقب او ميدالية ، وهنا يحضرنى قصة اللاعبة الكندية اريكا وايبى الحاصلة على ذهبية وزن 75 كجم فى المصارعة ، والتى قادتها " الصدفة والفهلوة " للجلوس بجوارى على الطائرة فى رحلة العودة من ريو دى جانيرو الى ساو بالولو ، وسالتها " فين رئيس البعثة ؟ قالت سافر ، وفين رئيس الاتحاد ؟ قالت هى سافرت ، وفين مدربك او باقى زملائك ؟ قالت جزء منهم عاد الى كندا والباقى سيلحق بى على طائرة اخرى ، سألتها هل تم الاحتفال بك ؟ قالت زملائى احتفلو بى فى القرية الاولمبية ، والاعلام الكندى اهتم كثيرا بذهبيتى ، وهل سينتظرك مسئول فى المطار ؟ قالت اعتقد لا ، اقاربى فقط ، وماذا عن المكأفأة المادية ؟ قالت هذا الامر لا يشغلنى انا سعيده بميداليتى الاولمبية فقط ، وهذه القصة اهديها لهواة الشو الاعلامى .

 

 

 

 

 

وبالعودة الى منافسات ريو دى جانيرو ، كانت التوقعات كلها تشير الى المنافسة على 8 ميداليات تقريبا ، حسبما قال وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز ورئيس اللجنة الاولمبية هشام حطب ، وقبل انطلاق الاولمبياد فقدنا ميدالية مضمونه باستبعاد ايهاب عبد الرحمن بطل رمى الرمح بسبب المنشطات ، وميدالية متوقعه لمصطفى الجمل بطل المطرقة بسبب الاصابة ، ومع انطلاق الاولمبياد حصلنا على برونزيتى رفع الاثقال لسارة سمير فى وزن 69 كجم ومحمد ايهاب فى وزن 75 كجم ، ثم فقدنا ميدالية " الرامى" عزمى محيلبة المصنف ثالث عالميا بعدم تأهله الى الدور النهائى وتحقيقه المركز ال 11 فى منافسات الاسكيت ، وضاعت ميدالية ثانية باخفاق الملاكم المخضرم حسام بكر المصنف ثالث عالميا فى الوصول الى الدور نصف النهائى بخسارته فى دور الثمانية امام ملاكم مكسيكى مغمور ليهدر اسهل فرصة للتتويج فى ريو بعدما جنبته القرعة مواجهة ابطال العالم فى الادوار الاولى بمواجهة بطل موريشيوس فى دور ال 32 ومواجهة بطل الكاميرون فى دور ال 16 ثم المكسيكى فى دور الثمانية ، ثم جاءت ميدالية البطلة هدايه ملاك "من السماء" ، وهى الميدالية الوحيدة التى خطط لها وتم تحقيقها وكانت لديها فرصة مؤكدة للمنافسة على الميدالية الذهبية لولا الحرص الزائد من مدربها الاسبانى فى مباراة الدور قبل النهائى التى خسرتها بالنقطة الذهبية امام بطلة اسبانيا .

 

 

وتنافس ثلاث لاعبين على الميدالية الثامنة "المتوقعه" ، وهم رمضان درويش فى الجودو والذى ودع المنافسات من دور ال 16 ، وشيماء خلف التى حلت رابعة فى منافسات الوزن المفتوح لرفع الاثقال ، واخيرا عمر الجزيرى الذى جاء فى المركز ال 23 فى منافسات الخماسى الحديث ، وحاول من بعيد علاء ابو القاسم صاحب فضية لندن فى منافسات السلاح ، والذى كان بعيدا عن الترشيحات الا ان فوزه فى دور ال 32 على بطل التشيك ذاد من توقعنا بحصوله على ميدالية الا انه خسر فى دور ال16 امام بطل ايطاليا .

والمؤكد ان هناك لاعبون ذهبوا الى ريو وعادوا الى القاهرة ولم نشعر بهم ، وباتت جملة ، "ودع اللاعب او المنتخب المصرى منافسات ..... " هى الجملة التى تتصدر الرسالة اليومية من ريو ، وجاءت نتائج بعض اللاعبين مخيبة جدا وفى مراكز متأخرة غير متوقعه ، خاصة فى الخماسى الحديث والعاب القوى والجودو والسلاح والملاكمة والمصارعة والسباحة ، ، ونتائج متوقه كالكرة الشاطئية والدراجات والتجديف والشراع والقوس والسهم وتنس الطاولة والجمباز الفنى .

والحديث عن منتخب كرة اليد بطل افريقيا يطول ، فكنا نظن انه احد المنتخبات المرشحة للوصول الى دور الثمانية على الاقل ، ولكنه اهدر كل الفرص التى اتيحت له ، بنتائجه المخيبة للامال والخسارة فى ثلاث مباريات وفوز وحيد وتعادل وحيد ، بدأت بالخسارة امام سلوفنيا بفارق هدف فى الثوانى الاخيرة ثم الفوز على السويد بفارق هدف فى الثوانى الاخيرة ، ثم الخسارة الساحقة امام بولندا ، ثم تعادل مع البرازيل بعدما كان متقدما حتى قبل النهاية بفارق هدفين ، ولاحت له فرصتين للتأهل فى حال فوزه على المانيا فى اخر مبارياته بعد خسارة بولندا امام سلوفينا وخسارة البرازيل امام السويد اضعف منتخبات المجموعة ، الا ان لاعبينا وجهازهم الفنى فرطوا فى الفرصة بالخسارة امام المانيا 25 / 33 .

اما منتخب الطائرة بطل افريقيا ايضا ، جاء حضوره الى ريو بمنطق "ليس فى الامكان ابدع مما كان " .

وهناك لعبات حقق فيها لاعبونا مراكز متقدمه كالرامية عفاف الهدهد التى حققت المركز الخامس فى منافسات 10 م مسدس هواء ، وزميلها احمد قمر المركز الخامس فى "الحفرة terip " ،وشيماء خلف فى منافسات الوزن المفتوح لرفع الاثقال بتحقيقها المركز الرابع ، وزميلها رجب عبد الحى الذى حل خامسا فى منافسات وزن 95 كجم ، اضافة الى السباحة فريدة عثمان التى حلت فى المركز ال 12 لمنافسات 100 متر فراشة ، وزميلها مروان القماش الذى حل فى المركز ال 16 لمنافسات 400 متر حرة برقم عربى وافريقى جديد .

 

 

وبعيدا عن حملة الهجوم المبرر الى حد كبير ، والتى يتعرض لها المسئولين عن الرياضة المصرية حاليا ، فيما يشبه الاوكازيون الذى يتم كل اربع سنوات عقب كل اخفاق او فشل فى دورة اولمبية ، والتى اعتقد انه لا طائل من ورائها سوى مزيدا من الاخفاق والفشل ، طالما اننا لم نرد على السؤال الذى تبدو اجابته صعبة منذ فضية محمد على رشوان فى منافسات الجودو باولمبياد لوس انجلوس 1984 ، من المسئول عن هذا الاخفاق ؟، هل هو الوزير المختص ام اللجنة الاولمبية التى اكد لى رئيسها هشام حطب ان دورها تنسيقى ادارى فقط ، وهو ما اكده لنا حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد ، ام المسئول هو الاتحادات الرياضية التى يتمنى المسئولين فيها تأخر صدور قانون الرياضة الجديد حتى يتم التمديد لهم فى مواقعهم سنة جديدة . والسؤال الاهم من المنوط به محاسبة الاتحادات الفاشلة ؟ هل هو مجلس النواب الذى قال لى احد اعضاء وفده ان حضورهم الى ريو بهدف مؤازرة اللاعبين فقط ، ام كما قال لى حسن مصطفى ايضا ، ان المسئول عن محاسبة الاتحادات هم اعضاء الجمعية العمومية ، ولكن ردى عليك يا دكتور ، كيف لجمعيات عمومية مسلوبة الارادة ان تحاسب مجالس ادارات انتخبتم اغلبهم ، ب "اكلة كباب وكفته" .

بالفعل كنا مع الدعوة لايصال رسالة للعالم ، انه فى ظل الظروف التى نمر بها بعد ثورتين وازمة اقتصادية وتأثر السياحة بالارهاب الذى نحاربه فى سيناء ، جاء تأهلنا الى ريو باكبر بعثة رياضية فى تاريخ مشاركتنا الاولمبية ، ولكن جزء من الرسالة جاء سلبيا بالنتائج المخيبة للامال ، وعلم حماده طلعت فى الافتتاح ، وسوء تصرف اسلام الشهابى ، وهو التصرف الذى اثر سلبا على نتيجة التصويت لاية مدنى فى انتخابات لجنة شؤون اللاعبين باللجنة الاولمبية الدولية كما اكد لى مسئول بالبعثة .

واخيرا .. حتى لا نظل نبكى على اللبن المسكوب ، سؤالى الى وزير الشباب والرياضة والمسئولين فى اللجنة الاولمبية ورؤساء الاتحادات فى المؤتمر الصحفى الذى اعلن عن انعقاده الاسبوع الحالى ، ما هى خططكم لطوكيو 2020 ، وهل سيظل الهواه ورافعى شعار انا اعمل متطوع هم من يديرون العمل الرياضى الاحترافى ، وهم المسئولون عن مشروع البطل الاولمبى الذى افسدته المحسوبية والشلالية والمجاملات .

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved