بالصور.. «بوابة الشروق» تبحث عن إجابة السؤال الصعب: كم عدد ضحايا فض رابعة؟

آخر تحديث: الأحد 27 أكتوبر 2013 - 5:29 م بتوقيت القاهرة
كتب - محمد أبو الغيط وإيناس عبد الله

بعد أكثر من شهرين على فض اعتصام رابعة ما زالت تتضارب الأرقام التي تحاول إحصاء عدد من سقطوا في الفض نفسه، أو من سقطوا في الأحداث التابعة له.

«بوابة الشروق» ترصد البيانات المنشورة في كل المصادر المتاحة، ومنها بيانات الإخوان، والبيانات الرسمية من وزارة الصحة، وبيانات وثقها حقوقيون ومستقلون، وتبحث عن تفسير للتناقض بينها.

وزارة الصحة: 333 قتيلا مدني و7 ضباط سقطوا في رابعة

أعلنت وزارة الصحة المصرية رسميًّا يوم 15 أغسطس، بعد يوم واحد من الفض، سقوط 638 قتيلا و3994 مصابًا على مستوى الجمهورية كلها، منهم 288 سقطوا في رابعة.
لم تعلن الوزارة أي إحصاءات أخرى بعد ذلك الوقت، وترددت أنباء غير مؤكدة عن نقل مسؤولية الإعلان من وزارة الصحة إلى رئاسة الوزراء.

أول إعلان رسمي جديد عن حصيلة الضحايا ظهر يوم الجمعة 13 سبتمبر، بعد شهر من الفض، على لسان هشام عبد الحميد، المتحدث الرسمي باسم مصلحة الطب الشرعي ومدير عام مشرحة زينهم، والذي قال: إن إجمالي عدد الوفيات في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية 333 حالة بينهم 247 حالة معلومة و52 حالة مجهولة، و7 حالات من الشرطة، بينما إجمالي عدد الوفيات في فض اعتصام النهضة 27 حالة، بينهم 20 حالة معلومة و5 حالات مجهولة، بينهم 3 متفحمين وحالتان للشرطة.

وبرر عبد الحميد عدم إصدار بيانات رسمية طيلة الفترة الماضية بأن وزارة العدل لم يكن لديها الوقت الكافي لتوضيح الحقائق للشعب، بسبب تتابع أحداث المظاهرات والعنف.

وحسب مصدر من وزارة الصحة طلب عدم نشر اسمه، فإن سبب تناقص إحصاء وزارة الصحة هو أن مشرحة زينهم لا تتسع لأكثر من 110 جثة فقط، لذلك تراكمت الجثث في البداية خارج المشرحة وفي أماكن أخرى، قبل أن يتبرع بعض أهل الخير بثلاثة سيارات معدة لحفظ السلع المجمدة.

بالإضافة لأن الكثير من الأهالي القادمين من محافظات أخرى غير القاهرة أخذوا جثامين أبنائهم دون توثيقها في زينهم، كما أن بعض أطباء المشرحة اضطروا نتيجة الضغط الشديد، والحالة العصبية التي كان عليها بعض الأهالي، إلى أن يخيروهم بين أن يكتبوا في شهادة الوفاة أنها طبيعية ليأخذوا جثمان ابنهم فورًا، أو أن ينتظروا لليوم التالي حتى يأتي دوره في التشريح، وهو ما أدى إلى اختيار العديد من الأهالي المتعجلين وخاصة القادمين من محافظات أخرى عدم انتظار التشريح.

تحالف دعم الشرعية: 3000 آلاف قتيل في رابعة وحدها

الحصيلة الرسمية تقل كثيرًا عن الحصيلة التي أعلنها تحالف دعم الشرعية، حيث بلغ الرقم في بيانه بعد الفض 2600 قتيل سقطوا في رابعة العدوية وحدها، ثم تكرر رقم 3000 قتيل على ألسنة قادة الإخوان مثل البلتاجي وعصام العريان، بينما يقفز العدد إلى 4000 أو 5000 قتيل عند الحديث عمن يعتبرونهم "ضحايا الانقلاب" بوجه عام.

وحسب مصدر إخواني كان موجودًا بالمستشفى الميداني، وطلب عدم ذكر اسمه فإن قوائم المستشفى حين رآها لآخر مرة كانت قد تجاوزت 2000 اسم، لكن توثيق أسماء الضحايا وبياناتهم تعذر بسبب احتراق سجلات المستشفى الميداني أثناء الفض.

لكن المصدر يقول: إنه لو كانت تلك القوائم المبدئية تم إنقاذها كان سيمكن التأكد من العدد لينخفض أو يرتفع، مشيرًا إلى احتمال ورود أخطاء أثناء الحصر، كاعتبار المصابين في الصدر أو الرأس شهداء، أو كتكرار الأسماء بسبب تولي أكثر من شخص لمهمة الحصر، مشيرًا إلى أن بعض هذه الأخطاء حدث أثناء حصر ضحايا الحرس الجمهوري، لكن تم بعدها تنقية القوائم وضبطها، وانخفض العدد المبدئي، وتم تعليق قائمة نهائية موثقة بأسماء الشهداء على باب المستشفى الميداني.

موقع ويكي ثورة: 1485 قتيلا بكل المحافظات.. و897 مدنيًّا و7 ضباط سقطوا في فض رابعة.

موقع "ويكي ثورة" يقوم عليه نشطاء مستقلون، يقومون بإحصاء ضحايا كل الأحداث التالية للثورة، وسبق أن قام بإصدار تقارير في عهد مرسي توثق أعداد القتلى والمعتقلين وحالات التعذيب بعهده. تتميز إحصاءات الموقع بتوثيقها للضحايا في جداول تفصيلية تشمل اسم الضحية، ومكان سقوطه، ومكان جثمانه، والمصدر الذي وثق الحالة.

حسب تقرير موقع "ويكي ثورة" فقد سقط خلال أسبوعين بعد الفض، في الفترة من 14 أغسطس حتى 1 سبتمبر، 1817 قتيلا في 24 محافظة، منهم 1684 قتيلا مدنيًّا، و106 قتلى شرطة، و13 قتيل جيش، و9 صحفيين، و5 أطباء ميدانيين ومسعفين، و 24 امرأة، و41 قاصرًا دون سن 18 عامًا، و 100 طالب ثانوي أو جامعي.

شهد يوم فض الاعتصامين وحده سقوط 1485 قتيلا بمختلف المحافظات، منهم 904 قتلى خلال فض رابعة، و88 قتيلا في النهضة. عدد أفراد الشرطة الذين سقطوا في ذلك اليوم هو 43 قتيلا، منهم 7 سقطوا في رابعة، و13 في كرداسة، و11 في المنيا.

وبالتقسيم وفقاً لنوع الوقائع فقد سقط 84 قتيلا خلال هذه الفترة في اشتباكات أهلية لم يكن الأمن طرفًا بها، بينما سقط 10 قتلى في اشتباكات طائفية إثر مهاجمة الكنائس.

ثاني أكثر الأيام دموية هو يوم الجمعة 16 أغسطس الذي شهد سقوط 307 قتلى.

بتوزيع القتلى المدنيين على المحافظات تأتي القاهرة على رأس القائمة بسقوط 1064 قتيلا بها، تتبعها الجيزة بحصيلة 192 قتيلا، ثم تأتي المنيا 67 قتيلا، ثم الإسكندرية 63 قتيلا، الفيوم 54 قتيلا، القليوبية 47 قتيل.

يختلف ترتيب المحافظات عند توزيع القتلى من الجيش والشرطة، حيث تأتي شمال سيناء على رأس القائمة بسقوط 40 قتيلا بها، تليها القاهرة والجيزة 15 قتيلا لكل منهما، ثم المنيا والإسماعيلية 14 قتيلا لكل منهما.

أحمد عاطف، مؤسس الموقع، قال لبوابة الشروق: إنهم لا يقومون بالحصر بأنفسهم بل يعتمدون على البيانات التي توفرها إحصاءات مديريات الصحة بالمحافظات، ومنظمات حقوقية، ونشطاء مستقلون تواجدوا في المشرحة وفي أماكن أخرى تم تجميع الجثث بها على رأسها مسجد الإيمان.

ذكر موقع "ويكي ثورة" المصادر الحقوقية التي استقى منها أسماء وبيانات ضحايا رابعة، وهي منظمة العفو الدولية، ومنظمات حقوقية مصرية هي مركز النديم، والمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والجماعة الوطنية لحقوق الإنسان، وجبهة الدفاع عن متظاهري مصر.

كتاب إلكتروني جديد: عدد ضحايا رابعة 825 شخص.

أطلق نشطاء كتابًا إلكترونيًّا يوثق أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، تحت عنوان "مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق".

النشطاء الذين جمعوا مادة الكتاب لا ينتمون إلى فصيل سياسي بعينه، بحسب ما أكد ياسر سليم، صاحب فكرة الكتاب. جاءت فكرة عمل الكتاب من خلال صفحة أسسها سليم على موقع "فيس بوك"، لجمع شهادات من حضروا عملية الفض وكذلك توثيق أسماء القتلى والمصابين، "وبعدما أصبحت المعلومات كثيرة، خفت عليها أن تضيع وقررت عمل كتاب يجمعها، وتواصلت مع عدد من المتطوعين معي بالصفحة والذين كانوا يجمعون معي معلومات عن الضحايا، وأبدى عدد منهم الاستعداد للمشاركة في عمل الكتاب"، يقول ياسر.

ويؤكد ياسر خلال تصريحه لـ"بوابة الشروق": إن الهدف الأساسي من عمل الكتاب هو "محاربة الحملة الممنهجة لطمس حقيقة ما حدث في رابعة، وكشف بعض الأكاذيب التي تم ترويجها مثل أن المعتصمين كانوا مسلحين، وأكذوبة الجثث تحت المنصة".

الكتاب ذو الـ121 صفحة يوثق وفاة 825 شخصًا بينهم نساء وأطفال، غالبيتهم من محافظة القاهرة تليها الشرقية، ويشمل صورًا للضحايا وروايات للشهود، وبحسب صاحب فكرة الكتاب فإن العاملين عليه استندوا بالإضافة للصفحة التي أنشئوها على الفيس بوك، إلى البيانات التي نشرها المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك ما يقوم به فريق ويكي ثورة.

ويفسر سليم تناقض الأعداد بأن هناك معوقات تصعب عملية التوثيق، مثل وجود عدد كبير من المفقودين، وأيضًا من تم دفنهم بدون تصريح، ويشير سليم إلى أن عملهم في التوثيق للكتاب مازال مستمراً ولم ينتهي، وبالتالي هذه ليست الحصيلة النهائية.

 

نص تقرير ويكي ثورة عن فض رابعة

 

 

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved