أقباط العريش يروون لـ«الشروق» قصص النزوح والتهديدات: القتل ينتظر من يفتح بابه

آخر تحديث: الإثنين 27 فبراير 2017 - 1:21 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ أحمد بدراوى:

• متطوعون يتابعون خط سير الأسر من سيناء للإسماعيلية.. وأسرة سعد حكيم: التهديدات تصل حتى باب البيت

• كاهن مارجرجس رفض ترك العريش قبل سنوات مفضلا الموت فى أرضه.. والقس نجيب: الوضع سيئ وجديد علينا

لا حديث فى الإسماعيلية إلا عن الضيوف الجدد الذين فروا من القتل فى مدينة العريش فى شمال سيناء، ونزحوا إلى المحافظة، هربا من عمليات الاستهداف الإرهابية.

وفى مطعم بيت الشباب، قالت لنا شقيقة نبيلة فوزى، أرملة سعد حكيم حنا، الذى اغتيل ونجله فى الحادث الإرهابى الأخير فى العريش: «فى هذا العام نتلقى أوراقا من حين لآخر تحمل تهديدات مفادها امشوا من البلد وإلا هنقتلكم»، مشيرة إلى قريبها الشاب الذى تم اختطافه من قبل، وأطلق سراحه بعد دفع فدية.

وأضافت لـ«الشروق»: «التهديد يصل حتى باب البيت، ومنازلنا تقع فى أماكن عالية طينية على منحدر صخرى وجبال، وهى غير مجهزة بكاميرات مراقبة أو عيون سحرية، فمن يفتح الباب يقتل».

وكشفت عن أن جمال جرجس توفيق الذى تم اغتياله منذ أيام، قتل فى سوق الخميس أمام الناس وهو مع زوجته يشترون احتياجات المنزل، فيما تكسوها ملامح الحزن الذى تحول إلى ابتسامة، حينما اتصلت به ابنتها وأبلغتها أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن متابعته الأزمة، قائلة :«شكرا ليه ربنا يخليه».

وقال مسئولون متطوعون عن متابعة الأسر النازحة إنهم يجرون اتصالات مع عدد من الأسر لمتابعة خط سيرهم طيلة فترة سفرهم التى تصل إلى 5 ساعات حتى وصولهم إلى الإسماعيلية، موضحين أن أسر كثيرة تنتمى للعريش منذ إقامتهم فيها عام 1983 وما قبلها، بوصفهم الأقباط الأصليين الذين سكنوا سيناء.

وفى إطار تدبيرها احتياجات أسر النازحين من شمال سيناء، أصدرت مطرانية الاسماعيلية تنويها، أعلنت فيه تفاصيل الحساب البنكى الخاص بالتبرع للأسر النازحة، عبر 4 كهنة يتابعون الأمر.

ويقول سائق سيارة أجرة: نقلنا من موقف سيارات الشيخ زايد فى الإسماعيلية إلى بيت الشباب: «بقالى يومين بوصل صحفيين وأسر مسيحية»، وأضاف: «محدش بيسيب بيته إلا لما تكون فيه كارثة، ومش عارفين الوضع هيستمر لإمتى».

ووصل عدد الأسر التى وصلت إلى الاسماعيلية حتى يوم أمس 202 أسرة، قامت مطرانية الإسماعيلية بتسكينهم فى مدينتى المستقبل والقنطرة شرق وفى بيت الشباب، مع تقديم الرعاية المالية والروحية لهم.

وأوضح المتحدث الإعلامى لمطرانية الإسماعيلية للأقباط الأرثوذكس القس داود نجيب، أن المطرانية تحركت فى أول يوم ووفرت شققا سكنية لـ11 أسرة، ثم تحركت وزارة الشباب وفتحت بيت الشباب فى الإسماعيلية، ووصل العدد إلى 38 أسرة فى اليوم الأول».

واستطرد فى تصريحات لـ«الشروق»: «استقبلنا أعداد أخرى، لأن الوضع متغير من وقت لآخر، فتم تسكينهم فى بيت الشباب وفى كنيسة القنطرة شرق، ومركز التقويم المهنى، ودير الأنبا أنطونيوس فى المستقبل، لكن المطرانية ليست فيها أسرَّة».

وتابع: «فوجئنا بهذا الوضع الذى لم أشهده طوال خدمتى فى مطرانية الإسماعيلية، وأسرة الشهيد القس رفائيل موسى الذى تم اغتياله فى 30 يونيو 2016، هجرت العريش وذهبت للإسماعيلية بعد تلقيه تهديدات بالقتل فى 2013، لكنه استمر فى العريش حتى اغتياله».

وواصل نجيب: «لم نصادف طلبات من رجال دين فى كنائس العريش لنقل خدماتهم إلى الإسماعيلية، لكن وضع الكنائس هناك صعب وسيئ ومعذب، وليس بإمكانهم التواصل الجيد مع الأسر، الحركة أصبحت صعبة»، مستكملا: «منذ رسامتى قبل 20 سنة لم أتعرض لهذا الأمر، الوضع جديد علينا، ومحصلش».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved