خبراء عسكريون: القضاء على «الانقلاب الحوثى» مرهون بالتدخل البرى

آخر تحديث: الجمعة 27 مارس 2015 - 10:08 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ حاتم الجهمى:

• الزيات: الضربات الجوية حجمت من تمدد الحوثيين وأوقفت التدخل الإيرانى..

وطلعت مسلم: إنزال القوات البرية جوًا سيساهم فى مساندة القوات المؤيدة للحكومة الشرعية..

وأبوهشيمة: مصر تدخلت لحماية مضيق باب المندب ومنع تدخل قوات أجنبية فى شئون دولة عربية


قال خبراء عسكريون واستراتيجيون إن الضربات الجوية فى اليمن ستحد من توغل الحوثيين على الأرض، مستبعدين التدخل البرى نظرا لطبيعة اليمن الجغرافية، باستثناء بعض عمليات الإنزال الجوى للقوات البرية لمساعدة القوات المؤيدة للرئيس عبدربه منصور.

وقال الدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن النزاع فى اليمن تتزعمه كتلتان هما الحوثيون وعلى عبدالله صالح الرئيس اليمنى السابق الذى يؤيده عدد كبير من قوات الجيش، ويدعمه نجله قائد الحرس الجمهورى السابق من ناحية والرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى المؤيد من المدنيين من ناحية أخرى.

وأضاف الزيات لـ«الشروق» أن الحوثيين سيطروا على عدد من الوحدات العسكرية فى الشمال والوسط والجنوب وبدأوا التحرك إلى مضيق باب المندب وهذا ما يهدد الخليج العربى مما دفع دول التعاون الخليج العربى إلى التحرك العسكرى لمنع سيطرتهم عليه وتهديد الأمن العربى.

وأشار إلى أن أمريكا لم تشارك فى التدخل العسكرى حيث كانت تفضل الحل السياسى ولكنها شاركت فى الدعم اللوجيستى بمد التحالف المشارك فى التدخل العسكرى بالمعلومات المخابراتية.

وقال الزيات إن الضربات الجوية حجمت تمدد الحوثيين ومؤيدى على عبدالله صالح داخل اليمن وكذلك أوقفت التدخل الإيرانى داخل اليمن، مشيرا إلى ان التدخل العسكرى سيساهم فى إعطاء دفعة كبير للحوثيين بالجلوس للتفاوض السياسى.

واستبعد الزيات ان يكون هناك تدخل برى للقوات المشاركة نظرا للطبيعة الجغرافية لليمن ما دفع سلطنة عمان إلى عدم المشاركة فى التحالف العسكرى، مرجحا ان يكون هناك إنزال جوى لمساندة القوات المؤيدة للحكومة الشرعية.

وعن مشاركة مصر فى التدخل العسكرى، قال الزيات إن مصر شاركت فى هذا التحالف العسكرى جويا لأن هذا التدخل يؤكد بداية إنشاء القوى العربية المشتركة الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى لمواجهة أى مخاطر تهدد الأمن القومى العربى.
وشدد الزيات على تكثيف الضربات الجوية لمنع تمدد الحوثيين، خصوصا أنه يرجح أن الحوثيين ومؤيدى على عبدالله صالح يتحركون إلى الحدود لتوجيه ضربات إلى السعودية وهذا سيؤدى إلى حرب طويلة المدى بالمنطقة العربية «فيجب تكثيف الضربات للقضاء عليهم ومنع امتدادهم».

من جانبه، قال اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجى، إن العملية مازالت فى بدايتها الأولى ولكن الضربات الجوية ستؤثر على الحوثيين ولكنها لم تقضى عليهم بشكل كامل فلابد من إجراءات أخرى مثل تدخل برى وهذا لن يكون سهلا نظرا للطبيعة الجبلية ولكن ليس مستحيلا.
وأضاف مسلم أن الحل الأمثل للقضاء على الحوثيين بإنزال القوات البرية عبر الجوية لمساعدة القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور للسيطرة على جميع أرجاء اليمن.

وأكد أن التدخل العسكرى لم ينتظر انعقاد القمة العربية التى ستعقد اليوم لأن هناك دولا ترفض هذا التدخل فلذلك أسرعت هذه الدول بالتدخل العسكرى ولم تنتظر القمة العربية.

وقال اللواء سامح أبوهشيمة، المستشار العسكرى بأكاديمية ناصر أن التدخل العسكرى فى اليمن جاء بناء على موافقة دولية تمثلت فى أكثر من محور؛ أولا الأمم المتحدة وعدم رضائها على الانقلاب الحوثى فى اليمن ثم الولايات المتحدة وتخوفاتها من ممارسات القاعدة فى اليمن، أما المحور الثانى فهو أن الوضع اليمنى الذى شكل قلقا على المجتمع الدولى الأوروبى من تدفق البترول إليها وعلى ذلك تواكبت كل من الإرادة الدولية والعربية التى شكلت ائتلافا يدعم توجهاتها حيال مجابهة التهديدات التى تحيط بها.

وأشار اللواء سامح أبوهشيمة إلى أن قرار تدخل مصر فى اليمن جاء لثلاثة أسباب أولها: عامل التنمية فى مصر حيث إن سيطرة الحوثيين فى باب المندب ستؤثر على قناة السويس، والسبب الثانى: تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك حيث دائما ما تنادى مصر لحل القضايا العربية عربيا دون تدخل أجنبى.

وقال أبوهشيمة ان مصر ستشارك فى هذا الائتلاف بجزء من قدرتها العسكرية التى لا تؤثر على تعاملها مع الإرهاب أو حماية حدود الدولة، موضحا أن مصر أعلنت اشتراكها بالقوات البحرية وهذا فى صميم مهامها الاسترتيجية فى تأمين البحر الأحمر ومضيق باب المندب كما ستشارك القوات الجوية وهذا يمكن تنفيذه من خلال المطارات المصرية القريبة من الحدود الجنوبية، حيث تستطيع القاذفات المتعددة الأغراض تنفيذ مهامها فى اليمن والعودة إلى مطارات إقلاعها مرة أخرى.

وأشار إلى أنه فى حالة احتياج الموقف للقوات البرية فإن الاستراتيجية المصرية أعدت لذلك حين شكلت قوات للتدخل السريع تهدف فى المقام الأول معاونة الدول الشقيقة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved