أستاذ موارد مائية: «سد النهضة» سيُردم بعد 50 عاما.. وإثيوبيا تسعى لبناء 4 سدود أخرى

آخر تحديث: السبت 28 مايو 2016 - 7:41 م بتوقيت القاهرة

مصطفى ندا

- امتلاء بحيرة «سد النهضة» من النيل الأزرق يعني تفريغ بحيرة «السد العالي» من المياه

قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن تصريحات السفير الإثيوبي بالقاهرة بأن «سد النهضة سيعمل على إطالة العمر الافتراضي للسد العالي من خلال توفير الكهرباء» غير منطقيه؛ لأن تقديرات بناء السد العالي لدى مصر تؤكد أن تأثيرات الطمي على السد لم يظهر إلا بعد 500 سنة قادمة.

وأضاف «نور الدين»، لـ«الشروق»، أن تأثيرات الطمي على سد النهضة سيظهر في أقل من 50 عامًا بسبب حجم الطمي الهائل الذي يحمله النيل الأزرق، وتدفقاته التي تبلغ 136 ونصف مليون طن طمي كل سنة، وهي كفيلة بردم سد النهضة في أقل من 50 عاما، وبالتالي هم يفكرون في إنشاء أربعة سدود أخرى وراء السد؛ لتقليل كم الطمي، وهو أمر أكثر خطورة على دول حوض النيل.

وأشار إلى أن «شراؤنا للكهرباء من إثيوبيا يعني تشجيعهم على بناء المزيد من السدود، وأتصور أن مصر لن تقدم على تلك الخطوة خاصة بعد الشروع في بناء المحطة النووية بالضبعة، فضلا عن الوحدات الحرارية التي أقمناها حاليا والتي تحقق لمصر وفرة من 5000 ميجا وات/ ساعة، وهي أعلى من قدرات سد النهضة.

وتعجب الخبير المائي، من تصريحات وزير الإعلام الإثيوبي جيتاشو رضا، لصحيفة الشرق الأوسط، وكذلك تصريحات السفير الإثيوبي بالقاهرة فيما يتعلق بالحديث عن أن «إثيوبيا لا تكترث للأضرار التي ستلحق بالدول المجاورة لها في حوض النيل»، خاصة بعد عرض مصر على إثيوبيا إنشاء خطوط سكة حديد وتنمية زراعية ونقل نهري وغيره، ومشاركة في التنمية الإثيوبية.

وأوضح أن «حصة المياه لمصر في النيل الأزرق ستقل؛ لأنه صغير وجميع تدفقاته تبلغ 49 مليار متر مكعب في السنة ما يستطيع أن يملأ بيحرتين في إثيوبيا بحجم 75 ونصف مليار متر مكعب، بالإضافة إلى قاع الترسيب في البحيرتين والذي يصل إلى 90 مليار متر مكعب، في حين أن بحيرة السد العالي من حيث العمق الحالي تبلغ 90 مليار متر مكعب، وكذلك 60 مليار متر مكعب، وبالتالي فإن امتلاء بحيرة سد النهضة بمياه النيل الأزرق تعني تفريغ بحيرة السد العالي تماما من المياه».

وأكد أن «حصة مصر في الميه ستقل بما يتراوح من 9 إلى 12 مليار متر مكعب كل سنة بعد تشغيل سد النهضة، كما ستفقد مساحات من الأراضي المزروعة، ولهذا السبب ترفض إثيوبيا توقيع أي اتفاقية لتقسيم المياه مع مصر أو حتى إقرار منها بأنها تحافظ على تدفقات النيل الأزرق في معدلاته الحالية».

وكشف الخبير المائي، أن «المكاتب الاستشارية التي تم التعاقد معاها أثناء تولي وزير الري السابق د. حسام المغازي، أصبحت ليس لها فائدة؛ لأن تلك المكاتب الفنية والاستشارية تقوم بعمل دراسات ينتهي علمها عند الحدود المصرية فقط والسد العالي».

وطالب «وزير الري، محمد عبد المطلب، بتغيير استراتيجية التفاوض، ويطالب إثيوبيا بالاعتراف بشرعية الحقوق المائية المصرية، على أن تشمل المرحلة المقبلة تفاوض حول حصص المياه وليس مواصفات سد النهضة، فهناك 4 سدود أخرى ستقوم إثيوبيا ببنائها على النيل الأزرق».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved