سامح عبدالعزيز: «رمضان كريم» وثيقة مهمة عن عادات وتقاليد مصرية قاربت على الاختفاء

آخر تحديث: الأربعاء 28 يونيو 2017 - 11:20 ص بتوقيت القاهرة

حوار: منة عصام

DMC حذفت مشهدا يذكر فيه اسم أبو تريكة.. وكل قناة أصبح لديها رقابتها الخاصة بدون العودة لأصحاب العمل
السبكى تحول لمنتج دراما بسبب «رمضان كريم»
حلقة صلاة العيد الأصعب على مدى المسلسل

بمجرد أن تشاهد حلقة منه لا تستطيع التفرقة بين إذا كنت تشاهد ممثلين فى عمل فنى أم أشخاصا حقيقيين يجلسون بجانبك.. مواقف حقيقية وأشخاص من لحم ودم يعيشون حياتهم اليومية على مدى 30 يوما فى مسلسل «رمضان كريم»، الذى يصفه مخرجه سامح عبدالعزيز أنه وثيقة كاملة لرمضان فى مصر، وللعادات والتقاليد التى أوشكت على الاندثار والنسيان بمرور السنوات، فكان لابد من خروج هذا المسلسل للنور، وفى الحوار التالى يتحدث كيف نجح المسلسل فى جذب الناس لهذه الدرجة وتتبع حياة أبطاله اليومية:
** ما الذى يميز مسلسل «رمضان كريم» عن باقى الأعمال التى قدمتها فى الحارة الشعبية؟
هذا المسلسل مهم للغاية فأنا اعتبره وثيقة لشهر رمضان وللعادات المصرية التى تربينا عليها وعشناها فى طفولتنا وقد أوشكت على الاختفاء تماما هذه الأيام، فرمضان كريم من الأعمال الخاصة جدا لأنه بحث فى مصريتنا وعاداتنا الجميلة، والتى أصبح البعض يتعامل معها الآن أنها نوع من «الستايل» ويدفعون مبالغ كبيرة فى المولات والكافيهات الكبيرة ليعيشوا هذه الأجواء المصرية الخالصة، فمثلا المسحراتى من الأمور التى قاربت على الاختفاء تماما وعندما تذهبين للداون تاون مول تجدين بعض الكافيهات مستعينين بمسحراتى كنوع من «الجو الأورينتال»، ولذلك فكرت فى مسلسل يوثق رمضان فى مصر بما له من خصوصية، ومثلما فعلت مع فيلم «الليلة الكبيرة» الذى يبحث فى جو الموالد الشعبية، ومسلسل «الحارة»، ومسلسل «بين السرايات»، فكل عمل قدمته كان يدور فى أجواء الحارة الشعبية المصرية الأصيلة ولكن بموضوعات وأشكال مختلفة كليا.
** ولماذا استعنت بمشاهد حقيقية من مسلسلات العام الحالى ضمن حلقات «رمضان كريم»؟
هذا الموضوع أتعبنى جدا فى الحقيقة، ولكنى أردت خلق حالة من التعايش بين الجمهور والممثلين فى المسلسل، ولذلك قمت بتأخير مراحل مونتاج المسلسل لحين بداية شهر رمضان كى أستعين بمشاهد من الأعمال الأخرى مثل «كفر دلهاب» و«لأعلى سعر».
** لماذا فى المسلسل استعنت بعدد كبير من نفس الممثلين الذين شاركوا فى مسلسل «بين السرايات» المعروض قبل عامين؟
أنا أكثر مخرج تعاون مع فنانين فى أعماله وحققت رقما قياسيا فى هذا الشأن، وخصوصا أن عددا كبيرا منهم يعرفنى جيدا ويفهمنى وتجمعنا لغة مشتركة مثل صبرى فواز وسيد رجب ومحمد محمود ونجلاء بدر التى قدمتها بشكل ورؤية مختلفين كليا عن التى عرفها عنها الناس، أما فى مسلسل «رمضان كريم» فقد طعمت هذا العمل بفنانين جدد مثل روبى وريهام عبدالغفور ومنة جلال وكريم عفيفى، كريم الذى اعتبره من اكتشافات هذا المسلسل ولفت إليه الأنظار بأدائه الرائع وخفة دمه، فهو لا يقدم كوميديا فقط ولكنه أيضا لديه أوجاعه الخاصة ومشاكله التى تنغص عليه حياته فى المسلسل، وأعتقد أنه كان فى حالة توهج كبيرة ضمن هذا المسلسل.
** ولكن مسلسل «رمضان كريم» على الرغم من الأوجاع التى توجد فيه فإنه يميل إلى عرضها بشكل كوميدى.. فلماذا قصدتم هذا؟
الناس «مش ناقصة الهم والغم»، ولكن هذه الأوجاع كانت لابد أن تخرج ويتم التعبير عنها لأننا فى النهاية لا نقدم مسلسلا كوميديا، لكننا أردنا أن نخرجها فى شكل كوميديا سوداء، الدمعة التى يعقبها ضحكة، مثل موقف حريق الأنتريه، وموقف انكسار مرايا غرفة السفرة للعروسة رضا ــ تؤدى دورها ريهام عبدالغفورــ وغيرها من المواقف المحزنة ولكن أخرجناها بشكل جميل لا يزعج المشاهد، بل يجعله ينجذب للموقف ويتحدث عنه بدون أن ينفره منه.
** وما أصعب مشهد قمت بتصويره فى المسلسل؟
أصعب حلقة هى الأخيرة لأنها تبدأ مع صلاة العيد، والتى لها طقوس وبحث مختلف كليا عن باقى المسلسل كله.
** لماذا تتعاون فى مسلسل درامى مع منتج سينمائى وهو أحمد السبكى ولم تعرضه على منتج دراما بالأساس؟
فى الحقيقة هو الموضوع جاء بالصدفة، فأنا كانت لدى فكرة حول عادات المصريين وتقاليدهم فى شهر رمضان وكنت أتحدث مع المؤلف أحمد عبدالله فى حضور السبكى، ووجدتهما متحمسين بشدة للفكرة ووجدت السبكى يعرض إنتاجها، ولكنى قلت له إن رمضان كريم لا ينفع أن يكون فيلما ولابد أن يكون مسلسلا، وتمسك أكثر بالفكرة وعرض إنتاجه ووفر له كل الميزانية المطلوبة، فضلا عن وجود لغة تفاهم مشتركة بين ثلاثتنا.
** ولماذا لا ينفع لرمضان كريم أن يكون فيلما؟
لأننى أردت أن نتتبع حياة المصريين على مدى الـ30 يوما مدة شهر رمضان، ولا يوجد فيلم يتسع لكل هذه الأحداث.
** وما حقيقة قيام قناة DMC بحذف مشاهد من المسلسل؟
هى لم تحذف مشاهد كثيرة كما أشيع، ولكن الشىءالذى لفت نظرى هو قيامها بحذف مقطع ضمن مشهد يذكر فيه اسم أبو تريكة ولا أعلم السبب وراء ذلك أصلا، فهل أصبح أبو تريكة خطرا لهذه الدرجة كى يحذف اسمه من مشهد فى حلقة مدتها نصف ساعة تقريبا، مع العلم أن هذا المشهد خرج بشكل لطيف وكوميدى، والأغرب أن المشهد ظل كما هو بدون حذف فى القنوات الأخرى التى تعرض المسلسل.
وأضاف: «كل قناة أصبحت لها الرقابة الخاصة بها بالإضافة إلى الرقابة على المصنفات الفنية، فما كل هذه الرقابات؟!، وكيف يتم حذف واقتطاع مشاهد بدون العودة لأصحاب العمل وللمخرج، ويا ليت من يقوم بالحذف فى هذه القنوات يعى أصول المونتاج، فهو يقص بدون وعى وبدون فهم ويشوه المشهد كله، فالموضوع الرقابى هذا أصبح غريبا ولا أفهمه لأنه طالما توجد رقابة على المصنفات الفنية فلماذا كل قناة توجد رقابتها الخاصة؟».
** بعيدا عن كل هذا ما أخبار فيلم «ليلة العيد»؟
سنبدأ فى التحضير له عقب انتهاء إجازة عيد الفطر لأنه فيلم صعب ويحتوى على عدد كبير من الممثلين، فضلا عن وجود 6 سيدات كبطلات أساسيات للفيلم. وتدور أحداثه كلها فى ليلة العيد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved