القضاء الشرعى يحكم قبائل أولاد على بمطروح

تسعى هذه الدراسة إلى رصد أبعاد عملية أسلمة القضاء البدوى بين قبائل أولاد على بمطروح، والتى نتج عنها تأسيس القضاء الشرعى كنمط من أنماط الحكم، والذى يقوم على فض المنازعات بتطبيق نصوص من الشريعة الإسلامية.

ويؤكد الباحث فى دراسته أن القضاء البدوى بين قبائل أولاد على بمطروح، فى الوقت الراهن، يعد مسرحًا حقيقيًّا للحضور الإسلامى الفعال فى تطبيق الشريعة الإسلامية بدلًا من الأعراف البدوية؛ لاسيما فى ظل تعزيز قوة المجتمع البدوى على تحييد سلطة القضاء الرسمى القائم على القوانين الوضعية.

وأوضح أن العرف ظل قويًّا عبر تاريخ المجتمع البدوى فى مواجهة قوة المستعمرين البريطانيين، كما ظل محافظًا على تقاليده بعيدًا عن سلطة الدولة والقضاء الرسمى منذ عهد محمد على.

ويرى الكاتب أن ذلك يأتى فى إطار الدور الذى تطمح إليه الحركة الإسلامية، ولا تحيد عنه دائمًا وهو دفع عمليات التحول الجارية نحو تأسيس مجتمع إسلامى جديد، ليس فى البادية فحسب؛ وإنما فى المجتمع المصرى ككل، وأنه على الرغم من أن تأثير الحركة الإسلامية فى بعض مظاهر الحياة الاجتماعية البدوية أعلى صخبًا فى تداول الخطاب والرموز، فإن الحضور الإسلامى فى فض المنازعات بدا واقعًا فعليًّا، وأمرًا بديهيًّا يعمل بهدوء فى البادية.