تونس.. «العبدلي» من لاعب كرة بارع إلى انتحاري

آخر تحديث: السبت 28 نوفمبر 2015 - 3:18 م بتوقيت القاهرة

تونس - الفرنسية

لا يزال سكان حي الجمهورية الشعبي في معتمدية المنيهلة قرب تونس تحت تأثير الصدمة، بعدما فجر ابن حيهم حسام العبدلي (26 عاما) نفسه الثلاثاء في حافلة لعناصر الأمن الرئاسي، ما تسبب بمقتل اثني عشر منهم.

ويجمع عارفو حسام العبدلي على أن الشاب تغير بعد "الثورة" في 2011 وبروز التيارات الإسلامية المتطرفة، وابتعد عن أصدقائه وبات "منعزلا".

الثلاثاء الماضي، دخل حسام العبدلي مقهى اعتاد التردد عليه في حيه و"احتسى كالمعتاد قهوة على السريع، ثم انصرف"، بحسب ما يقول نادل يعمل في المقهى.

في اليوم نفسه، فجر العبدلي حزاما ناسفا يحوي عشرة كيلوجرامات من المتفجرات، بحسب وزارة الداخلية. وتبنى تنظيم داعش الاعتداء، مشيرا في بيان نشره على الإنترنت إلى أن منفذه هو "ابو عبد الله التونسي" الذي نشر صورة قال إنها له، تظهر شابا بلباس أبيض، ملثم الوجه، يضع حزاما ناسفا ويرفع سبابة يده اليمنى.

ويقول النادل: "بسبب انعزاله الدائم اعتقدنا أنه مريض نفسيا. وحصل مرة أن تشاجر مع أحد أبناء حيه الذي يعمل في الأمن الرئاسي بعدما وصفه بأنه طاغوت". وتطلق مجموعات جهادية كلمة "طاغوت" على قوات الجيش والأمن وسياسيين في تونس.

ويروي مهدي، الذي يرتاد المقهى يوميا: "التقيت به قبل أشهر، ولما رآني قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لأنني أشرب الكحول. هممت بضربه يومها لكني لم أفعل لأن والده رجل طيب".

تغير ولم يعد يكلم أحدا

ويجمع جيران العبدلي وبعض أبناء حيه على أنه "تغير" وبات "لا يكلم أحدا" منذ أن شرع في التردد على مساجد يسيطر عليها متشددون بعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

ويقول وليد (27 عاما): "حسام ابن حينا، كان متيما بكرة القدم وبالنادي الإفريقي (أحد أعرق أندية الكرة في تونس). كنا نتردد باستمرار على المقهى للعب الورق أو مشاهدة مباريات الدوري الإسباني. لكن أولاد الحرام غرروا به، ففعل هذه الفعلة الشنيعة التي لم تكن تخطر لنا على بال وسببت لنا صدمة لم نفق منها بعد".

ويضيف: "كان بارعا جدا في لعب كرة القدم، حتى أننا كنا نطلق عليه اسم اللاعب البرازيلي بيريرا".

ويتابع: "كنا نحتسي معا الكحول وندخن الزطلة (الحشيش) في بطحاء الحي، لكنه أصبح إنسانا آخر لا نعرفه منذ أن بدأ يصلي في جوامع السلفية الجهادية، فلم يعد يكلم أو يخالط احدا وصار يعيش في عزلة".

وتؤكد امرأة تسكن قرب منزل عائلة العبدلي، أن حسام "كان شابا لطيفا ويسلم على كل من يلتقي به، لكن منذ أكثر من عام أصبح لا يكلم احدا. وقد سألت والده عما حصل له، فأجابني بأنه تغير منذ أن تديّن".

وتقول إن لحسام "أخت واحدة متزوجة". أما هو "فقد انقطع مبكرا عن التعليم الثانوي، وهو يعمل بائعا متجولا منذ فترة. عائلته مستورة (ماديا) وأبوه بنى له مؤخرا طابقا فوق المنزل ليتزوج ويستقر فيه".

وتروي الجارة أن "الشرطة داهمت في أغسطس الماضي منزل العائلة، و"تم توقيف حسام ثم أطلق سراحه، وسمعنا وقتها أنه كان سيسافر الى سوريا وأن وزارة الداخلية منعته من ذلك".

ترصد عناصر الأمن

أصيب في تفجير حافلة الأمن الرئاسي عشرون شخصا، بينهم عمر الخياطي (26 عاما) العريف أول في الأمن الرئاسي وجار حسام العبدلي.

ولا تستبعد عائلة عمر الخياطي أن يكون حسام "ترصد" الضحية قبل تنفيذ الهجوم الانتحاري، بينما قال مسؤول أمني إن العبدلي استغل عمله بائعا متجولا "للتمويه وترصد" منازل ضباط في الأمن.

وأضاف أن زوجة ضابط في الحرس الوطني يقطن في حي مجاور ضبطت خلال هذا الشهر حسام العبدلي وهو يصور منزلها بعدما خطّ عليه علامة باللون الأزرق، مشيرا إلى أن المرأة تعرفت إلى الشاب بعدما نشرت السلطات صورته.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved