الأحزاب المدنية فى مهب رياح الخلافات

آخر تحديث: السبت 29 أغسطس 2015 - 11:06 ص بتوقيت القاهرة

كتب- رانيا ربيع وأحمد البردينى:

- «الوفد» حائر بسبب صراع البدوى و«تيار الإصلاح».. و«الدستور» يدفع فاتورة الفشل التنظيمى

استقبلت الأحزاب المدنية قرب الانتخابات البرلمانية بخلافات وانقسامات داخلية، وهو ما حدث داخل حزب الوفد، حيث انتقل الصراع الوفدى بين الإدارة الحالية والمنشقين ممن لقبوا أنفسهم بـ«تيار الإصلاح»، من داخل أروقة الحزب لخارجه، خاصة بعدما أعلن تيار الإصلاح عن افتتاحه لمقر خاص، يبعد أمتارا قليلة عن مقر الوفد الرئيسى بشارع بولس حنا.

بدأ الصراع منذ أشهر بعدما أحال الحزب محمود على، أحد قيادات التيار، عضو الهيئة العليا السابق، للتحقيق بتهمة التعامل مع منظمات أجنبية، وهو ما عمق الخلاف بين الطرفين، ووصل الأمر بين الوفديين إلى أن كل طرف يعمل حاليا بشكل مواز بعيد عن الطرف الآخر، حتى فى قرارات خوض الانتخابات البرلمانية، أو عقد جلسات للشراكة مع التحالفات الانتخابية.

لم تكن هذه هى الأزمة الأولى التى يمر بها حزب الوفد، بل هناك أزماته مع الأحزاب الأخرى والتى لاتزال عالقة، ولا سيما حزب المصريين الأحرار الذى يتهمه الوفد بمحاولة شق صفه وتقديم العروض لأعضائه للانضمام إليه.

ليس الوفد وحده فى مأزق، بل نالت العواصف من حزب الدستور، الذى أسسه محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية السابق، حيث دفعت الأزمات التنظيمية الداخلية له إلى استقالة هالة شكرالله، رئيسته المنتيهة ولايتها من منصبها.

أزمة استقالة هالة شكر الله من رئاسة الحزب تنضم إلى سجل الأزمات التى عصفت باستقرار الحزب على مدى العامين الماضيين، ونتاج لغياب استراتيجية إدارته منذ إقدام الدكتور البرادعى على تأسيس الحزب، وكان أبرزها انسحاب أبرز قياداته أمثال جورج إسحاق وحسام عيسى وأحمد البرعى وعماد أبوغازى، ضمن حملة انشقاق واسعة عن الحزب فى 2013.

خلافات هالة شكرالله مع مجلس حكماء الحزب بسبب الصراع على شرعية الإشراف على تنظيم الانتخابات الداخلية، أثرت بشكل كبير على وحدة أعضاء حزبه، وزدات من حالة الاستقطاب داخل أورقة الحزب، وتأرجحت بين فريق مؤيد لرئيسه المستقيل، وآخر مؤيد لأمين عامه الشاب تامر جمعة، المدعوم من مجلس حكماء الحزب.

وفى خضم حالة الانقسام والفراغ التنظيمى التى يعيشها الدستور، تتلاشى حظوظ الحزب فى الاستعداد الجيد للانتخابات البرلمانية، إذ لا يعير مسئولو الحزب اهتماما لهذا الملف فى الوقت الحالى، وسط غياب الرؤية حول مصير مشاركته فى الانتخابات من عدمها.

«لا توجد هيئات منتخبة تتخذ قرارات بخصوص الانتخابات البرلمانية، فجميع الأطراف ينحصر تفكيرهم فى أزمة الانتخابات الداخلية التى تفرض نفسها الآن».. يقول خالد داوود، المتحدث الرسمى باسم الحزب.. ورغم استمرار مشاركة داوود فى اجتماعات تحالف التيار الديمقراطى، كممثل عن حزب الدستور، إلا أن موقف الحزب لايزال غامضا بخصوص ملف الانتخابات، كما أوضح متحدثه الرسمى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved