«الإفتاء»: القضاء على داعش يتطلب محاربته على «الإنترنت المظلم»

آخر تحديث: السبت 29 أغسطس 2015 - 3:40 م بتوقيت القاهرة

خالد موسى

حذر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء، من خطورة استغلال الجماعات التكفيرية والمتطرفة لما وصفه بـ«الإنترنت المظلم»، وأنه "يعد الآن ساحة مظلمة وسرية مفتوحة أمام جماعات العنف والتكفير لممارسة كل أنشطتها غير المشروعة بعيدًا عن الملاحقات الأمنية".

وأضاف المرصد، في تقريره التاسع والعشرين تحت عنوان «الإنترنت المظلم.. الساحة الآمنة لجماعات الإرهاب»، أن "الإنترنت المظلم يُعد وسيلة لعدم الكشف عن الهوية على الإنترنت. فهو مصطلح يشير إلى المواقع الإلكترونية التي تحجب عناوين الـIP عن الخوادم التي تنشر من خلالها، مما يجعل من المستحيل معرفة هوية المواقع أو القائم عليه، ولا يظهر على محركات البحث، وطبقا لصحيفة الجارديان، فإن محركات البحث مثل جوجل لا تستطيع الدخول سوى على أقل من 0.03% من المعلومات على الإنترنت! بينما تقطن بقية المعلومات في شبكة مجهولة، يستخدمها أشخاص مجهولين، ولا يمكن لأحد الدخول على تلك الشبكات".

وتابع التقرير أن "الإنترنت المظلم يعتبر أحد أكبر التحديات التي تواجه جهود مكافحة ومواجهة الجماعات التكفيرية والمتطرفة، وقد نشر أحد مراكز الأبحاث تقريراً يشير إلى أن تنظيم داعش يقوم بالفعل بجمع الأموال وتجنيد الأفراد عبر المواقع المظلم. وأوضح أنه في عام 2014، تم العثور على حاسب آلي محمول تابع لأحد أعضاء تنظيم داعش، وهو تونسي يدعى أبو محمد، يحتوي على العديد من الخطب والأناشيد الجهادية، وآلاف الوثائق الجهادية التي نشرها صاحبها، ومعظمها على الإنترنت المظلم. وتشير العديد من التقارير التي وصدها مرصد الإفتاء إلى أن الشبكة المظلمة تحتوي على ما يزيد على 50 ألف موقع و300 منتدى لمنظمات إرهابية، وذلك حسب أحد التقارير الصادرة في عام 2011 لأحد المراكز البحثية الأمريكية".

وأشار التقرير إلى أن استخدام "الإنترنت المظلم لدى الجماعات الإرهابية يتمثل في الإعداد للعمليات الإرهابية، وتوفير الموارد المالية اللازمة للتنظيم، والحصول على صفقات السلاح مع الجهات المشبوهة، بالإضافة إلى الحصول على الوثائق السرية والحكومية، وهي كلها مواد متوافرة بكثرة على مواقع الإنترنت المظلم".

"وقد عُثر على وثيقة لأحد مناصري تنظيم داعش بعنوان «بيتكوين وصدقة الجهاد»، من تأليف «تقي الدين المنذر»، حدد فيها الأحكام الشرعية لاستعمال «البيتكوين»، وهي عملة رقمية إلكترونية يتم تداولها عبر الانترنت المظلم، مشددا على ضرورة استعمالها لتمويل الأنشطة الجهادية، وعلى عكس العملات التي تصدرها الحكومات، فإن الميزة الأقوى للعملة هي أنها مجهولة. فنظامها الشبكي اللامركزي يجعل من الصعوبة بمكان تتبع عمليات الشراء والبيع التي تتم عبرها"، بحسب تقرير المرصد.

وأضاف التقرير "تنظيم داعش الإرهابي أعلن مؤخراً عن إنشاء وزارة مختصة بالآثار، للتنقيب عن الآثار وبيعها، وهي تجارة مربحة توفر للتنظيم مصادر دخل مرتفعة وتسهم في تعزيز قدراته وإمكاناته، ويمكن تسويق الآثار والمواد المراد بيعها عبر الإنترنت المظلم، بشكل يجعل من الصعوبة بمكانة ملاحقة جهات الأمن لتلك العمليات على الشبكة المظلمة".

كما دعا إلى "تجريم ومنع الدخول إلى مواقع الإنترنت المظلم، وتضييق فرص تواجد تلك المواقع وإمكانية الوصول لها، وذلك عبر تشريعات دولية وداخلية ملزمة لأطراف المجتمع الدولي بهدف مكافحة هذه المواقع والمحتوى المنتشر بها".

وأكد التقرير أن "المواجهة العسكرية مع التنظيمات الإرهابية لا يمكن أن تؤتي ثمارها طالما ظلت الساحات الافتراضية المظلمة آمنة ومتاحة لتلك التنظيمات".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved