وداعًا معبودة الجماهير.. أيقونة السينما المصرية «بطلة لكل الأدوار»

آخر تحديث: الأربعاء 29 نوفمبر 2017 - 11:56 م بتوقيت القاهرة

كتب - وليد أبو السعود

بداية انطلاق نجومية شادية جاءت على يد المخرج أحمد بدرخان، والذى كان يبحث عن وجوه جديدة، وتقدمت هى للمسابقة، وأدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان فى استوديو مصر، إلا هذا المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن فى هذا الوقت قامت بدور صغير فى فيلم أزهار وأشواك، ورشحها بعد ذلك أحمد بدرخان لحلمى رفلة لتقوم بدور البطولة أمام الفنان محمد فوزى فى أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمى رفلة العقل فى إجازة، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا جعل محمد فوزى يستعين بها بعد ذلك فى عدة أفلام منها «الروح والجسد»، و«الزوجة السابعة»، و«صاحبة الملاليم»، و«بنات حواء».

حققت أفلام شادية نجاحات كبيرة وإيرادات عالية للمنتج أنور وجدى فى أفلامها «ليلة العيد» عام 1949، و«ليلة الحنة» عام 1951، وتوالت النجاحات فى أدوارها الخفيفة، وثنائياتها مع كمال الشناوى التى حققت إيرادات كبيرة للمنتجين وعلى حد تعبير كمال الشناوى نفسه عندما قال: «إيرادات بنت عمارات وجابت أراضى»، ومنها أفلامها «حمامة السلام» عام 1947، و«عدل السماء» و«الروح والجسد»، و«ساعة لقلبك» عام 1948، و«ظلمونى الناس» عام 1950.

ظلت شادية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد على ربع قرن، كما يؤكد الكاتب سعدالدين توفيق فى كتابه تاريخ السينما العربية، واستمرت نجاحاتها فى الخمسينيات من القرن العشرين، مع ثنائيات كونتها مع عماد حمدى وكمال الشناوى بأفلام «أشكى لمين» عام 1951، و«أقوى من الحب» عام 1954 و«ارحم حبى» عام 1959.

جاءت فرصة العمر كما تقول فى فيلم المرأة المجهولة مع المخرج محمود ذو الفقار بعام 1959، وهو من الأدوار التى أثبتت قدرتها العالية على تجسيد جميع الأدوار ولم يكن عمرها فى ذاك الوقت قد تجاوز الـ25 بعد.

أما النقلة الأخرى فى حياتها فكانت من خلال أفلامها مع «صلاح ذو الفقار»، والتى أخرجت معه طاقاتها الكوميدية، ومنها فيلم «مراتى مدير عام» 1966 و«كرامة زوجتى» 1967، و«عفريت مراتى» 1968، وقدما أيضا فيلم «أغلى من حياتى» فى عام 1965، وهو إحدى روائع الفنان صلاح ذو الفقار الرومانسية، كما قدما من خلاله شخصيتى «أحمد ومنى» كأشهر عاشقين فى السينما المصرية، كانت قد سبقت هذه الأفلام بفيلم يعد من أفضل أفلامها وكان بداية انطلاقتها بالدراما وهى لم تزل بعمر الورود مع فيلم «أنا الحب» 1954، وتوالت روائعها التى حفرت تاريخا لها وللسينما المصرية أيضا من خلال روايات الكاتب نجيب محفوظ بفيلم «اللص والكلاب»، و«زقاق المدق»، و«الطريق»، وفى عام 1969 قدمت «ميرامار»، و«شىء من الخوف»، وفيلم «نحن لا نزرع الشوك» عام 1970، وتوالت أعمالها فى السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين إلى أن ختمت مسيرتها الفنية بفيلم «لا تسألنى من أنا» مع الفنانة مديحة يسرى عام 1984.

يذكر أن الأديب نجيب محفوظ قال عنها قبل أن تصبح بطلة مجموعة من أفلامه إن شادية هى فتاة الاحلام لأى شاب، وهى نموذج للنجمة الدلوعة خفيفة الظل، وليست قريبة من بطلات أو شخصيات رواياته، خاصة أنه تعامل معها عند كتابته لسيناريو فيلم «الهاربة»، ولكن كانت المفاجأة له عندما قدمت دور «نور» فى فيلم «اللص والكلاب» للمخرج كمال الشيخ والذى جسدت فيه دور فتاة الليل تساعد اللص الهارب سعيد مهران، وبعدها تغيرت فكرة الأديب نجيب محفوظ وتأكد له أنها ممثلة بارعة تستطيع أن تؤدى أى دور وأى شخصية وليست فقط الفتاة الدلوعة.

اعتزلت شادية عندما أكملت عامها الخمسين، وعندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب أعلنت هذا بكلمات صادقة نابعة من تصميم وإرادة منقطعة النظير وقالت: «لأننى فى عز مجدى أفكر فى الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرنى الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدا رويدا، لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز فى الأفلام فى المستقبل بعد أن تعود الناس أن يرونى فى دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد فى وجهى ويقارنون بين صورة الشابة، التى عرفوها والعجوز التى سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لى عندهم، ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلنى الأضواء، وإنما سوف أهجرها فى الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتى فى خيال الناس».

كرست الفنانة شادية حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال الأيتام خاصة أنها لم ترزق بأطفال، وكانت شغوفة لأن تكون أما أو تسمع كلمة «ماما».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved