باحثون: الاستعداد للإصابة بالحساسية يزيد خطر التعرض لمتاعب نفسية

آخر تحديث: الثلاثاء 30 أبريل 2019 - 2:38 م بتوقيت القاهرة

زيوريخ- د ب أ:

قال باحثون من سويسرا إن تراكم الإصابة بأنواع الحساسية في الطفولة يمكن أن يزيد خطر الإصابة بمتاعب نفسية وإصابات مزمنة ناتجة عن الالتهابات.

أوضح باحثون من جامعة زيوريخ بالتعاون مع زملائهم من جامعة لوزان أن اختلافات في النظام المناعي للإنسان تظهر في الطفولة بالفعل، وتظل مميزة له عند تقدمه في السن، حيث وجد الباحثون في جامعة زيوريخ ومستشفى لوزان الجامعي أن هناك علاقة بين أمراض الطفولة والحساسية الواضحة والإصابة بمرض نفسي في سن الطفولة من ناحية وقابلية التعرض للإصابة بأمراض فيما بعد.

اعتمد الباحثون تحت إشراف فلاديتا أيداتشيش جروس ، من جامعة زيوريخ، على تحليل بيانات ذات صلة بالإصابات الوبائية لنحو 5000 شخص ولدوا في منتصف القرن العشرين.

واستخدم الباحثون التاريخ المرضي لهؤلاء في طفولتهم مع تقسيمهم إلى خمس مجموعات، حسبما أفادت جامعة زيوريخ أمس الاثنين.

أوضح الباحثون في بيان الجامعة أن هذا التقسيم اعتمد على علامات حيوية مثل كرات الدم البيضاء والسمات التي تشير إلى الإصابة بالتهابات، ثم وضع الباحثون هذه الأنماط المرضية للطفولة فيما يتعلق بأمراض الالتهابات المزمنة والأمراض النفسية في سن البلوغ.

نشر الباحثون نتائج دراستهم في العدد الحالي من مجلة " BMC ميدسين" للدراسات الطبية.

-أمراض الحساسية والأمراض النفسية تجعل الإنسان عرضة للمرض.

تبين للباحثين وجود علاقة لدى ثلاث من هذه المجموعات بين أنماط المرض في الطفولة ومدى قابلية الأشخاص فيما بعد للإصابة بأمراض نفسية.

كانت إحدى هذه المجموعات الثلاث هي مجموعة التأتب (الاستعداد للإصابة بأمراض الحساسية)، وشملت 7% من هؤلاء الأشخاص، وكانت مصابة بالعديد من أنواع الحساسية، أما المجموعة الثانية، فكانت "مختلطة" و شملت 9%، وكان أصحابها مصابين بأنواع متفرقة من الحساسية وأمراض الطفولة، مثل الحمى القرمزية والسعال الديكي أو الحصبة، إضافة لمجموعة "الإصابات النفسية" والتي تعرض أصحابها في طفولتهم لضغوط نفسية كبيرة. وجد الباحثون أن مرضى المجموعة الثالثة كانوا أكثر استعدادا للإصابة بأمراض الحساسية، ولكنهم كانوا أكثر قدرة نسبيا على مقاومة الأمراض الفيروسية.

كما كان أصحاب المجموعات الثلاث أيضا أكثر عرضة للإصابة بأمراض الالتهابات المزمنة، في حين اقتصر هذا الاحتمال المرتفع لدى أصحاب الإصابات النفسية على النساء فقط، حسبما أوضح الباحثون.

كان أكبر مجموعة ، وهي التي تضم 60% من الأشخاص الذين خضعوا للفحص، تمتلك نظاما مناعيا "محايدا" بشكل غير ملفت للنظر، مع قلة التعرض للأمراض في سن الطفولة نسبيا، في حين ضمت ثاني أكبر المجموعات، و هي المجموعة التي تشمل نحو 20% من الأشخاص، أشخاصا يمتلكون نظاما مناعيا قويا قادرا على المقاومة (مرنا)، حيث كان ظهور أعراض الإصابة بالحصبة والتهاب النكفية الوبائي، والتي لم يكن يتوفر لها تطعيم آنذاك، أقل منه لدى أصحاب المجموعة "المحايدة".

وحسب الدراسة فإن أصحاب المجموعة المرنة كانوا أفضل حماية في سن البلوغ أيضا، سواء ضد الإصابات النفسية أو إصابات الالتهابات المزمنة.

قال أيداتشيش جروس، في بيان الجامعة، إن نتائج الدراسة تشير إلى أن النظام المناعي يعمل وكأنه نقطة تقاطع بين العمليات الجسدية والعمليات النفسية، مضيفا: "حيث تساعدنا في فهم السبب في إصابة الكثير من الناس الذين لم يتعرضوا لضغوط نفسية اجتماعية من قبل بأمراض نفسية، وبالعكس، ميل الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات نفسية للإصابة بأمراض الالتهابات المزمنة".

كما أسفرت تحليلات أخرى مقارِنة عن تداخل أجزاء من المجموعات المشار إليها، مع مرور الوقت، حيث تشمل مجموعة أصحاب الجهاز المناعي المرن نسبة أكبر من مواليد السنوات الأولى، مقارنة بالشباب، في حين ازدادت لدى شباب هذه المجموعة نسبة مجموعة "التأتب" ذات الإصابات بالحساسية.

-الدراسة تؤكد نظرية النظافة.

تؤكد هذه النتيجة أيضا ما يعرف بـ "نظرية النظافة الشخصية"، والتي يذهب أصحابها إلى أن النظافة الأفضل والانتقال المتزايد من حياة الريف وحياة المدينة زاد من إصابات الحساسية بين السكان.

وفقا لهذه النظرية فإن النظام المناعي للإنسان يتعرض لميكروبات أقل نوعا وكما أثناء الطفولة ، إذا نشأ الطفل في المدينة، في حين أنه يتعرض أكثر للميكروبات إذا نشأ في مزرعة على سبيل المثال.

ويتعلم الجهاز المناعي للإنسان من خلال الاحتكاك مع هذه الميكروبات كيفية التعامل بشكل صحيح مع هذه الجراثيم الممرضة، والأصل أنها غير مؤذية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved