الاحتلال الإسرائيلى يكثف غاراته على قطاع غزة.. ولا خسائر فى الأرواح

آخر تحديث: الأربعاء 30 مايو 2018 - 4:50 م بتوقيت القاهرة

ــ جيش الاحتلال يعلن استهداف 60 «موقعا عسكريا» للفصائل ردا على 80 صاروخا وقذيفة أطلقت من القطاع.. و«تهدئة ضمنية» تعيد الأوضاع لتفاهمات 2014
ــ واشنطن تدعو مجلس الأمن لجلسة طارئة بشأن الهجمات على إسرائيل.. والكويت تسعى لحشد الدعم الدولى لحماية الفلسطينيين


كثف الاحتلال الإسرائيلى اليوم، غاراته على قطاع غزة، إذ أعلن جيش الاحتلال أنه قصف ليل أمس وفجر اليوم، 60 «هدفا عسكريا» لحركة حماس فى القطاع ردا على إطلاق صواريخ وقذائف من غزة، ونفى فى نفس الوقت اتفاقا لوقف اطلاق النار اعلنته الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية، لوضع حد لأسوأ مواجهة مع اسرائيل منذ حرب 2014.

وبحسب ما أفادت إذاعة جيش الاحتلال، فقد اسستهدفت الطائرات الإسرائيلية، أكثر من 60 «هدفا عسكريا» فى قطاع غزة فى الساعات الـ 24 الماضية، وقالت الإذاعة إن حوالى 80 صاروخا وقذيفة هاون أُطلقت على اسرائيل، أمس، وأن أنظمة الدفاع الجوى اعترضت قسما منها.

وبينما لم ترد تقارير عن إصابات فورية فى القطاع جراء الغارات، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن ثلاثة جنود اسرائيليين أصيبوا بجروح، أحدهم جروحه متوسطة والاثنان الآخران جروحهما طفيفة، جراء تطاير بعض شظايا القذائف.

وعلى الإثر، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو ان إسرائيل «سترد بقوة كبيرة» على القذائف التى تطلق من قطاع غزة. وبعد وقت قصير على تصريحاته بدأ جيش الاحتلال ضربات جوية. وهزت الانفجارات القطاع وتصاعد الدخان من الاماكن المستهدفة. وادعت تقارير إسرائيلية أن تلك الأهداف كان من ضمنها نفق ومخازن اسلحة وقواعد للمسلحين.

فى المقابل، مع إدانت الفصائل الفلسطينية للتصعيد الإسرائيلى ضد القطاع، والتعهد بمواجهة العدوان، واعلن المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامى، اليوم، التوصل لاتفاق للتهدئة. كما أعلن المسئول البارز فى حماس خليل الحية، اليوم، أن «وساطات «مصرية» تدخلت خلال الساعات الماضية وتم التوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات وقف اطلاق النار فى قطاع غزة المقرة بعد حرب 2014». وفق ما نقلت وكالة «صفا» الفلسطينية، ليسجَل على إثرها هدوء نسبى فى قطاع غزة صباح اليوم.
من جانبه لم يعلق الجيش الاسرائيلى على التقارير لكن وزير الاستخبارات الإسرائيلى كاتز نفى اتفاقا لوقف اطلاق النار فى قطاع غزة. وصرح فى مقابلة مع الاذاعة العامة «اسرائيل لا تريد تدهور الوضع لكن الجانب الذى بدأ بالعنف يجب أن يتوقف عنه. وستدفّع اسرائيل (حماس) ثمن كل نيرانها عليها».
وكانت حركتا حماس والجهاد الاسلامى اعلنتا فى بيان مشترك مساء الثلاثاء تبنيهما اطلاق عشرات الصواريخ على اسرائيل ردا على «العدوان الاسرائيلي»، معتبرة أن «ما قامت به المقاومة صباح الثلاثاء يأتى فى إطار الحق الطبيعى فى الدفاع عن شعبنا والرد على جرائم القتل الإسرائيلية وعمليات استهداف واغتيال المقاومين المقصودة فى رفح وشمال القطاع».
وهى المرة الأولى التى تتبنى فيها الحركتان علنا هجمات مشتركة منذ حرب 2014 فى قطاع غزة.
ويشهد قطاع غزة تصاعدا للتوتر مجددا منذ 30 مارس مع بدء «مسيرات العودة» التى ادت إلى مواجهات دامية على طول الحدود بين قطاع غزة واسرائيل. واستشهاد 121 فلسطينيا على الاقل بنيران جيش الاحتلال فضلا عن إصابة الآلاف.
فى غضون ذلك، ناقش مجلس الأمن الدولى، اليوم، و«الشروق» ماثلة للطبع، اعمال العنف فى إسرائيل بطلب من الولايات المتحدة لعقد اجتماع عاجل. وقالت السفيرة الأمريكية لدى مجلس الأمن نيكى هايلى، اليوم، «على مجلس الأمن ان يغضب ويرد على هذه الجولة الأخيرة من العنف التى تستهدف مدنيين إسرائيليين، ويجب ان تخضع القيادة الفلسطينية للمحاسبة لما تسمح بحدوثه فى غزة». بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى».
ووزعت الولايات المتحدة مشروع بيان يدعو مجلس الأمن إلى إدانة «بأشد العبارات إطلاق الصواريخ العشوائية من جانب الفلسطينيين فى غزة» تجاه إسرائيل.
فى المقابل، وزعت الكويت، العضو غير الدائم فى مجلس الأمن الذى يمثل الدول العربية، مسودة مشروع قرار يدعو «للنظر فى اتخاذ اجراءات لضمان سلامة وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين» فى المناطق الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة.
ووفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، تتمحور مسودة القرار حول إنشاء بعثة دولية لحماية الفلسطينيين. ومن المرجّح، بحسب دبلوماسيين، ان يجرى المجلس تصويتا اليوم الخميس على مشروع القرار الذى يتوقع ان تمارس الولايات المتحدة ضده حق النقض.
والكويت العضو غير الدائم فى مجلس الأمن الذى يمثل الدول العربية تأمل ان يحصد مشروع القرار أكبر عدد من أصوات الدول الأعضاء فى المجلس لاظهار ان واشنطن معزولة فيما يتعلق بالموضوع الفلسطينى. وتسقط المسودة التى تمت مراجعتها مطلبا مباشرا بانشاء البعثة الدولية للحماية، وبدلا من ذلك تطلب ان يتقدم الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بتوصيات.
كما ويدعو النص الجديد «للنظر فى اتخاذ اجراءات لضمان سلامة وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين» فى المناطق الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، وفق المسودة التى اطلعت عليها فرانس برس. ويطلب مشروع القرار من جوتيريش تقديم تقرير خلال 60 يوما حول اقتراحات لحماية المدنيين الفلسطينيين بما فى ذلك تشكيل بعثة دولية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved