مخرج فيلم الافتتاح بفينيسيا: وراء كل مبدع «رجل طيور»

آخر تحديث: السبت 30 أغسطس 2014 - 9:16 م بتوقيت القاهرة

شريف حمدي

قال الميكسيكي أليخاندرو جونزاليس إينياريتو، مخرج فيلم «رجل الطيور»، الذي افتتح الدورة الـ71 بمهرجان فينيسيا: إن كل إنسان وبالأخص الإنسان المبدع وراءه «رجل طيور» يطلب منه دائمًا أن يكون الأفضل. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي، الذي أعقب عرض الفيلم الأربعاء الماضي.

وأضاف المخرج المكسيكي، في تصريحات خاصة لـ«بوابة الشروق»، اليوم السبت، أن الفيلم مختلف تمامًا عن أفلامه الأربعة السابقة، حيث إنه أراد أن يخرج من الإطار الدرامي الذي غلب على تلك الأفلام، والذي أطلق عليه اسم «منطقة الدفء» التي تعود عليها، في محاولة لاكتشاف الجانب الكوميدي لديه.

وهذا هو الفيلم الخامس للمخرج الميكسيكي بعد فيلم «جميل» عام 2010، حيث يتصدّى فيه لقضية الصراع النفسي الذي يتعرض له أي فنان أو مبدع، سواء كان ذلك في مجال السينما أو المسرح أو أي مجال فني بوجه عام، عندما يتقدم به العمر وتنحسر عنه الأضواء، وكيف أن حب الشهرة قد يطغى أحيانًا على واقع ذلك المبدع، بمعنى أنه في كثير من الأحيان يظل متشبثًا بالخيط الرفيع الذي يصل بين عالم الفن الذي يبتعد عنه تدريجيًّا وعالم الواقع الذي يعيشه بالفعل. وسبق للفنان الكبير الراحل تشارلي شابلن التعرض لهذه القضية في آخر أفلامه «أضواء المسرح» حيث سجّل فيه مشاعر المبدع حين يكتشف أن وقته قد حان وأن عطاءه الفني أصبح لا يتقبله الجمهور. كما تطرق المخرج الأمريكي دارين أرونوفسكي لنفس الموضوع من خلال فيلمه «البجعة السوداء»، ولكن من زاوية أخرى، وهي رغبة الفنان في الوصول للكمال الفني حتى يظهر بأبدع صورة أمام جمهوره.

وفيلم «رجل الطيور» بطولة الممثل الأمريكي مايكل كيتون البالغ من العمر 63 عامًا، ويشاركه الأمريكيان إدوارد نورتون وإيما ستون مع الأسترالية ناعومي واتس. ويلعب كيتون في الفيلم دور ممثل يحاول العودة لأضواء الشهرة مرة أخرى بعد أن انحسرت عنه لفترة طويلة، وذلك من خلال تقديم مسرحية جديدة على مسارح برودواي. وتؤدي إيما ستون دور الابنة التي تساعده في هذه المسرحية والخارجة مؤخرًا من مصحة نفسية كانت تخضع فيها هي نفسها للعلاج، بينما يؤدي إدوارد نورتون وناعومي واتس دور شخصيتين مهمتين في المسرحية.

ويشير اسم الفيلم إلى الشخصية التي كان يؤديها ذلك الممثل وهو في أوج مجده، وهي شخصية الرجل الخارق رجل الطيور، التي قدمها في ثلاثة أفلام سينمائية في الماضي.

المخرج «إينياريتو»، أضاف خلال المؤتمر الصحفي، أن الفيلم يمكن تصنيفه في إطار ما يُسمّى بالكوميديا السوداء، بمعنى إظهار الواقع الأليم الذي يعيشه ذلك الفنان من خلال مضمون ساخر يجمع بين الضحك والآلام. كما أضاف أن اختياره لمايكل كيتون لأداء دور البطولة في هذا الفيلم يرجع إلى اقتناعه بأن أداء كيتون في السابق لشخصية «باتمان» التي لعبها في سلسلة الأفلام التي اشتهر بها قد أظهر لديه موهبة الجمع بين الميلودراما والكوميديا.

ويعتمد فيلم «رجل الطيور» بشكل كلي على المشاهد الطويلة التي لا يوجد بها مونتاج إلا قليلا، فيمكن أن يستمر المشهد الواحد من أربع إلى خمس دقائق بدون قطع. وتدور أحداث الفيلم بالكامل تقريبًا داخل كواليس المسرحية التي يؤديها الأبطال، وتعكس المشاهد الصراع وأحيانًا الصراخ الدائر بين الشخصيات، وهنا لعبت الكاميرا دورًا مهمًّا في متابعة حركة الممثلين، وكانت الكاميرا تلهث وراء تتابع الأحداث.

ودافع مخرج الفيلم عن هذا الأسلوب قائلا: إنه أراد أن يجعل المشاهد ينتقل إليه نفس الإحساس بذلك الشعور المنغلق الذي يستشعره صناع أي عمل فني، أو بمعنى آخر أراد أن يُظهر الكواليس وكأنها جحور صغيرة يتحرك بداخلها الفنان وكأنه فأر تجارب حتى يقف في النهاية أمام الجمهور الذي لا يعلم شيئًا عن حقيقة ما يدور خلف الستار.

وأضاف «إينياريتو» أن كل مشهد من هذه المشاهد الطويلة تطلب ساعات طويلة من الإعداد والتمرين حتى يخرج على أكمل وجه. واختتم كل من المخرج ومايكل كيتون، المؤتمر الصحفي بالقول: إن كل إنسان، وبالأخص الإنسان المبدع، وراءه «رجل طيور» يطلب منه دائمًا أن يكون الأفضل، وهو ما يجعله في صراع مستمر قد يقوده في النهاية إلى طريق الصواب، وفي أحيان كثيرة قد يؤدي به إلى الجنون.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved