«كريمة»: تجسيد شخص النبي محمد في فيلم إيراني «مصيبة وكارثة»

قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة بجامعة الأزهر، تعقيبا على الفيلم الإيراني الذي يروي طفولة النبي صلى الله عليه وسلم حتى سن الثالثة عشر إن " شعر رأسي وقف، حتى لو أخفوا وجه الممثل أو صورته عن بعد، إلا أن هذا الأمر يعد مصيبة وكارثة».

وأضاف كريمة، اليوم الأحد في اتصال هاتفي لـ «الشروق» أن "النبي صلى الله عليه وسلم قال «من رآني فقد رآني حقا فان الشيطان لا يتمثل في صورتي» رواه البخاري والله تعالى حفظ شخصية النبي صلى الله عليه وسلم من أن يتمثل بها الشيطان في المنام، فمن باب أولى يجب أن نجتنب تمثيله في اليقظة حتى تظل الصورة الشريفة في أسمى تصور وتخيل في الأذهان، أما أن ينطبع الصوت أو الملامح في أذهان الناس فهذا محرم وممنوع، والفيلم الإيراني أظهر الصوت من خلال الشخصية التي جسدت دور الرسول صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام".

وشدد أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على أنه "كان من الواجب على صناع الفيلم استشارة الازهر الشريف باعتباره أكبر مرجعية سنية في العالم الإسلامي قبل التصوير، ثم بعد التصوير وقبل البث كان الواجب دعوة كبار علماء الإسلام من تخصصات مختلفة ومتنوعة ولاسيما الفقه الإسلامي لمشاهدة الإنتاج قبل العرض والاستماع إلى الملاحظات".

وتابع "ومن هنا يأتي التوافق، فالنبي عليه الصلاة والسلام للمسلمين جميعا «سنة وشيعة» ولكن الانفراد وعدم احترام الآخرين شىء معيب لا نقره بأي حال من الأحوال وأنا ضد هذا الفيلم جملة وتفصيلا".

وأكد الدكتور أحمد كريمة، أنه في حقبة الستينيات أصدر مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر أبحاثًا فقهية بتحريم تشخيص الأنبياء والرسل عليهم السلام سواء بالصوت أو بالصورة، بالكاميرات أو على خشبات المسارح أو بالرسوم الكرتونية، فكل ذلك منهي عنه".

وتعقيبًا على تصريح مخرج الفيلم الإيراني مجيد مجيدي، الذي قال إن "الفيلم كان نتاج أبحاث طويلة لمؤرخين من السنة والشيعة"، قال كريمة: «أين السنة هنا، لو كان قد استعان بالمؤرخين السنة، لكان من باب أولى أن يأتي إلى الأزهر، وبالتالي فهذا كلام منافي للحقيقة، فالمخرج الإيراني لم يستشير الأزهر، وكنت مستعد للذهاب إلى ايران في حالة تمت الدعوى، لمشاهدة الفيلم وتقييمه وإبداء الملاحظات عليه، لكن الانفراد من الشيعة بهذا أمر خطير لأنه الموضوع بخص قدس الأقداس وسيد الخلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم".

يذكر، أن فيلم «محمد رسول الله»، الذي يروي طفولة النبي محمد، تم عرضه الخميس الماضي، في أغلب صالات العرض بإيران، والتي اكتظت بالعديد من المشاهدين، كما تم عرض الفيلم في الافتتاح الرسمي لمهرجان أفلام العالم في مونتريال.