«درع الفرات».. معضلة دبلوماسية لواشنطن

آخر تحديث: الثلاثاء 30 أغسطس 2016 - 7:52 م بتوقيت القاهرة

- محلل: أمريكا يمكن أن تنقل قواعدها خارج تركيا إذا تحولت العملية إلى مواجهة تركية كردية فى سوريا
تشكل المناورات التركية لمنع القوات الكردية من التقدم فى شمال سوريا، معضلة دبلوماسية جدية لواشنطن، وتثير توترا بين بلدين متحالفين فى الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابى.

«البقاء متحدين» هو الهدف المعلن لواشنطن فى علاقتها مع الولايات المتحدة، لكن هذا الهدف يتعثر بسبب التوتر المتصاعد بين البلدين العضوين فى حلف شمال الاطلسى (الناتو)، منذ الأربعاء الماضى، مع اطلاق انقرة عملية «درع الفرات» ضد حزب العمال الكردستانى ووحدات حماية الشعب الكردى وتنظيم «داعش».

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردى وحزب الاتحاد الديموقراطى «منظمتين إرهابيتين» مع أنهما مدعومان من واشنطن فى حملة مكافحة تنظيم «داعش» فى الأراضى السورية.

وقال بريت ماكجورك، المبعوث الرئاسى الأمريكى فى التحالف الدولى ضد الإرهابيين إن المواجهات بين تركيا والقوت العربية ــ الكردية «غير مقبولة»، داعيا كل الأطراف إلى «وقف» المعارك.

وكان نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، قال بشكل واضح خلال زيارة إلى انقرة الأسبوع الماضى إنه على القوات الكردية أن «تعبر مجددا» إلى شرق الفرات وإلا ستفقد دعم الولايات المتحدة.

وقال مات بريزا، العضو السابق فى مجلس الأمن القومى فى عهد الرئيس جورج دبليو بوش: إن هذه الإشارات المتناقضة التى تصدر عن واشنطن، تعرض فرصة الاستفادة من الرغبة المعلنة لأنقرة فى مكافحة «داعش»، للخطر. وعبر عن قلقه لأن «الولايات المتحدة يمكن أن تحول انتصارا إلى هزيمة».

وقال بريزا، الذى أصبح عضوا فى المركز الفكرى الأمريكى «اتلانتيك كاونسل» إنه «على الرئيس (باراك أوباما) أن يحدد بوضوح السياسة (الولايات المتحدة) لأننا نواجه حاليا هذا التناقض بين ماكجورك وبايدن».

وأضاف أن إغضاب أنقرة عبر دعم الأكراد ينم عن تهور من قبل واشنطن، بعدما طلبت لسنتين من تركيا اتخاذ موقف أكثر حزما حيال تنظيم «داعش». وتابع بريزا أنه فى المقابل «التأكد من عودة وحدات حماية الشعب الكردى إلى شرق الفرات»، هو الاستراتيجية الجيدة التى يجب على واشنطن اتباعها.

لكن جون هانا، المستشار السابق للنائب السابق للرئيس الأمريكى ديك تشينى، رأى أن أنقرة تتحمل جزءا من المسئولية فى تصاعد التوتر بين تركيا والولايات المتحدة لأنها تباطأت فى مكافحة تنظيم «داعش».

وقال إن «وحدات حماية الشعب الكردى لم تكن الخيار الأول للولايات المتحدة لتصبح شريكتها وحليفتها فى مكافحة تنظيم (داعش) على الأرض، بل كانت كل ما تبقى لنا».

وحذر هانا، الذى يعمل حاليا فى المركز الفكرى الأمريكى «فيديريشن فور ديفنس أوف ديموكراسيز» من أنه «إذا تحول الوضع إلى مواجهة كبيرة بين الجيش التركى أو القوات المدعومة من تركيا، ووحدات حماية الشعب، بدون أى إشارة إلى التزام أكبر بكثير من قبل تركيا ضد تنظيم «داعش»، فإن ذلك سيؤدى بالتأكيد إلى توتر حقيقى بين الولايات المتحدة وتركيا». وأضاف محذرا فى تقرير نشر أمس الأول، من أن احتمالا كهذا يمكن أن يجبر واشنطن على نقل قواعدها العسكرية إلى خارج تركيا.

لكن كمال كريشجى، من مركز الابحاث «بروكينجز انستيتيوشن» فى واشنطن، يرى فى التطورات الأخيرة مؤشرات إيجابية. وقال إن تركيا تبدو وكأنها تخلت عن الأمل فى انتصار سنى كامل فى الحرب الاهلية فى سوريا، وهذا الأمر ومعه التحسن الخجول للعلاقات بين رجب طيب أردوغان وروسيا وايران، يمكنه يفتح الباب لتسوية النزاع الذى اسفر عن سقوط أكثر من 290 ألف قتيل منذ مارس 2011.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved