فيديو.. الباعة المتجولون: لن نعيش في «مقبرة الترجمان».. وهذه حلولنا للحكومة

آخر تحديث: الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 - 8:29 م بتوقيت القاهرة

نجلاء سليمان

«دولة الباعة المتجولين.. إمبراطورية الباعة المتجولين.. تطهير وسط القاهرة من الباعة المتجولين».. ظلت هذه الكلمات على مدار الأسابيع القليلة الماضية متصدرة عناوين الصحف والفضائيات، لكن أحدًا لم يركز على مواطني هذه الدولة أو الإمبراطورية.. كيف يعيشون أو ينفقون على أبنائهم؟.. أو سر تشبثهم بمساحة «متر * متر» لفرشتهم؟

«حاولنا نعمل اللي الحكومة مش قادرة تعملهولنا، بنوفر فرص شغل لنفسنا، رجال الأعمال سيطروا على المصانع ومكنش قدامنا حل غير النزول للشارع».. هكذا دافع الباعة المتجولون عن مهنتهم، خلال مؤتمر صحفي نظمته جبهة طريق الثورة «ثوار» لهم.

«علينا وصولات أمانة»

«ربيع – أحد الباعة المتجولين بمنطقة وسط البلد»، قال خلال المؤتمر الذي حضره ممثلو النقابة المستقلة للباعة المتجولين، إن بعض الباعة وقّعوا على إيصالات أمانة مقابل الحصول على بضاعتهم، مشيرًا إلى أن البيع بالشارع يحقق هامش ربح بسيط يتمكنوا من خلاله توفير ما لم تستطع الحكومة أن توفره لهم ولأسرهم.

لماذا فشل مشروع الترجمان؟

واصل الباعة حديثهم، خلال المؤتمر، مؤكدين أن فكرة مشروع الترجمان من أكثر الأخطاء التي قامت بها الدولة في حقهم نظرًا لأن الجراج يبعد عن محطات المترو وأماكن تجمع المارة، بحوالي كيلو متر أو أكثر، ولا يعتبر قبلة للمواطنين.

وأضافوا أن وضعهم الآن أسوأ من أصحاب المحلات التجارية الثرية»، فيما قال أحدهم: «موبينيل كان ليها فرع هناك وقفل.. هو أنا أحسن من موبينيل؟»، مشيرين إلى أن التكلفة المالية التي وضعت في الترجمان تعتبر إهدارًا للمال العام، و«لم يؤخذ رأينا قبل صرف هذه المبالغ».

تأجير المراكز التجارية

في الوقت نفسه، عرض عدد من الباعة حلولا رأوا فيها طريقًا من وجهة نظرهم للخروج من الأزمة الحالية، أولها «نقلهم إلى ساحات متاحة حاليًا في شارع الألفي، آخر شارع 26 يوليو، شارع هدى شعراوي، شارع الفلكي».

كما اقترحوا تأجير بعض المراكز التجارية الموجودة بوسط البلد والتابعة للدولة مثل «صيدناوي، الصالون الأخضر»، مطالبين بتقنين وضع البائع المتجول وتوفير معاش وتأمين صحي له باعتباره حق لكل مواطن.

مقبرة الترجمان

من جانبه، طالب محمد عبد الله، رئيس النقابة المستقلة للباعة المتجولين، الحكومة بضرورة حل المشكلة من جذورها، وتوفير الأماكن البديلة التي اقترحوها، وأعلن استعدادهم للعمل، وتحويلها إلى منطقة أسر منتجة، بل والعمل على مساعدة الدولة في جعلها مزارا سياحيا.

وناشد الباعة المتجولون، في مؤتمرهم، الرئيس عبد الفتاح السيسي، إرسال مندوب من الرئاسة لدراسة وضعهم، وتقييم جراج الترجمان، للتأكد من كلامهم، واصفين الموقع بـ«مقبرة الترجمان»، الذي لم يراع فيه أي جانب إنساني.

كما اتهموا محافظ القاهرة ورؤساء الأحياء بالتعنت ضدهم، وعدم مراعاة ظروفهم المعيشية، والتسبب في خسارتهم «مفيش بياع استفاد من موسم دخول العيد»، على حد قول أحد الباعة الحاضرين للمؤتمر.

حضرت المؤتمرالدكتورة ليلى سويف، والناشط السياسي هيثم محمدين،الذي دافع عن حق البائع المتجول وعدم حرمانه من زرق يومه، الذي تعيش عليه أسرته.

وأعلن الباعة الجائلون في نهاية المؤتمر عن نزولهم، الأربعاء، وبأعداد كبيرة، للمشاركة في مظاهرة عمالية، في شارع طلعت حرب، كبداية خطوات التصعيد حتى تنفيذ مطالبهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved