«أساتذة» يناقشون دور الجامعات في المجتمع بندوة في معرض الكتاب

آخر تحديث: الأحد 31 يناير 2016 - 7:41 م بتوقيت القاهرة

مي زيادي

ناقش معرض الكتاب، دور الجامعات في المجتمع ومدى استقلالها، عصر الأحد، في ندوة تحت عنوان «الجامعة في المواجهة»، بالقاعة الرئيسية في المعرض.

وتحدث في الندوة عدد من الأساتذة منهم الدكتورة عواطف عبدالرحمن، أستاذة الصحافة بكلية إعلام القاهرة، وفتحي أبوالعينين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، وسليمان العطار، أستاذ الأدب الأندلسي بكلية أداب القاهرة، وقدم الندوة أحمد زايد، أستاذ في أداب القاهرة.

وتسأل «زايد»، هل الجامعة تستطيع تحقيق استقلال حقيقي؟، وماهي الظروف التي يجب توافرها لتحقيقه؟، وكيف تحقق الجامعة استقلالا بعيدا عن الاستخدام السياسي والتطرف الديني؟، وهل تنجرف الجامعة خلف المجتمع فيجرها إلى مشكلاته، أم تكون الجامعة مستقلة ومنتجة للمعرفة والعلم، وتصبح قاطرة تقود المجتمع نحو التقدم».

ومن جانبه، قال د. فتحي أبوالعينين، إن الجامعة كانت ومازالت تواجه مواقف وتحديات تتعرض لها بين الحين والأخر سواء من جانب السلطة السياسية أو من جانب القوى التي تريد تخلف المجتمع وجموده، مؤكدا أن الجامعة في أي دولة هي الضمير الوطني، والعقل المفكر والرائد للأمم.

وتابع «بالرغم من تأكيد الدساتير المتعددة التي وضعت بمصر، على استقلالية الجامعات وحرية أساتذتها والتفكير والبحث، تتعرض الجامعات للانتهاكات».

وحدد «أبوالعينين» 3 قضايا تتعلق بالجامعة، أولها المعارك التي تخوضها الجامعة من أجل استقلالها واستقلال أساتذتها، منوها بما حدث في 1954 عندما تمت إقالة وفصل عدد من أساتذة الجامعة المنتمين للتيار اليساري، وما حدث في فترة «السادات» عام 1981.

والثانية، هي المواجهة داخل الجامعة نفسها، وهو ماحدث مع طه حسين، بسبب كتابه «الشعر الجاهلي»، ومثوله للتحقيق بعد رفع قضية ضده لاتهامه بخروجه عن الدين الإسلامي.

أما الثالثة، فكانت المواجهة بين الجامعة والقوى التكفيرية، مثل ما حدث مع د. نصر حامد أبوزيد، أثناء تقدمه للحصوا على درجة الأستاذية بكلية الأداب بجامعة القاهرة، حيث تم اتهامه بالردة والإساءة للإسلام من خلال البحث الذي تقدم به، وعلى إثر ذلك اضطر لترك مصر، ولم يعد إلا قبل وفاته بفترة قصيرة.

ومن جانبها، قالت عواطف عبدالرحمن، إن أساتذة الجامعات لابد أن يتحرروا من الخوف، مؤكدة على ضرورة ترسيخ مبدأ انتخاب القيادات الجامعية، وإبعاد الأمن والسلطة السياسية عن الجامعات لتستعيد ريادتها ودورها الثوري في تغيير المجتمع، وتغيير نمط التعليم السائد بالجامعات، وإلغاء ما يسمى بكتاب الأستاذ الجامعي، وتشجيع الطلاب على التفكير النقدي.

وأوضحت أن الجامعة ظلت بمنآى عن سيطرة السلطة حتى 1954، وتم اعتبار الجامعة إحدى مؤسسات الدولة وتابعة لها، مشيرة إلى أن قانون الجامعات الذي تم وضعه في 1958، يضع الجامعة تحت مسؤولية وزارة التربية والتعليم، ثم إنشاء وزارة التعليم العالي، في 1961، وتابعية الجامعة لها من أجل إحكام السيطرة الكاملة عليها؛ حيث كان يتم تعيين رؤساء الجامعات بقرار من رئيس الجمهورية، وقيام رئيس الجامعة، بتعيين العمداء ورؤساء الأقسام بالكليات «بموافقة الأمن» وهو الشرط الأكثر خطورة، ومن هنا برزت قضية استقلال الجامعات.

وأكدت على ضرورة تفعيل حق الأساتذة بانتخاب عمداء الكليات، والاستقلال المالي والإدري لتحقيق استقلال الجامعات، متسأله: «كون الدولة تدفع 75%من ميزانية الجامعات، هل هذا يعطيها حق التدخل في شؤونها؟».

كما أكدت أن الجامعات تعاني من «ترهل إداري»، مشددة على أن الجامعات بحاجة لثورة إدارية بجانب الثورة الأكاديمية، وطالبت بإبعاد الأمن عن الحركة الطلابية ووضع لائحة جديدة من خلال الطلاب بعيدا عن وصاية الأساتذة، وكذلك وضع قانون جديد للجامعات يشارك فيه الأساتذة وممثلي الحركة الطلابية.

وتابعت: «استطعنا أن نحصل على حكم قضائي بطرد الداخلية من حرم جامعة القاهرة، لتعارض ذلك مع قانون تنظيم الجامعات، وتم وضع وحدات أمن مدنية من داخل الجامعة، ولكن لا تزال العقلية الأمنية تدير الجامعات المصرية».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved