دبلوماسيون مصريون وسعوديون: العلاقات المصرية ــ السعودية أقوى من الخلافات العارضة

آخر تحديث: الجمعة 31 يوليه 2015 - 8:29 ص بتوقيت القاهرة

كتبت ــ دينا عزت وسنية محمود ومحمد خيال

• زيارة محمد بن سلمان للقاهرة تضع النقاط فوق الحروف لملفات اليمن وسوريا والقوة المشتركة


جاءت زيارة ولى ولى العهد وزير الدفاع السعودى الأمير محمد بن سلمان للقاهرة امس فى ظل تقارير متزايدة عن موجة من البرودة تهب على العلاقات المصرية ــ السعودية، وهو يراه دبلوماسيون مصريون وسعوديون إشارة إلى أن عمق التحالف بين القاهرة والرياض يتجاوز حدود الخلافات التى تطرأ بينهما من وقت إلى آخر.

ويقول دبلوماسى مصرى «الحقيقة الثابتة هى ان السعودية فى كل الأحوال ليست فى وارد ادارة ظهرها لمصر وان الاحتياج السعودى الفعلى لمصر يتجاوز فى الواقع ما قد يعتقده البعض من حديثى العهد بالعمل السياسى فى الرياض».
ويقول مصدر سعودى إن الأمير محمد بن سلمان يأتى إلى القاهرة لتأكيد حرص الرياض على استمرار دعم الاستقرار الاقليمى من خلال امرين اساسيين هما تحجيم الدور السياسى – الاقتصادى الذى يمكن ان تلعبه ايران فى منطقة الشرق الأوسط، رافضا التعقيب على ما يتردد عن استعداد إيران لتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للقاهرة وبخاصة فى مجال الطاقة.

أما الأمر الثانى فهو ضمان ألا تكون محاربة تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا مدخلا لدعم نظام بشار الاسد أو حتى تخفيف الضغط عليه حيث إن ينظام العاهل السعودى سلمان بن عبدالعزيز غير مستعد للقبول ببقاء نظام الأسد كما هو فى المستقبل، وإن كان اكثر انفتاحا، ايضا بحسب مصدر سورى مقيم فى عاصمة غربية ومصدر تركى تحدث للشروق من انقرة، للقبول بقاء النظام مع تعديلات تدريجية ربما تنتهى بخروج بشار من المعادلة مع استمرار عناصر نظامه الرئيسية.
وعملت الشروق أن الملف اليمنى كان حاضرا بقوة على جدول أعمال الضيف السعودى فى القاهرة خاصة ما يتعلق بالمباحثات التى تستضيفها القاهرة بصورة متتالية لعناصر من الحوثيين – المحسوبين على معسكر طهران فى اليمن والتى تصر القاهرة ان استمالة بعضهم تحققت وانها اساسية للوصول لتسوية ما تنهى الازمة العسكرية ــ الانسانية فى اليمن.

وبحسب مصادر مصرية فى القاهرة كان سامح شكرى وزير الخارجية قد نقل للرياض خلال زيارة قام بها قبل ايام خلاصة الحوارات اليمنية التى تستضيفها القاهرة ومعظمها غير معلن – وكذلك حوارات سورية غير معلنة – والتى تؤشر لإمكانية التوصل لتسوية ما، غير ان الموقف السعودى لا يبدو راضيا عما يراه على الأرض فى اليمن بل ولا يجده متطابقا بما استمع اليه من شكرى.

القضايا الأخرى على أجندة محادثات محمد بن سلمان فى القاهرة تشمل مطالب سعودية بدور اكبر لدول الخليج العربى فى الجامعة العربية فى الفترة القادمة تزامنا مع اختيار أمين عام جديد للجامعة العربية وهو ما يستوجب طرح ترشيحات قريبة للمنصب، إلى جانب ملف القوة المشتركة التى تبحث الدول العربية تشكيلها.
من ناحيته قال انور عشقى الجنرال السابق فى الجيش السعودى ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية فى جدة إن توقيع الاتفاق النووى بين إيران والغرب عزز أهمية التحالف المصرى السعودى وضرورة تجاوز أى خلافات ثانوية بين البلدين.
وأوضح عشقى لـ«الشروق» عبر الهاتف أن بن سلمان يبحث مع السيسى الموقف النهائى فى سوريا واليمن والعراق وما وصلت إليه العمليات العسكرية فى اليمن أخيرا، مضيفا أنه بعد توقيع الاتفاق النووى بين إيران والدول الكبرى، يجب التنسيق فى المواقف بين القاهرة والرياض فى أعقاب الاتفاق.
وحول ما اثير عن توتر فى العلاقات بين القاهرة والرياض أخيرا استبعد عشقى وجود أى تباين فى المواقف أو خلافات بين الجانبين مشددا على ان العلاقات بين الجانبين قوية للغاية حيث يمثلان القوتين الاكبر فى قيادة الامة العربية، مضيفا «هناك جهات تسعى للوقيعة بين البلدين والتشويش على العلاقة بينهما ولكن القاهرة والرياض أكبر من تلك الاستفزازات».

فيما قال الكاتب والمحلل المقرب من دوائر صنع القرار السعودى أن زيارة بن سلمان لا تخرج عن محاولات المملكة لإنهاء مرحلة إيران فى كل من سوريا، واليمن، مؤكدا ان الرياض لن تتراجع عن ذلك».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved