وهم العلم.. كتاب جديد يدعو للخروج من سجن الفلسفة المادية - بوابة الشروق
الخميس 10 يوليه 2025 4:34 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

وهم العلم.. كتاب جديد يدعو للخروج من سجن الفلسفة المادية

لندن - أ ش أ
نشر في: الأربعاء 1 فبراير 2012 - 5:45 م | آخر تحديث: الأربعاء 1 فبراير 2012 - 5:45 م

فى الكتاب الجديد "وهم العلم"، يلح المؤلف روبرت شيلدراك على ضرورة البحث عن سبل جديدة لفهم الكائن الإنساني بما يخدم قضية التطور.

 

وواقع الحال أن الكتاب رغم عنوانه ينتمي لمجال البحث في فلسفة العلم غير أن مؤلفه يتبنى رؤية تدعو للخروج مما يعتبره سجن المادية إلى آفاق أوسع وأكثر رحابة.

 

فهو يحذر من أن الإغراق في المادية والالتزام الصارم بفلسفتها خرج بها من مبادئ العلم إلى النسق الايديولوجى المغلق حتى كادت تتحول إلى ديانة تملى تعاليمها ونظرياتها وترفض أى جهد علمي لا يلتزم بتجارب الحواس المباشرة .

 

ولا يدخر شيلدراك جهدا فى تفنيد ذلك التمجيد المبالغ فيه للتجارب العلمية المستندة للمبادئ الصارمة للفلسفة المادية، معتبرا أن الأمر بات أقرب لتحويل العلم المادي إلى وثن معبود بقدر ما يستحسن النظرة التى تنزع العصمة عن الفلسفة المادية وترى أنها قابلة للوقوع فى الخطأ مثل أى فلسفة من صنع الإنسان.

 

ويوضح روبرت شيلدراك فى كتابه الجديد مدى التعارض الكبير بين المادية الساكنة مع الجوهر الراهن لعلم مثل الفيزياء المعاصرة حيث كل شىء فى حركة وحراك فيما لا يكاد أحد يذكر اليوم الحقيقة التعسة حول الصيغة الراهنة للمادية الميكانيكية الكامنة فى المفاهيم المرتبكة والمشوشة التى عفا عليها الزمن .

 

ورغم أن هذا الالتزام الصارم عند البعض بقواعد الفلسفة المادية قد يكون مفيدا لأغراض عملية تتعلق بالاستخدامات اليومية للعلم فى أوجه الحياة المختلفة إلا أن تأثيره على التفكير الرحب والخلاق قد يكون فى المقابل مدمرا للغاية . وفى نهاية كل فصل يتوجه المؤلف بتساؤلات فلسفية لأنصار التمسك الصارم بالفلسفة المادية مثل: "إذا كان هذا العالم خاليا من أى معنى أو غايات فكيف تجد المعنى داخلك وتعثر لنفسك على غايات؟".

 

وإذا كان من المستهجن مقاربة قضايا هامة للإنسان مثل الوعى وأصل الحياة بالتجاهل الكامل لاجتهادات تاريخية فى تاريخ العلم فإنه من الخطأ أيضا أن يظن أن تجربته الخاصة والمباشرة والتى تشكل مصدر تفكيره هى محض وهم تام. ومن ثم فإن هناك حاجة كما يرى روبرت شيلدراك فى كتابه الجديد إلى أمثولة جديدة ومعايير مغايرة لاستحداث خارطة طريق أفضل لفهم الكائن الإنساني والإقرار بتنوع الواقع وتعقيده وصيرورة التطور .

 

كتاب يثبت أن الإنسان لن يكف عن محاولة البحث فى معنى الحياة واستكناه سر الوجود وفهم ألغاز هذا العالم بقدر ما يتصدى لمسألة التمسك بافتراضات ثابتة والثقة المطلقة بها أو إضفاء ما يشبه القداسة عليها.. فهنا يتحول العلم إلى وهم. هل نقول إن الوقت قد حان للتكامل والتناغم لا التصادم والتنافر بين هذه الأفكار والفلسفات بما يخدم قضية التطور الإنساني ويضيف أبعادا جديدة للواقع ويومئ نحو تعدد جوانب الحقيقة؟..هذا ما يقوله روبرت شيلدراك فى كتابه الجديد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك