تسعى وزارة الخارجية المصرية لإغلاق القنوات الفضائية التابعة لجماعة الإخوان التي تبث عبر القمر الفرنسي «يوتلسات»، بعد محاولات من الجماعة التحريض على العنف والقتل، من خلال تلك القنوات، كان آخرها البيان الذي بثته قناة رابعة الفضائية، لما يسمى بـ«قيادة شباب الثورة».

مساعد وزير الخارجية الأسبق: يجب توثيق المادة الاعلامية لقنوات العنف والارهاب بالصوت والصورة وارسالها الى فرنسا

وصف السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، التحركات التي تجريها وزارة الخارجية، مع الجانب الفرنسي لاقناعهم باتخاذ إجراءات حاسمة تجاه القنوات التابعة للإخوان، والتي تبث عبر القمر الصناعي الفرنسي «يوتلسات»، بالقرارات القوية والجيدة في مثل هذا التوقيت، خاصة بعد العمليات الإرهابية الأخيرة بسيناء.

وأضاف «القويسني»، في تصريحات لـ«الشروق»، الأحد، أنه يجب على المسؤولين في وزارة الخارجية، بذل كثير من الجهد من أجل توثيق المادة الإعلامية التي تبثها تلك القنوات التابعة للإخوان، وما تتضمنه من تحريض على العنف والقتل والكراهية والإرهاب بالصوت والصورة، وإرسال تلك المواد إلى الجانب الفرنسي.

وطالب بإجراء مباحثات مكثفة معه حول ضرورة توحيد الجهود في مواجهة الإرهاب، الذي لم يمثل فقط تهديد على مصر أو الإقليم، وأنما أيضا على أوروبا، لافتا إلى أن ما تعرضت له فرنسا مؤخرًا من هجوم إرهابي على صحيفة «تشارلي ابدو» على يد متطرفين وأسفر عن عشرات القتلى والجرحي.

وأوضح أن استجابة فرنسا لإغلاق القنوات على القمر الصناعي «يوتلسات»، ليس سهلا،  مشيرا إلى أن الجانب الفرنسي متمثلا في وزارة الخارجية وكذلك السلطات الفنرسية المعنية بالأمر ستعمل على دراسة الموقف بكل أبعاده، وتتحرى عن مدى التأثير السلبي لتلك القنوات على المجتمع الفرنسي؛ من خلال التحقيق حول مادتها الإعلامية الخاصة بالتحريض والعنف والقتل، ومن ثم يتم صنع القرار الذي يتسق مع اعتبارات الأمن القومي الفرنسي. 

تعليمات من شكري لسفير مصر في فرنسا للتحرك في هذا الشأن

وفي سياق متصل، صرح السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، بأن الوزارة تجري اتصالات مكثفة مع فرنسا في ضوء ما يجمع بين البلدين من علاقات متميزة ومن أهداف مشتركة تتعلق بمحاربة الإرهاب في الآونة الأخيرة، وذلك بتكليف من الوزير سامح شكري.

وأضاف «عبد العاطي»، في بيان له، عبر موقع «فيسبوك»، أن تلك التحركات مع الجهات الفرنسية المختصة تهدف إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة والحازمة تجاه بث هذه القنوات الفضائية التابعة للجماعة الإخوان من مواد تحض على العنف والإرهاب والكراهية علي القمر الصناعي الفرنسي.

وأوضح أن مصر أخذتً في الاعتبار السوابق التي قام بها القمر الفرنسي، بإغلاق قنوات مماثلة بسبب التحريض علي الكراهية، مشيرا الى أن «شكري»، قد وجه بالفعل سفير مصر في باريس والقطاع المعني بالوزارة للتحرك في هذا الشأن.

المكتب الفني للنايل سات: القنوات المحسوبة على الاخوان هناك صعوبة في التشويش عليها

من جانبه، قال أحمد رمزى، مدير المكتب الفنى للنايل سات، إن القنوات الفضائية المحسوبة على جماعة الإخوان لا تبث برامجها من القمر الصناعى النايل سات.

وأضاف «رمزي»، أن القنوات التابعة للإخوان منها «رابعة، ومكملين، والشرق، ومصر الآن» تبث على القمر الفرنسي «اليوتلسات» من قبرص، مؤكدًا أن ترددات تلك القنوات غير موجودة على «النايل سات».

وأشار خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «من القاهرة»، المذاع على «القاهرة والناس»، إلى وجود صعوبة في عملية التشويش على تلك الفضائيات.

العضو المنتدب بالنايل سات: تكنولوجيا الاتصالات تعوق منع بث تلك القنوات 

فيما أكد الدكتور ثروت مكى، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بـ«النايل سات» أن قنوات «رابعة، والشرق، ومكملين، ومصر الآن»، التابعة لجماعة الإخوان غير موجودة على القمر المصري نايل سات.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «الحدث المصري»، الذي يقدمه الإعلامي محمود الورواري، أن قناة «رابعة» تبث من تركيا، وترددها الذي أعلن عنه موجود على على القمر الفرنسي.

وأوضح أن القمر الصناعي المصري يبث اشارته عبر المدار على درجة 7 غرب خاصة وكانت خاصة بـ«النايل سات» وحده، إلى أن  استطاعت الشركة الفرنسية المعروفة بـ«نيول سات» تطوير الموقع من 7.3 إلى 8.3، وهذا الموقع أصبح لا يخص فقط القمر الصناعي نايل سات، وأنما يشمل أيضا أقمار «يوتل سات» وبعض الشكرات الأخرى.

بيان من الخارجية لمواجهة قنوات الارهاب والتحريض 

وكانت وزارة الخارجية، قد أصدرت بيان مساء اليوم، أشارت فيه إلى وجود جهود وتحركات تقوم بها الوزارة لمواجهة آفة الإرهاب، والقضاء على التنظيمات الإرهابية وأدواتها الإعلامية التي تحرض على القتل والإرهاب، وفي ضوء ما تلاحظ مؤخراً من بث عدد من القنوات الفضائية التابعة للإخوان، لمواد تحريضية تحض بشكل صريح على القتل وممارسة الإرهاب، وتعميق الكراهية وهدم مؤسسات الدولة الشرعية، وذلك من خلال أقمار صناعية أوروبية.