أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تنسحب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى المشتركة خلال الأيام المقبلة.
وقال أن واشنطن لم تبلغ موسكو بالإجراءات المستقبلية فيما يخص معاهدة التخلص من الصواريخ،بحسب وسائل إعلام روسية.
وأضاف "لكن عدم رغبة الولايات المتحدة في التفاوض حول هذا الموضوع يشير إلى أن القرار اتخذ منذ فترة طويلة، وسوف يبدأ تنفيذه قريبا".
وأضاف بيسكوف للصحفيين، ردا على سؤال عما إذا كانت موسكو تسلمت من واشنطن أي اشعارات، "لا، ولكن بقدر ما نفهم ، أنه في الثاني من شباط/ فبراير نظريا، يجب أن نتلقى نوعا من الإشعار من الولايات المتحدة".
وتبادلات موسكو واشنطن وبشكل منتظم الاتهامات بانتهاك المعاهدة.
وأعلنت روسيا مرارا أنها تمتثل بشدة لالتزاماتها وفقا لهذه الاتفاقية. إلا أن لديها، كما أفاد وزير خارجيتها سيرجي لافروف، أسئلة خطيرة حول قيام الولايات المتحدة بنقض التزاماتها.
وبدوره أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في الرابع من الشهر الماضي ، أن امام روسيا مهلة 60 يوما "للعودة إلى تنفيذ" هذه المعاهدة، وأضاف بأنه إذا لم يحدث ذلك فإن واشنطن ستقوم بتعليق تنفيذ التزاماتها بهذه المعاهدة.
وحددت الولايات المتحدة لاحقاً، بأن مثل هذا القرار قد يتم اتخاذه في الثاني من الشهر الجاري .
وتأتي المزاعم من تطوير روسيا لصواريخ (9 إم 729) التي يتم إطلاقها من منصات أرضية، التي تقول روسيا إنها لا تمتلك سعة الوقود للمدى المحظور.
ومن المقرر أن يعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مؤتمر صحفي بواشنطن اليوم الخطوة الأمريكية.
وأعرب العديد كبار الدبلوماسيين من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، من بينهم ألمانيا، عن قلقهم اليوم الجمعة بشأن احتمال تفكك المعاهدة التي ترجع لعقود.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في بوخارست، اليوم الجمعة: "بدون معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى سيكون هناك أمن أقل". وأشار إلى أن الخروقات الروسية ألغت المعاهدة.
كان قد تم توقيع معاهدة القضاء على الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، يوم 8 كانون أول /ديسمبر عام 1987. وبموجب هذه المعاهدة التزم الطرفان بالقضاء على الصواريخ التي يبلغ مدى إطلاقها من 500 كم إلى 5500 كم، بالإضافة إلى القاذفات والمنشآت والمعدات الإضافية الخاصة بها.